وثيقة (خارطة الطريق): للخروج الآمن من الأزمة الوطنية.. والتغيير الديموقراطي السلمي

صادرة عن مؤتمر القوى الوطنية المعارضة على خط التغيير السلمي

مقدمة؛

نحن القوى الوطنية المعارضة على خط التغيير السلمي المؤتمرين يوم الأربعاء/26/9/2012 ، نعتقد بشدة أن الوطن السوري يعيش حالة أزمة وطنية شاملة مستعصية تفترض ثقافةً وحلولاً سياسية خاصة، ونعتقد أن هناك كتلة شعبية واسعة يقع على عاتقها أخطر الأثمان والتكاليف رفضت أن تصطف أو تستقطب إلى طرفي الصراع العنيف، تريد الأمان الفوري بوقف القتال والعنف والدم، وترى بطريق التغيير السلمي المخرج الحاسم والوحيد، ونحن نعمل على مطامحها وآمالها وآمال الشعب السوري، ونعتقد أن خارطة الطريق هذه تصلح مادةً للحوار من أجل الخروج الآمن من الأزمة والتغيير الديمقراطي السلمي .الجذري والشامل، وانقاذ سوريا الوطن من مخططات خارجية خطرة، وارتهان عميق للتدخل الخارجي، واعادتها الى الجدل الواقعي الصحيح بين الوطني والديموقراطي.
 

مفهوم خارطة الطريق

هي مجموع المراحل والخطوات التمهيدية والحوارية والعملية الفعلية، التوافقية بين أطراف وقوى وفعاليات الأزمة، تبدأ كإمكانية حتى قبل الحوار من خلال خطوات تمهيدية ذاتية بكل طرف إذا أراد ذلك، ثم تحديد مكان وزمان طاولة الحوار ووتائر عملها وسبل نقلها الإعلامي المباشر والعلنية خاصة للشعب السوري .... وتنتهي بانتخابات عامة على أكثر من مستوى، وأكثر من سلطة لسلطات الدولة والنظام .. غايتها الاتفاق السياسي والقانوني على تغيير شكل وبنية ونهج ومحتوى النظام السياسي القائم كنظام ديكتاتوري وقمعي .. بصورة سلمية وتدريجية وآمنة، إلى نظام ديمقراطي معاصر.مدني وتعددي.
خارطة الطريق يفترض أنها صيغة قابلة لبدء التحقيق .. عبر واقعية الخطوات عبر الحوار وعقلانية الحد الأدنى للأطراف، وإرادتها الحقيقية في الخروج من الأزمة للقيام بالتغيير الديمقراطي الجذري الشامل المطلوب لسوريا، بالتالي تغييب الطروحات القصوية  المتطرفة والاستعداد للتنازل.
هي خطوات قابلة للتحقق الأولي.أيضاً بمساعدة قوى وأطراف ضامنة في اللحظة المناسبة .. (دولية) و (إقليمية) ومحلية (مكتب الابراهيمي + عدد من الدول العالمية مثل روسيا والصين ودول البريكس + بعض منظمات حقوق الإنسان الموضوعية والحيادية) إقليمية دول ذات علاقة أساسية بالأزمة، محلية (هيئة حكماء من شخصيات وطنية ذات قوة تأثير تعبوية).

أولاً:
خطوات تمهيدية
هي خطوات خاصة بكل طرف في الأزمة، يمكن أن يزيد عليها أو ينجز بعضها تفيد بتفكيك الملفات المعقدة والخطرة، المستعجلة والإغاثية، وتفيد الطرف الذي سينفذها كما تفيد عملية الخروج الآمن من الأزمة والتغيير الديموقراطي.
تمهد الطريق وتجعل الحوار أكثر عقلانية وسهولة.
هي اقتراحات وليست اشتراطات مسبقة.
 

خطوات خاصة بجهة النظام

وقف إطلاق النار وإطلاق هدنة.
إيفاء المعارضة حقها بمحطة تلفزيونية للمعارضة.. يتفق على الخطوط الحمراء المتعلقة بها مثل قضايا (العنف، الحرب الأهلية، والتدخل الخارجي موضوع الدولة ومؤسساتها ووظائفها.. الخ) أو فتح المحطات الرسمية للمعارضة.
العمل السريع والكثيف  وبوتائر عالية على ملف المعتقلين الخاص بالأزمة كذلك ملف شهداء الوطن والمفقودين والمخطوفين .. والملفات الإغاثية.
العمل على ملفات القمع والاعتقال القديم (العودة إلى العمل، التعويضات، منع المغادرات .. الخ).
العمل الجاد على ملف المهجرين القسريين وحاجاتهم.
إذن مفتوح بالنشاط السياسي الحر لكل القوى السياسية ... العمل بصيغة الأمر الواقع وليس بصيغة الأذون والرخص النظامية الجديدة فقط، والسماح بفتح مكاتب للأحزاب والقوى.... ووقف العمل بقانون مكافحة الإرهاب بصيغته الحالية.
السماح بالعمل السلمي التظاهري (ساحات محددة في كل مناطق الوطن) بحماية الجيش أو قوى حفظ النظام.
إجراء محاسبات جادة وعلنية لقوى الفساد .. وتحريك الشكاوى القانونية تجاه الأشخاص الذين مارسوا عنفاً تطوعياً مبالغاً أو خارج المؤسسات والقوانين.
إشراك المعارضة السياسية والشعبية بملفات حساسة ومعقدة (الفساد، والاعتقال، والتعويضات .. الخ).
اطلاق عفو واسع وفعال،مشجع،فيه أمان قانوني واضح وعميق تجاه المعتقلين وظاهرة المسلحين وحمل السلاح.

خطوات خاصة بجهة الفعاليات والمعارضة العنيفة والمسلحة:
رفع الحواجز عن الطرق العامة وتركها للجيش العربي السوري أمان الطرق مهمة أولى في يد الدولة ومؤسسة الجيش .
المساعدة في تأمين الخدمات والأعمال الإغاثية.
إطلاق هدنة بوقف القتال / مع البقاء في الخطوط العسكرية نفسها / ولو من جهة واحدة.
العمل الجاد والسريع وإطلاق بيان يتعلق بالوقف الفوري للقتل والتمثيل والخطف.
توقف أي خطاب دعاوي وسياسي وتحريضي متعلق بالتدخل الخارجي.
إطلاق بيان وخطاب سياسي بالقبول بطاولة الحوار بغاية الخروج من الأزمة والتغيير الديموقراطي.
خطوات خاصة بإطارات وقوى المعارضة السورية
الدعوة لمؤتمر معارض موحد.
الدعوة للحوار دون شروط بين بعضها ومع النظام.

 

ثانياً:
إطلاق دعوة للحوار الشامل وتحديد الزمان والمكان من طرف ما، يمكن ان يكون النظام أو مؤتمرنا المعارض هذا كما سنفعل أو هيئة التنسيق أو حتى المجلس الوطني (بغاية الخروج من الأزمة وإجراء التغيير).
وسنطلق نحن مثل هذه الدعوة المحددة حتى ولم يأت بداية أحد أو حتى لو طرح طرف ما لاحقاً الخطوة فنحن سنلتحق بها دون شروط.
يمكن أن يطلق الخطوة  السيد الابراهيمي (المكان ليس مشكلة)أو أن يعمل على تجارب ومحاولات أولية(بروفات) من أجلها.
يمكن لروسيا الدولة، أو دول البريكس أن تطلق الدعوة أو أن تقوم بتجارب أولية.من أجلها ومن أجل إنجاحها.
يكن إطلاق محاولات وتجارب أولية عديدة لإنجاح الأمر(بدعوة شخوص وممثلين مختلفين.. أو قوى وأطراف) (ويمكن إطلاق دعوات وتجارب أولية حتى من وسائل إعلام وطنية أو غيرها).

 

ثالثاً:
لغة الطاولة وخطابها ومصطلحاتها

من الضروري توقف أية نقاشات أو حوارات أو تضييع وقت في عرض المواقف الأساسية والمربعات الأولى.
في أسوأ الحالات وان كان لا بد من ذلك يمكن بداية إجراء جولتين علنيتين ومفتوحتين ... ليقول كل طرف موقفه ونظرته ورؤيته الأساسية.
أي يجب الاهتمام والتركيز حصراً أن أمكن على خارطة الطريق العامة التي يكن للأطراف المختلفة أن تتقاطع حولها ولو بخطوات أولية.
من الضروري والمفيد الاتفاق على وقف الخطاب القصوي مثل: (طلب تدخل خارجي، التواطؤ مع العنف، الأمر برمته مؤامرة، الأمر أمر ثورة وشروط ثورية وأهداف ثورية إسقاط النظام .. الخ).
وقف أي حديث عن تدمير الدولة ومؤسساتها الرئيسية (الجيش خاصة).
التركيز على رفض العنف ووقفه وطرح مبادرات بهذا الخصوص باستمرار.
رفض كل شيء يدفع للحرب الأهلية ويوسع منها، والعمل على عكس ذلك ميدانياً.
رفض كل أمر يتعلق بالتدخل الخارجي والعمل على وقف العقوبات والحصارات فهي ضارة بالشعب السوري.
العمل على تعزيز دور الدولة .. تعزيز دور الجيش المركزي داخلياً، والسلاح الشرعي الوحيد هو سلاح الجيش ومواجهة كل أشكال التدخل الخارجي (الموقف التركي خاصة).
اعتبار كل من سقط قتيلا في الصراع العنيف المتبادل شهيدا.

 

رابعاً:
رفض وجود أي طرف خارجي في الحوار أو البروفات ... ما عدا الطرف صاحب الدعوة، أي أن دور الطرف الداعي هو رعائي وتقريب وجهات النظر.
في كل الأحوال يمنع على أي طرف ضامن أي تدخل عسكري بحجة ضمان تنفيذ الاتفاقات.
أي أن تدخلات أي طرف ضامن هي سياسية إعلامية أخلاقية تقريب وجهات النظر (عموماً سلمية).

خامساً:
على طاولة الحوار: ملفات ساخنة وضرورية
الملفات الساخنة (اعتقال، خطف، فقد، سرقة، نهب، تعويضات صحة، شهداء الوطن).
ملفات قديمة ضرورية (اعتقال، عودة للعمل، التعويضات، أوضاع صحية).
اللاجئين داخل الوطن وخارجه في دول الجوار.
أمن الطرق وتوصيل الخدمات.لكامل مساحة الوطن.
الإعلام (محطة، لنقل الحوار وما شابه).

سادساً:
على طاولة الحوار
ما بعد التقدم بالأجواء التمهيدية والملفات .. تطرح عناوين المرحلة الانتقالية أهمها:
شكل من أشكال الحكومات الوطنية (التشاركية).
مهمتها ... الإشراف على الحوار ومتابعته وصلاحيات بتنفيذ ما اتفق عليه.
تركيبتها مشتركة من النظام والمعارضة والمستقلين، يتفق على صلاحياتها .. هي جزء من الدولة – سلطة مشتركة – تعزز دور الدولة بصفتها دولة الجميع في المرحلة الانتقالية على الأقل.

عناوين المرحلة الانتقالية
حكومة انتقالية –صلاحياتها- المدى الزمني الخاص بها.
تحديد قانوني واتفاق سياسي على مؤسسات النظام السياسي:
الهيئة أو الهيئات التشريعية.
الهيئة أو الهيئات التنفيذية.
الهيئة أو الهيئات القضائية.
الهيئة أو الهيئات الإعلامية.
الهيئة أو الهيئات البلدية – قانون الاحزاب – قانون الانتخابات
تحديد زمني لانتخاب كل هيئة وكل سلطة.
ينتهي الأمر بانتخاب الهيئة التشريعيية وقمة الهرم السياسي (الرئيس أو رئيس مجلس الوزراء- حسب النظام الذي نريده)
الحد الأقصى لكل ذلك سنتان،أو بحسب الاتفاق الممكن،وهو الزمن الذي يبدأ مع انطلاق الحوار،وينتهي بالزمن الذي يتفق عليه تحديدا على حلقة رئيس الجمهورية.
وضع نص دستور بعد أول انتخابات تشريعية.
نص الدستور اتفاقي بين الأطراف الأساسية السياسية والاجتماعية لمنع عودة الأزمة.

 

سابعاً:
المسائل والحلقات الأكثر حساسية
كيف تؤخذ مصالح كل طرف بعين الاعتبار على الطاولة (الشعب والكتلة الشعبية الرئيسية) النظام وصفه، الفعاليات العنيفة والمعارضة المسلحة وصفّها.
موضوع الجيش.
حلقة رئيس الجمهورية والسلطة السياسية.
فك السلطة السياسية القائمة عن الدولة وتحويلها تدريجياً إلى دولة الكل المجتمعي (عبر الاشتراك بحلقاتها في المرحلة الانتقالية – ثم تنظيمها قانونياً ومؤسساتياً عبر الانتخاب والعلاقة الجديدة (السلطة ـ الدولة).
الهواجس بجملتها – هواجس وقضايا مجموعات مذهبية وإثنية وقومية – ومخاوف أخرى.
الظواهر الجديدة بعد الأزمة وملفاتها حلول متعلقة (مثلا: بالمجموعات المسلحة، والتمييز الواضح بين المرتزقة الخارجيين والتكفيريين واللصوص والسراقين والثأريين وغيرهم ممن حمل السلاح لأسباب أخرى.. الخ).
 
ثامناً:
بدء الحوار
إطلاق الطاولة مكاناً وزماناً وخطاباً.
من يحضر هو طرف جاد.
الدعوة لجميع الأطراف- تلتحق عندما تريد.
الجلسات علنية، منقولة صوتاً وصورة بالتفصيل عبر الاعلام الوطني السوري ،أو غيره.

تاسعاً:
حول نهاية المرحلة الانتقالية وسوريا المستقبل، الدستور والسلطات .. الخ .. كله يحصل بحوار حول مشاريع محددة .. ديموقراطية .. دون حلقات التباسية خوفاً من المستقبل.
 
عاشراً:
اجراء المصالحة الوطنية الجادة والشاملة مع بداية المرحلة الجديدة،أي نهايات مرحلة الانتقال،بواسطة هيئة وطنية خاصة.

 

أخيراً نعتقد أن:

الحضور والحوار سيؤدي إلى عمليات فرز وتحرير طاقات وإرادات وخلق قوى جديدة ويكسب شرعيات بشكل خاص للأطراف الحاضرة،وكذلك الدولة ومؤسساتها واستمرار أطراف برفض الحوار والاصرار على استخدام السلاح، مما يعزز شرعية مواجهتهم من قبل الدولة، والمساهمة بالغاء أي شرعية عنهم أمام العالم.

مؤتمر دمشق/الأربعاء/26/9/2012/
القوى الوطنية المعارضة
على خط التغيير السلمي