الافتتاحية بلاغ
عقدت رئاسة مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين اجتماعها الدوري يوم 12/9/2009، واستعرضت آخر المستجدات السياسية دولياً وإقليمياً وداخلياً، كما ناقشت سير عملية الحوار حول وحدة الشيوعيين السوريين.
- أكد الاجتماع أن المرحلة الأولى من عهد الإدارة الأمريكية الجديدة المنهمكة بتفاقم الأزمة الرأسمالية العالمية، بددت أوهام المراهنين من النظام الرسمي العربي على أي تغيير جدي في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية المعادية للسلام والشعوب في منطقتنا، لأن المرتكز الأساسي في إستراتيجيتها هو السيطرة المباشرة على كل مصادر الطاقة والحفاظ على ما يسمى بأمن الكيان الصهيوني. ومن هنا يجب الوقوف بوجه محاولات البعض تضليل الرأي العام العربي بأن ما يجري في المنطقة هو حراك سياسي إيجابي بسبب كثافة توافد المبعوثين الأمريكيين والأوروبيين إلى دول المنطقة. فبالاستناد إلى نتائج تلك الزيارات والأجندات التي حملها المبعوثون، ندرك أن التحالف الامبريالي – الصهيوني ليس في وارد قبول السلام الشامل والعادل والانسحاب من الأراضي المحتلة، بل بصدد استمرار سياسة الترغيب والترهيب، وبالتالي التحضير لعدوان جديد ضد لبنان وسورية والمقاومة الفلسطينية. ومن هنا من غير المقبول الانخداع بخطاب التهدئة الأمريكي المراوغ، لأن من سيصدق ذلك سيستفيق على عدوان إسرائيلي – أمريكي جديد أوسع نطاقاً وخطراً مما شهدناه في السنوات السابقة. ولا سبيل لمواجهة تلك المخاطر إلا بالالتزام بخيار المقاومة الشاملة، وعلى كل الصعد.
- وبالانتقال إلى دراسة الوضع الإقليمي، توقف الاجتماع عند الأزمة التي افتعلتها الحكومة العراقية ضد سورية، وأكد أن ذلك يجري لخدمة الاحتلال الأمريكي، وإطالة أمد وجوده في بلاد الرافدين، وتعزيز انتشاره العسكري في خليج عدن والبحر الأحمر والخليج عموماً، وصولاً إلى أفغانستان وباكستان بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في كل الدول المتشاطئة على بحر قزوين. كما أكد الاجتماع أن تفجير الوضع في اليمن والصومال والسودان، وتأزيم الوضع في الداخل الفلسطيني واللبناني عبر التواطؤ المباشر لدول الاعتلال العربي، يخدم المخطط الإمبريالي- الصهيوني الرامي إلى تفتيت دول المنطقة عبر تسعير الصراعات العرقية والدينية فيها. وهذا ما يفسر السير بمخطط تكوين تحالف ثلاثي أمريكي- صهيوني- رجعي عربي ضد إيران، وخصوصاً بعد فشل سيناريو التفجير الداخلي غداة الانتخابات الإيرانية.
- وبالترابط مع استعراض الوضع على الصعيدين الدولي والإقليمي، توقف الاجتماع بعمق عند الوضع الداخلي، ورأى أن لدى سورية كل الإمكانات لكي يعيش مواطنوها الحياة اليومية التي تليق بهم، وأكد أنه من الضرورة وقف التدهور المستمر لمستوى معيشة الجماهير والذي يتجلى بتزايد الفارق بين مستوى المعيشة ومستوى الحد الأدنى للأجور، في وقت راحت تتكدس فيه الثروات بأيدي قلة قليلة جداً خلال فترات زمنية قصيرة جداً، الأمر الذي لم يعد مقبولاً ولا يجوز التساهل معه، لأن استمراره على هذه الوتيرة سوف يؤدي إلى كارثة اجتماعية تضر بالأمن الوطني، سيدفع ثمنها الشعب السوري.. وشدّد الاجتماع أن الالتفات الجدي إلى الوضع المعيشي لأوسع الجماهير هو جزء، ومكون رئيسي من الوحدة الوطنية التي يجب توطيدها وصيانتها باستمرار، خصوصاً أن لدى سورية المستهدفة بالضغوط الخارجية والمخططات الإمبريالية – الصهيونية كل الإمكانات لتصحيح وضعها الاقتصادي والاجتماعي عبر ضرب قوى الفساد الكبرى في الداخل ومنعها من أن تتحول إلى نقاط استناد لأي عدوان خارجي في منطقة تغلي وتفور، ولا تنفك المخططات المعادية من استهدافها بشكل دائم.
- ناقش الاجتماع ما وصل إليه الحوار بين اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين والحزب الشيوعي السوري حول الوحدة، وأسباب عدم إنجاز كل أوراق العمل المتعلقة بالحوار والآفاق اللاحقة للسير نحو تحقيق هذا الهدف. ومن أجل فتح الطريق واسعاً أمام الوحدة المنشودة وتسريع العملية نحوها، تقترح رئاسة مجلس اللجنة الوطنية عقد اجتماع مشترك بين اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري ومجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين لمناقشة قضية الوحدة على ضوء ما توصلنا إليه في الحوار، وإنجاز ما لم يتم إنجازه وفتح الآفاق اللاحقة، وصولاً لتحقيق الوحدة في أسرع وقت ممكن.