الافتتاحية ميليس... حِلس مِلس..
إن المتتبع لتطور الهجمة الأمريكية – الصهيونية سياسياً وإعلاميا ضد سورية، ولبنان وضد المقاومة في فلسطين والعراق، يدرك أن الاعتماد على نزاهة التحقيق، الذي تجريه لجنة التحقيق الدولية بقيادة ديتلف ميليس حول جريمة اغتيال الحريري - علماًأن سورية كانت أكبر المتضررين من تلك الجريمة، وان اكبر المستفيدين منها هما أمريكا والكيان الصهيوني
- لا يتناسب مع خطورة المخطط العدواني الشامل ضد بلدنا، كذلك لا يجوز الاستكانة أو الاطمئنان لما قد تسفر عنه نتائج التحقيق الذي جرى ويجري برمجتها سلفاً ضد سورية. فمن لا يتذكر الكذب والخداع حول أسلحة التدمير الشامل في العراق والملف النووي الإيراني وعلاقة الإسلام بالإرهاب، والخلط بين المقاومة الوطنية المشروعة ضد الاحتلال، وإرهاب الدولة التي تمارسه واشنطن وتل أبيب ضد الشعوب.
إن كل الوقائع خلال الأسابيع والايام الماضية تشير إلى أن مفتاح الحل المركب ضد سورية، أي ضغوط خارجية وكذلك داخلية –سياسية، اقتصادية، إعلامية ونفسية وحتى عسكرية، يتجلى فيما يمكن أن يفضي إليه تقريرميليس في الشهر القادم والتداعيات التي ستنجم عنه من تصعيد إلى الحد الأقصى عبر الضغوط المباشرة وغير المباشرة بهدف إيجاد ذلك المناخ الذي يسهل معه ضرب وتقويض بنية الدولة والمجتمع في نهاية المطاف.
لذلك فان أسوا الحلول ليس فقط الموقف الانتظاري، بل أيضا ترك الأمور للتقادير دون القيام بالتعبئة الضرورية لقوى المجتمع على الأرض في مواجهة الأخطار المحدقة.
نحن على قناعة بأنه رغم قصر الوقت الذي يشارف على الانتهاء، فمازال هناك إمكانية لمواجهة الموقف بما يتطلبه من تعزيز للوحدة الوطنية وإطلاق طاقات الشعب الجبارة للدفاع عن سيادة الوطن وكرامته عبر خيار المقاومة الشاملة كما فعل أسلافنا الأماجد وهذا يتطلب قبل كل شيء اجتثاث قوى الفساد الكبير، أعداء الداخل المرتبطين بالرأسمال المعولم وقوى العدوان الخارجي، ودون كسر هجمة هؤلاء على قوت الشعب وثروة البلاد لا يمكن تحصين الداخل وتعبئة القوى الحية في مجتمعنا من عمال وفلاحين ومثقفين وطنيين وضباط وجنود بواسل في مواجهة العدوان المرتقب.
ولأننا ندرك حقيقة نوايا واشنطن العدوانية ضد بلدنا وشعوبنا ومنطقتنا، لذلك لا يجوز لأحد أن يطمئن لما يمكن أن تسفر عنه نتائج لجنة التحقيق الدولية برئاسة ميليس لان حلها سيكون حتماً (حِلس مِلس... ) وكلنا ثقة بالقدرة الكامنة في شعبنا إذا ما أحسن استخدامها للدفاع عن كرامة الوطن المواطن.