الافتتاحية بــلاغ عن رئاسة مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين

ناقشت رئاسة مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في اجتماعها الدوري يوم 27/2/2010، آخر التطورات السياسية الخطيرة في المنطقة على ضوء تصعيد التهديدات الأمريكية ـ الإسرائيلية ضد قوى المقاومة والممانعة في كل مناطق هذا الشرق العظيم، وعلى وجه الخصوص ضد سورية ولبنان وإيران، وخلصت إلى الاستنتاجات التالية:

ستُفرض على المنطقة مواجهة كبرى جديدة بسبب الوقائع والأرقام والاتجاهات المحتملة لتطور الأزمة الرأسمالية العالمية التي تسير اقتصادياً ومالياً بشكل متسارع نحو طريق مسدود، وهذا ما يستدعي اليقظة والحذر والاستعداد من جانب كل القوى التي استهدفتها وتستهدفها المخططات الأمريكية ـ الصهيونية في المنطقة.

من هنا تأتي الأهمية الاستثنائية لقمة دمشق بين الرئيس بشار الأسد والرئيس الإيراني أحمدي نجاد والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وقادة المقاومة الفلسطينية، من حيث التوقيت والجهات المشاركة بها، حيث اتضحت المواقف الموحدة والمسؤوليات، والإعلان عن المواجهة المشتركة لأي عدوان أمريكي ـ صهيوني، لأن المعركة مشتركة ومصيرية وتستهدف جميع قوى المقاومة والممانعة، ولابد من أخذ زمام المبادرة، لأن الخيار الوحيد المطروح أمام هذه القوى هو النصر في مواجهة الإمبريالية والصهيونية التي تخوض حروبها الأخيرة.

عندما تؤكد اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين أكثر من أي وقت مضى أن المواجهة المرتقبة ستكون شاملة جغرافياً وقاسية متشابكة ومركبة، تلفت الانتباه إلى أن العدو الخارجي لن يستخدم ضد شعوبنا كل أشكال الصراع من أدناها إلى أعلاها، السياسية والاقتصادية والإعلامية والنفسية، وأخيراً العسكرية فقط، بل سيحاول الاعتماد على قوى محلية داخلية خلال المواجهة المباشرة، ولا يمكن فهم تصريحات وزير الخارجية الصهيوني حول سورية إلا من هذا المنظور، ولا يمكن فهم ما جرى ويجري في إيران منذ الانتخابات وحتى الآن إلا من هذا المنظور أيضاً.

إن متطلبات النصر في المواجهة القادمة لا تتطلب التصميم والجرأة وأخذ زمام المبادرة بالانتقال من الممانعة إلى المقاومة وتحرير الجولان فحسب، بل وتتطلب أيضاً تعزيز الوحدة الوطنية الداخلية، وخصوصاً عبر المعالجة المسؤولية والشجاعة للمشكلات الاقتصادية ـ الاجتماعية، وضرب قوى النهب والفساد، والتي هي موضع رهان للعدو الخارجي على الدوام. ولاشك أن خيار المقاومة والمواجهة سيهزم في طريقه نحو النصر كل أعداء الداخل من الفاسدين وأنصار الليبرالية الجديدة المتوحشة.

لسنا وحدنا في المواجهة الأخطر، الجارية أو المرتقبة، فشعوب العالم أخذت تدرك أن التناقض الأساسي هو بينها وبين الإمبريالية التي تعيش الآن آخر حروبها. كما أن شعوب هذا الشرق العظيم أصبحت تدرك أن ضرورة تعزيز وتطوير التضامن الكفاحي فيما بينها هو الطريق الوحيد لتحقيق النصر ضد مخططات الإمبريالية والصهيونية، التي تستهدفها بالتفتيت والهيمنة ونهب ثرواتها.

تعبر اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين عن ثقتها الكاملة بالتاريخ الوطني الكفاحي لشعبنا وقدرته على الانتصار في المواجهة القادمة ضد قوى الإمبريالية والصهيونية عبر خيار المقاومة الشاملة نحو تحرير الجولان ودحر قوى العدوان في المنطقة.

دمشق 27/2/2010

رئاسة مجلس اللجنة الوطنية

لوحدة الشيوعيين السوريين