بيان وللحرية الحمراء بابٌ...

من «وعد بلفور» حتى احتلال العراق تتغير وجوه الغزاة والمعتدين وتتعدد أشكال المؤامرات ضد بلداننا وشعوبنا، من «سايكس بيكو»، إلى اغتصاب فلسطين، إلى العدوان الثلاثي على مصر، إلى الأحلاف العسكرية، إلى عدوان حزيران عام 1967، إلى إجهاض حرب تشرين عام 1973، إلى مؤامرات «كامب ديفيد»، إلى اجتياح لبنان، إلى حرب الخليج الأولى والثانية، إلى اتفاقات أوسلو ووادي عربة، إلى احتلال العراق والتهديد بالعدوان على سورية ولبنان بعد القرار 1559، وبعد جريمة اغتيال الحريري، كلها حلقات في مسلسل المؤامرات الإمبريالية - الصهيونية ضد شعوبنا وسيادتنا وكرامتنا الوطنية بالإرهاب الأمريكي والسلاح الأمريكي وتواطؤ الرجعية وقوى السوق الكبرى في الأنظمة العربية.

 لا نخاطب حكام النظام الرسمي العربي، فهؤلاء بمجموعهم تقريباً اعترفوا بأنهم لايملكون القرار، وبالتالي فهم غير أُمناء على السيادة الوطنية، بل تحولوا إلى جلادين على شعوبهم يتوسلون الحلول والحماية من واشطن (السعودية ومصر نموذجاً).

 نخاطب من تعز عليهم «كرامة الوطن والمواطن»، من رفعوا شعار المقاومة الشاملة كخيار وحيد ضد الغزاة، مثل أسلافنا الذين رفعوا شعار «الدين لله والوطن للجميع» ورفضوا استقبال الغزاة بالصمت أو بالزهور والأرز، بل حزموا أمرهم، وخاضوا معركة الشرف الوطني، قمة القمم على طريقة الشهيد يوسف العظمة والقادة الآماجد.. سلطان الأطرش، محمد الأشمر، إبراهيم هنانو، صالح العلي، أحمد مريود، أدهم خنجر، سعيد العاص، عز الدين القسام وسعيد آغا الدقوري، فمن العار ألا نسلك طريقهم في الدفاع عن الوطن وتحرير الأراضي العربية المحتلة من الجولان إلى العراق وفلسطين، ومواجهة الغزاة الجدد عبر خيار المقاومة الشاملة، وليس المساومة!

 نراهن على الشعب السوري بكل ما يملك من تقاليد وطنية ومن تاريخ مليئ بالمآثر والتضحيات ضد الاستعمار قديمه وحديثه، وعلى قواه الفاعلة بدءاً من عماله وفلاحيه ومثقفيه الوطنيين الحقيقيين، وانتهاءً بضباطه وجنوده البواسل وهذه القوى قادرة على العمل باتجاه تعزيز الوحدة الوطنية، وهذا يتطلب قبل كل شيء مواجهة قوى السوق الكبرى المحلية العالمية، وكسر هجمتها على قوت الشعب وثروة البلاد.

 أمام خطورة ما نواجه وما يحاك ضد بلدنا من أعداء الداخل والخارج، ليس أمامنا من خيار إلا الاستقواء بالداخل والاعتماد على الشعب لإطلاق طاقاته الجبارة وتلبية مصالحه الأساسية وطنياً واجتماعياً وديمقراطياً، الأمر الذي لايمكن تحقيقه دون قيام حملة وطنية شعبية شاملة ضد مرتكزات الفساد وآلياته لتأمين مستلزمات المقاومة الشاملة ضد العدوان الذي يطرق الأبواب في الوقت المتناقص الذي يشارف على الانتهاء.

 فلندافع عن حرية الوطن والمواطن تيمناً بما قال الشاعر الكبير أحمد شوقي:

وللحرية الحمراء بابٌ 

بكل يد مضرجة يدقُ

الوطن بخطر ولاخيار أمامنا إلا الدفاع عن كرامة الوطن والمواطن.

 24 أيلول 2005

 ■ اللجنة الوطنية

 

 لوحدة الشيوعيين السوريين