وما يزال العراق أسيراً..

تلقت الأوساط الشعبية، ومن بينها «قاسيون» بمزيج من الفرح والفخر أنباء الإفراج عن البطل الذي لم يرَ في نفسه بطلاً؛ منتظر الزيدي، أو «رامي الحذاء» كما وصفه الإعلام الغربي منذ أن صوّب حذاءه إلى رأس سيد البيت الأبيض في 14 كانون الأول 2008.

وقد أُطلق سراح الزيدي صباح الثلاثاء الماضي بعد أن أمضى تسعة شهور في سجون الحكومة العراقية التابعة، ولم يكن مستغرباً أن يتوجه الزيدي بعد ساعات قليلة من إطلاق سراحه إلى دمشق، ليستقبله في مطارها وزير الإعلام السوري، حيث من المقرر أن يتلقى العلاج في أحد مشافي دمشق قبل أن يتوجه إلى الدوحة لتلبية دعوة وجهها له مركز الدوحة لحرية الإعلام.

وقد جاءت أولى كلمات الزيدي عبر محطة «البغدادية»- التي كان يعمل مراسلاً لها- واضحةً لتصب مزيداً من الزخم في تطلعات الشعب العراقي المقاوم: «ها أنا ذا حرٌ، وما زال الوطن أسيراً»!.. وكان الزيدي قد وجه فور خروجه من السجن التحية إلى جميع من وقف بجانبه، مطالباً «نوري المالكي» بالاعتذار عما تعرض له في أسره من معاناة، نافياً اعتبار نفسه بطلاً لأن دافعه في قذف «بوش» بالحذاء كان الظلم الذي يتعرض له العراق والشعب العراقي.

وندد الزيدي باستمرار الاحتلال الأمريكي للعراق، وحذّر من إمكانية تعرضه- وهو الذي تعرض لصور مختلفة من التعذيب في سجنه- للتصفية على يد الاستخبارات الأمريكية، أو أعوانها في المنطقة، جسدياً أو اجتماعياً أو مهنياً، كما أشار الزيدي إلى طريقة اعتقاله يوم رمى «بوش» بحذائه، موضحاً أنه «صعق بالكهرباء، وضرب بالكوابل وقضبان الحديد (..) وتُرك مكبلاً في البرد بعد إغراقه بالمياه».

ووصف البطل في حديثه الاحتلال الأمريكي بأنه «الطاعون الذي يفتك بالشعب العراقي وينتهك حرمات دور العبادة والبيوت ويزج بالآلاف من العراقيين كل يوم في السجون»، وأضاف: «لقد تصرفت دفاعاً عن بلدي، وهو أمر مشروع تقره القوانين والأعراف الدولية والسماوية، وللذود عن العراق البلد العريق وحضارته التي استبيحت».

 

وكانت «قاسيون» من الصحف القليلة التي استمرت بمتابعة قضية الزيدي بجميع فصولها بعد أن «خبا» بريقها الإعلامي عقب الرمية الشهيرة بأيام، وأجرت أكثر من لقاء مع شقيقه الصديق عدي الزيدي الذي حمل قضية شقيقه/ قضية العراق دون يأس، والذي كان يزودنا بمستجدات القضية أول بأول، كما تفرّدت صحيفتنا بنشر الرسالة الوحيدة التي كتبها في سجنه وأكد فيها على صموده وإيمانه الراسخ بما فعل وبوحدة العراق وضرورة تحريره. ونحن موعودون بأن يكون لنا وقفة مطولة مع «منتظر» في عدد قادم..