الوطن في خطر... لابد من قيام جبهة شعبية وطنية ديمقراطية للمواجهة الوحدة الوطنية أهم مقومات الصمود والمقاومة

■ مداخلات ومداولات

تتابع قاسيون نشر بقية المداخلات التي قدمت في الاجتماع الوطني لإطلاق الوثيقة الوطنية: «الوطن في خطر.. لا بد من قيام جبهة شعبية وطنية ديمقراطية للمواجهة»، وتعتذر للتأخر في النشر وذلك لأسباب مختلفة، يتعلق بعضها بسعة صفحات جريدتنا، ويتعلق بعضها الآخر بتأخر وصول النصوص النهائية لبعض الكلمات..

 ■ كمال إبراهيم: لم يشر أحد إلى التعارض القائم بين مشروع الوثيقة الوطنية وبين الورقة الخلفية المرفقة، فالورقة الخلفية تقترح أن يرفع إلى رئيس الجمهورية بأن يقدم دعوة للقاء وطني، بينما المطروح في الوثيقة الوطنية هو حوار وطني قد يفضي إلى مؤتمر وطني، والفرق واضح بين المسألتين.

ثم إن الشرط الموضوع في الورقة الخلفية يتضمن نزعة استبعادية واضحة فهو يدعو فئة من السوريين الوطنيين «الأحرار» ويستبعد البقية، على الأقل هذا مايفهم من الصياغة.

بالنسبة للمواجهة، المواجهة تتطلب توفير الإمكانيات المادية والمعنوية لهذه المواجهة وأهم دروس سقوط بغداد هو أن فئة كانت تستأثر بالثروة والسلطة وفي ربع الساعة الأخير طلبت هذه الفئة من الجماهير أن تلتف حولها، هذا لا يجدي، يجب الانتباه للأعداد الهائلة في سورية لأرقام الفقر والبطالة ولحجم الفساد الهائل.

النقطة الأخيرة: الوحدة الوطنية، هناك تدهور في هذه القضية الحساسة، هناك تراجع في التضامن الوطني والشعبي، وهذا يتطلب تغيير جملة الأفكار والممارسات وإعادة توزيع الثروة.

■ هدى الحمصي: سورية مستهدفة منذ أن حوصر العراق وتم غزوه، ومن لايدرك أن الوطن العربي كله مستهدف يكون قاصر التفكير، تاريخ سورية كله صمود ومقاومة وثقافتها ثقافة مقاومة منذ الأزل . . . والعلمانية في تفكيرنا هي ترسيخ لتراثنا وديننا وحضارتنا.

المواطن في بلدنا أوعى من القوى السياسية ويجب إنصاف هذا المواطن بتلبية حاجياته، هناك مسألة: في سورية لم يكن هناك على الإطلاق تمييز على أساس العرق أو الدين أو الطائفة، وهناك أمثلة: فارس الخوري مثلاً.

بالنسبة لقانون الأحوال الشخصية: نحن متقدمون في هذا الجانب عربياً، وإن كنا نحتاج الآن لتعديل هذا القانون ليكون أكثر تلبية لمتطلبات تقدمنا وتطورنا، أما بالنسبة لحرية المرأة، فسورية وقعت على اتفاقية عدم التمييز ضد المرأة ولم تتحفظ إلا على مسألة منحها الجنسية لأولادها، وهي الآن بصدد إلغاء كل التحفظات.

هناك من يصور أننا تاريخياً كنا ضد المرأة وهذا يتضمن مغالطة لكل وقائع التاريخ العربي من أيام بلقيس وزنوبيا وحتى الآن ـ نحن لم نبدأ الآن السير في هذا الاتجاه.

القطاع العام، الحقيقة أن الإدارات المتعاقبة على هذا القطاع هي من أوصله إلى هذا المستوى من التردي.

وأخيراً إذا كنا نريد إصدار وثيقة فعلينا أن نتجنب الوقوع في مغالطات لغوية ونحوية وغير ذلك.

■ د. أوس عثمان: يجب أن تسرع الدولة بإصدار قانون الأحزاب وأن يترافق ذلك بإطلاق السجناء السياسيين الذين لم يثبت تورطهم مع الخارج.

لدي تعليق بسيط: البعض من الرفاق البعثيين (وأنا بعثي أيضاً) هنا استشهد فيما يتعلق بقانون الطوارئ بما عمدت عليه فرنسا من تعاطيها مع الأحداث الأخيرة التي اندلعت في أراضيها. إن قانون الطوارئ في بلدنا قائم منذ 40 عاماً ومفتوح إلى فترة غير محددة وليس مؤقتاً كبقية الدول الأخرى، وأعتقد أنه حقق المطلوب منه ويجب إيقاف العمل به.

■ د. عبد العزيز جاموس: لاأريد أن أتكلم عما جاء في الوثيقة، كلنا متفقون على أن الوطن في خطر ومنذ سنوات، وكلنا فداء للوطن، ولتحقيق خطوات دفاعية حقيقية، أرى أنه يجب تأكيد الموافقة على ماجاء في الوثيقة باعتبارها مدخلاً للإعلان عن حق الجميع في المساهمة في الدفاع عن الوطن وليس السلطة وحدها هي المعنية فقط، ويتم ذلك من خلال المشاركة الفعلية في الدفاع عن الوطن ومناقشة قضايا البلاد الحساسة السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، ومحاربة الفساد وتأكيد حرية التعبير، والإسراع في إصدار قانون الأحزاب، ورفع المستوى السياسي ليكون مواكباً للأحداث والمتغيرات. إننا نرفض أن يكون الوطنيون على خط الإقصاء، وكل تأخير أو ترهل يضاعف الأخطاء المتراكمة، والدفاع عن الوطن ليكون شامخاً يتطلب أن يتحد الجميع دون استثناء.

■ سهيلة رحال: شكراً لجميع من ساهم في إقامة هذه الندوة، لي ملاحظتان صغيرتان: الأولى: نحن أمة عانت الكثير من مرارات الخطابة، مامن هزيمة أصابتنا إلا وكانت الخطابات قبلها وأثناءها وبعدها . . . نحن بحاجة لإتاحة الفرصة للمجتمع المعني الأساسي فيما يتهدده، المعني بحاضره ومستقبله . . . يجب إخراج المجتمع وتحريره من عطالته المفروضة عليه بإتاحة الفرصة لإعادة تشكيله ضمن مؤسسات ومنظمات، حتى يستطيع أن يعبر عن إرادته . . . كلنا هنا لن نستطيع مواجهة الأخطار دون المجتمع . . . هناك أخطار داخلية ربما تكون أكثر خطورة من العدوان الخارجي وهذا لن نستطيع مجابهته دون النهوض بالمجتمع وتفعيل دوره . . . الأولوية هي الحل الديمقراطي لنعرف كيف نقف وكيف نواجه . . . وأنا هنا لاأشكك بوطنية أحد في المعارضة، ولو كان لديهم خيارات  أفضل في هذا المناخ السيىء لما وصلوا إلى هذا الخيار البائس الهزيل . . . الديمقراطية أصبحت ضرورة لهذا المجتمع لإنمائه وتطويره والنهوض به ليتمكن من المواجهة والمقاومة.

الملاحظة الثانية: أريد أن ألفت إلى فكرة الأديان، هنا يجب التأكيد على علمانية الدولة، حتى لانتيح الفرصة لتعميق الانقسام الطائفي التي تعول عليه أمريكا في مشروع الشرق الأوسط الكبير، والذي نراه الآن في العراق وفي لبنان، فإذا أشدنا بالإسلام مع احترامنا العميق له، وأنا مسلمة، إلا أنه لايجوز إثارة حفيظة الأديان الأخرى . . . المجتمع السوري مجتمع متنوع ومتعدد الأديان ولانستطيع أن نغفل اياً من الحضارات المتعاقبة عليه، إذاً الضمانة هي العلمانية، هي الحارس الوحيد للديمقراطية، فعندما يتمتع الجميع بحقوق متساوية دون تمييز، تغدو المسألة الوطنية جامعة أكثر من أي شيء آخر.

■ د. محمد سماق: سأركز على نقطتين فقط: الأولى: قضية احتكار البعث للسلطة، والثانية: هي علاقة البعث مع الآخر، فيما يتعلق بالنقطة الأولى: أنا بعثي وكنت عضواً في جميع المؤتمرات، إننا نسعى للشراكة الوطنية مع الجميع، ونحن ندرك أننا لانملك الوطن، نحن شركاء مع الآخرين في المسؤوليات والأعباء والمنافع والدليل على ذلك هو الوجود المكثف للبعثيين في هذا اللقاء وفي كل اللقاءات السابقة، وليس لدينا أي رغبة بالاستئثار بأي شيء.

أما النقطة الثانية: فيما يتعلق بعلاقة البعث مع الآخر، لقد فرض علينا المواجهة، ولايمكن أن نواجه ونحن معزولون عن الآخرين، يجب أن نتواصل معهم، خصومنا وأعداؤنا يريدون عزلنا وإضعافنا، ولكننا مصرون على استمرار الحوار والتواصل مع الآخر في هذا العالم الخصم والصديق، الصديق لتعزيز علاقتنا معه والخصم إما لكسبه أو لتحييده أو للتخفيف من عدائه وشكرا.

■ عدنان درويش: نتمنى أن يكون النجاح حليف هذا اللقاء الهام، تحدثت الوثيقة عن خيار المقاومة، وأكد على ذلك أيضاً من سبقني في الحديث ولكن يجب التنبه لقضية أن السلوك الاقتصادي وقرارات وزارة الاقتصاد تسير باتجاه مختلف تماماً، فالسماح للبضائع الأجنبية بالدخول إلى بلادنا وأسواقنا وامتلاء هذه الأسواق بالبضائع المهربة، سوف يؤدي إلى  توقف العديد من المصانع وإغلاقها وتسريح عدد كبير من العاملين فيها، وهذا يحملنا لطرح سؤال هام: لماذا يحدث ذلك ولمصلحة من؟ ولماذا هذه القرارات في هذا الوقت بالذات؟

إن الحكومة مطالبة الآن باتخاذ القرارات التي من شأنها تعزيز الصمود الوطني وخلق وحدة وطنية صوانية لصد المؤامرات والدفاع عن الوطن  وبغير ذلك فلن نستطيع الصمود أو المواجهة، إذ يجب أن يواكب القرار الاقتصادي والسياسة الاقتصادية الموقف الوطني الذي تبنى خيار المقاومة.

■ جمال القادري: يتبين من كل المداخلات التي وردت أن الجميع متفقون أن الوطن في خطر وأن المطلوب مواجهة هذا الخطر، ولكن ماهي الآلية.؟ يجب افتضاح من ارتهن نفسه لأعداء الوطن، وهذه الوثيقة تحمل برنامجاً إصلاحياً ولكنها مليئة بالأحكام المبرمة، وهذا خطأ علينا البحث عن كل مايوحد ويقرب وجهات النظر من أجل تمتين وحدتنا الوطنية والابتعاد عن استفزاز الآخرين، وعلى الوثيقة أن تبتعد عن الدخول في التفاصيل والأرقام، المهم الآن الاتفاق على الخطوط العريضة، وأقترح أن يتضمن البيان الختامي لهذا اللقاء إدانة واضحة لكل من ارتهن نفسه لأعداء الوطن.

■ د. عبد الهادي نصري: نحن بحاجة إلى مراجعة، منطلقها الأساسي الوحدة الوطنية، يجب أن نعود بالذاكرة إلى مرحلة الخمسينات ونقارنها بما يجري اليوم، في الخمسينات كان هناك مؤامرات شتى تستهدف بلدنا، حلف بغداد، النقطة الرابعة . . . إلخ، في ذلك الوقت كان هناك حراك شعبي، المقاومة الشعبية ملأت البلاد، ولم يجر أي ارتفاعات في أسعار المواد الأساسية، ولم تهتز الليرة السورية، بينما اليوم ثمة مؤشرات خطيرة: ارتفاع الأسعار، انخفاض قيمة الليرة، هذا أمر مخيف، فلماذا يحدث ذلك، أيضاً في حرب تشرين لم يجر أي اهتزازات داخلية من أي نوع، فلماذا تحدث هذه الانهيارات في هذه المرحلة، أليس هذا سؤالاً جوهرياً، مانراه من حراك شعبي اليوم مجرد رفع أعلام وشعارات، وهذا لايكفي، المسألة تتطلب تحركاً وتفاعلاً شعبياً وجماهيرياً أقوى وأعمق . ..

الريادات التي تحدثت عنها الوثيقة بوصفها روحية وحضارية، هي أيضاً ريادات قومية ونهضوية وقد انطلقت أول ماانطلقت من سورية، ويجب أن تؤكد الوثيقة على هذا الجانب وترابطه العضوي مع بقية الجوانب، والتأكيد أن انتصارات الأمة في جميع مراحلها بدأت من هنا من بلاد الشام.

بالنسبة للشراكات التي تحدثت عنها الوثيقة، يجب الحديث عن شراكات أخرى لاتسلط فيها ولا وصايات: الشراكة مع تركيا ومع إيران على سبيل المثال . . . المطلوب الآن إعادة إنتاج الدور الوطني لسورية، هذا الدور الريادي والتاريخي.

■ فايز ضويحي: نصحني بعض الأصدقاء وأنا قادم من «الميادين» أن لا آتي وأن لا أرهق نفسي بالسفر، إذ لاأحد يقرأ ولا أحد يسمع، اليأس دب في النفوس، فهل نستطيع تخليص الناس، عبر وثيقتنا هذه من اليأس؟ إن نجحنا في ذلك نكون قد خدمنا  الوطن و المواطنين فعلاً.

بالنسبة للقضية الكردية، يجب التأكيد أن الأكراد هم جزء لايتجزأ من النسيج الوطني، ولكن في الوقت نفسه علينا عدم تضخيم هذه القضية، لأن ذلك ليس لمصلحة الأكراد، كما أنه ليس لمصلحة الوطن، والتاريخ البعيد والقريب يؤكد ذلك. بالنسبة لموضوع الإرهاب: يجب عند ذكر الإرهاب وذكر مسبباته، و أهمها غياب العدالة بين الأقوياء والضعفاء، بين الأغنياء والفقراء، بين السلطات والشعوب.

لدينا في سورية أوراق هامة نستطيع من خلالها هزيمة أي معتد مهما بلغا قوته وأهمها الوحدة الوطنية التي لايمكن تمتينها إلا بالحرية والديمقراطية.

بالنسبة لإطلاق سراح السجناء، الوثيقة أغفلت تسوية أوضاعهم وهذه نقطة هامة.

■ عادل هادي: أين الديمقراطية؟ سواء في الورقة التي نبحثها أو في الحوارات الدائرة، علينا أن نبحث عن آليات للتطبيق، وعدم إقصاء أحد، والابتعاد عن الاتهامات السريعة، يجب أن نظهر وجهنا الحضاري بمختلف جوانبه.

يجب التفريق بين قوى السوق وقوى الفساد، هذان فريقان مختلفان، ثم لا أدري لماذا يجري الدفاع عن القطاع العام، وهو يعاني مايعانيه لأسباب بنيوية، يشكل استشراء الفساد أحد جوانبه ليس إلا، وانا لاأدعو للتخلص تماماً من القطاع العام بل من مؤسساته  الخاسرة، وهذا عكس مايجري الآن حيث يتم خصخصة المؤسسات الرابحة وإبقاء الخاسرة وهذا فيه ضرر كبير للوطن والاقتصاد. إن مهمة السوريين الحالية هي ممارسة ديمقراطية حقيقية من أجل حماية سورية وتحرير الجولان والأراضي العربية المحتلة.

■ رياض طبرة: أيها الأخوة والأخوات

أود أن أشير إلى أن التجارب الماضية علمتنا أن لا صداقة بين قوي وضعيف، وأن لا مكان للضعفاء في هذا العالم، وأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تسع لصداقة شعب أو حاكم في هذا العالم، وجل ما تبحث عنه أن تجد عملاء لها يقومون على تنفيذ سياستها ويحققون مصالحها، حتى إذا ما انتفت الحاجة إليهم تخطتهم بازدراء واحتقار، وهذا شأن القوي مع الضعيف على الدوام.

ومن هنا أشد على أيدي الذين رفضوا الانخراط في السياسة الأمريكية ويرفضون بإباء أن يكونوا بيادق تحركهم تلك السياسة وتحدد سلفاً هويتهم واختياراتهم.

وباختصار المسألة اليوم تتصل بحاضر ومستقبل أبنائنا ووطننا، وعندما تكون المسألة هكذا فإن الوجدان الوطني هو الحكم وهو الموجه.

وأعتقد جازماً أن المغفور له سلطان باشا الأطرش وإخوانه قادة الثورة السورية الكبرى لم يرجموا بالغيب عندما اختاروا المقاومة في مواجهة المحتل الغاشم، لقد راهنوا على الضمير والوجدان الوطني، وعمقوا صلاتهم بجماهيرهم وبقوى المجتمع القادرة على تحقيق الالتفاف الوطني الأوسع والفاعل والمؤثر.

وإذا كان قدر سورية أن تقف هذا الموقف الممانع تعبيراً عن مشاعر العرب والمسلمين فإنها يلاشك تحمل رسالة كفاحية نضالية مدعاة للفخر والاعتزاز.

■ ماهر حجار: أهمية هذا الاجتماع تأتي من كونه يشكل حلقة في سلسلة التراكم الكمي المنجز، من أجل خلق القاعدة الأساسية لبناء خيارنا الوحيد؛ ألا وهو خيار المقاومة والمواجهة الشاملة للمشروع الأمريكي-الصهيوني المجرم؛ بما في ذلك خيار المقاومة المسلحة.

أعتقد أن الوطن الآن ليس في خطر، الوطن الآن هو تحت الضرب المباشر، هذه حقيقة يجب أن نقرها بشكل واضح، وأن لا نغمض أعيننا عنها. ولا أظن أن أحداً في هذه القاعة أو خارجها يجادل في ذلك.

إن أية فعالية أو بيان أو نشاط لا يأتي اليوم في سياق الدفاع عن الوطن وهو تحت الضرب المباشر لا يمكن فهمها -بحال من الأحوال- بأنها فعالية وطنية أو وجهة نظر فقط.

من الواضح أن جميع الحضور موافقون ضمن الإطار العام على نص الوثيقة. من هنا وتجاوباً مع رغبة الدكتور محمد حبش علينا أن نقرر الآن ودون إبطاء الخطوة، بل الخطوات اللاحقة لاجتماع اليوم.

وعليه، وانطلاقاً من الهدف المعلن في ختام الوثيقة في تشكيل جبهة شعبية على الأرض للمقاومة والمواجهة أقترح:

1 - اتخاذ قرار باعتبار هذا الاجتماع هو الهيئة التأسيسية للجبهة الشعبية للمقاومة الشاملة.

2 - التوافق على قيادة مؤقتة لهذه الجبهة الشعبية للمقاومة.

3 -  العمل فوراً ودون إبطاء على تشكيل فروع في المحافظات لهذه الجبهة الشعبية.

4 - إقرار توصية من الاجتماع بضرورة إقامة نشاطات مشتركة ملموسة على الأرض للقوى والفعاليات المتواجدة في هذا الاجتماع في جميع المحافظات.

أقترح أن تضاف عبارة جديدة على الفقرة الرابعة من المستوى الوطني / فقرة الريادة الروحية/ لتصبح: «التأكيد على دور سورية في الريادة الروحية باعتبارها الأرض التي انطلقت منها النبوات والحضارات، وازدهرت فيها الحضارة الإسلامية، ورفض المحاولات الرامية إلى النيل من الثوابت الدينية وتكييفها مع ما يتناسب مع مطالب العولمة، باعتبار أن الحضارة العربية- الإسلامية تشكل أحد عناصر المقاومة الهامة لمشروع العدو الأمريكي- الصهيوني».

■ الشيخ محمد زاهر  بعدراني ـ إمام جامع المرابط

جميل أن يكون هناك أمثال هذه اللقاءات النادرة، ومجرد اللقاء بين الأحرار الصادقين هو نجاح بحد ذاته.

ولكن تعلمون أن هناك شريحة شعبية واسعة النطاق وصلت إلى عدم الاهتمام بما يجري، وموقفهم موقف المتفرج سواء بشماتة أو جهالة أو الملل من كثرة الكلام وقلة العمل.

وأقول إن عملية تثقيف أصحاب الفكر الإسلامي والمسيحي ومن يسمع ويصغي لقولهم ضرورة ملحة. وأقول انطلاقاً من الذي ورد في مشروع الوثيقة الوطنية عن الريادة الروحية، إن هناك خطباء ورجال دين يتحدثون عن الزواج والطلاق وغيرها على منابرهم، والتهديد والخطر يحيط بهم وبمن يسمعون منهم. والسبب هو الجهل أحياناً واللامبالاة أحياناً وخوفهم من الاستدعاء والمساءلة أحياناً أخرى.

وتعلمون أن أكبر تجمع وطني شعبي غير معد له هو يوم الجمعة في المساجد ويوم الأحد في الكنائس، فكيف نستفيد من هذا التجمع لزيادة التوعية وأخذ الثقة من هؤلاء؟ يعني قبل إيجاد مؤتمر وطني حواري شامل يجب أن نهيئ النفوس والأفكار والعقول والقلوب لقبول مثل هذا الطرح كما أن الجبهة القوية التي نريدها على الأرض إحدى شرائحها هم المثقفون الدينيون من الإسلاميين والمسيحيين، لذا أرجو أن نتوجه إليهم بمشروع الوثيقة الوطنية بعد التوعية الجادة وأخذ العهد على العمل.

الأمر الثاني هو ما يتعلق بمشروع الأحزاب ـ السؤال هو إن وجدت الأحزاب فأين لنا أن نضمن انضمام تلك الشرائح المثقفة الدينية، إسلامية ومسيحية، في تلك الأحزاب المعدودة و المحدودة؟ إننا نقصي عدداً كبيراً من الشرائح الاجتماعية المثقفة عن المشاركة في العملية السياسية.

الأمر الثالث أرجو استبدال تلك المسيرات والمظاهرات التي تجوب الشوارع والساحات بمشروع توعية وتثقيف بخطورة الوضع الحالي بدل إضاعة الوقت بمسيرات لا يشارك بها إلا أعداد محدودة، ومعروف أنها منظمة ومبرمجة. وشكراً.

 

■ بعثة قاسيون