جميل: لسنا شهود زور.. و«الرياض» فشل قبل انعقاده
حول مؤتمر «الرياض»، وغيره من الملفات العاجلة في الشأن السوري، تواصلت في الأسبوع الماضي وسائل إعلام عديدة، منها «روسيا اليوم» و«سبوتنيك» الروسية، و«روداو» الكردية، وإذاعة «شام FM»، مع الرفيق قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير لاستبيان موقف الجبهة والحزب من المؤتمر.
ضمن برنامج «بانوراما» توجهت قناة «روسيا اليوم»، مساء 8/12/2015، إلى الرفيق جميل بعدد من الأسئلة:
بدأت أعمال مؤتمر الرياض، وكما فهمنا من الأخبار سابقاً كان اسم قدري جميل، يتقاطع في كل اللوائح التي قدمت سابقاً- سواء السعودية أو الروسية أو الأمريكية، هل وجهت لك دعوة للمشاركة في المؤتمر؟
إن القوائم التي قدمت، كما قلت، هي أمريكية وسعودية وروسية. الروسية هي قائمة المشاركين المدعوين- حتى ولو لم يحضروا- إلى اجتماع «موسكو 2»، وفيها الجميع «الائتلاف» و«هيئة التنسيق» و«جبهة التغيير والتحرير»، وشخصيات، و«تيار بناء الدولة».. إلخ. أي أنهم لم ينسوا أحداً، بغض النظر من حضر ومن لم يحضر، فإن القائمة الروسية وضعت أساساً للتفاوض فيه أطياف المعارضة السورية كلها، كما يطلب بيان «فيينا2». القائمة السعودية كان فيها 25 اسماً، 23 منهم لـ«الائتلاف» والأشخاص المقربين منه، واثنان فقط من خارجه، هما السيد هيثم مناع وأنا، أي أن هناك عدم توازن.
أما بالنسبة للقائمة الأمريكية، فلم أكن موجوداً فيها، وهي غريبة من نوعها، يغلب عليها طابع «الائتلاف»، ولا أعتقد أنها جدية كثيراً. وأضيف لمعلوماتك أن هناك قائمة صينية ظهرت خلال الأسبوع الماضي، وقد وجهت إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وفيها 15 شخصاَ، وأعتقد أن هذه القائمة هي قائمة عملية من حيث تكوينها منهجياً، لا تختلف عن قائمة موسكو، ولكن الأخيرة كبيرة وتحوي 38 اسماً.
أريد أن ألفت الانتباه إلى أن القائمة الصينية هي قائمة هامة وجدية، وأستغرب أن الإعلام لا يتوقف عندها، وربما تكون أساس البحث النهائي حول شكل تمثيل المعارضة في اجتماع المعارضة مع النظام. وحول دعوتنا، لم توجه لنا دعوات شخصية، لأنه كما قال القائمون على تنظيم المؤتمر، فإنهم دعوا هيئتين فقط، هم «الائتلاف» و«هيئة التنسيق»، أما «الجبهة» لم تدع، وأقول لو دعينا شخصياً في «الجبهة» كنا سنرفض ذلك.. لو دعينا كأشخاص لم نكن سنقبل، ولو دعينا كجبهة، كنا سنبحث الموضوع على ضوء الوقائع، وعلى ضوء التطورات.. بشكل مباشر أقول، إن مؤتمر الرياض فشل قبل أن يعقد في تنفيذ وظيفته ومهمته المطلوبة منه في «فيينا2».
لكن الجديد هو مشاركة الفصائل المقاتلة..؟
نحن في «الجبهة» مع مشاركة الفصائل المسلحة في العملية السياسية، ولكن بيان «فيينا2» كان واضحاً، حيث طلب وضع قائمتين: «القائمة السوداء»، وكلف الأردن بإدارة هذه العملية، و«القائمة البيضاء» التي كلف بها عملياً دي ميستورا، وتصدت الرياض لأن تكون هي مركز هذه العملية بالمعنى الجغرافي.
اليوم دعوة فصائل بعينها قبل أن يستكمل النقاش، وقبل أن يؤخذ قرار في موضوع «القائمة السوداء»، يجعلنا نقلق ونحذر من أن البعض يريد بشكل اعتباطي فرض بعض الفصائل التي لا يزال النقاش الجدي جارياً حول وضعها، هل هي إرهابية، متحالفة مع منظمات إرهابية؟ أم هي منظمات مسلحة وتقبل بالحل السياسي؟ المشكلة باجتماع الرياض أن الكثير ممن يريدون الحل السياسي لم تجر دعوتهم، وكثيرون ممن جرت دعوتهم لا يريدون إلى الآن الحل السياسي.
إذاً هنالك محاولة من المملكة لإعادة الأمور إلى المربع الأول بمعنى أو بآخر؟
المشكلة أن الأزمة السورية خرجت عن نطاق صراع برامج سياسية بين أطراف معارضة مع بعضها، أو بين المعارضة ومع النظام، المشكلة السورية بالدرجة الأولى هي مشكلة إنسانية، وأعتقد أنه يجب أن تتوجه الجهود كلها بهذا الاتجاه، وتأجيل المشاكل المختلف عليها إلى طاولة الحوار بين الفرقاء المختلفين.. من يعقِّد تشكيل وفد المعارضة، فعن أي حل سياسي يتكلم؟ كل من يحاول تعقيد الأمور كان يستخدم المعارضة وتشتتها، سواء أكان من طرف النظام أو من طرف قوى إقليمية، لإبعاد الحل السياسي وإلقاء المسؤولية على عاتق المعارضة.
خلال «ملف المسائية» الذي بثته إذاعة «شام FM» يوم الاثنين 7/12/2015، طرحت الإذاعة، عبر اتصال هاتفي مع د. قدري جميل، عدداً من الأسئلة، منها:
في تصريح لك حول مؤتمر الرياض، حكمت عليه بالفشل، وقلت أنه غير شرعي. وذهبت أبعد من ذلك، لتأخذ موقفاً من المشاركين في هذا المؤتمر، مؤكداً أن مشاركتهم لم تكن إلا «إكسسوار»، ولم يكونوا إلا شهود زور.
لا، أنا أقصد أن أقول أننا لن نستطيع الحضور بأكثرية مقررة مسبقاً لـ«الائتلاف»، لأنه عملياً كل من سيحضر ضمن هذه الأكثرية، سيكون «رجل كرسي» في النهاية، ونحن لا نرضى بهذا الدور، لا لنا ولا لأصدقائنا الوطنيين، حتى الذين يحضر بعضهم هذا الاجتماع. فمن نظم هذا الاجتماع يريد للمشاركين أن يصبحوا «إكسسوارات»، و«رجلين كراسي» وشهود زور. لكن لدينا ثقة كبيرة بقسم من الحاضرين الوطنيين بأنهم سيتبينون الحقيقة خلال مجرى أعمال المؤتمر، وسيستطيعون أخذ المواقف المبدئية والصحيحة كما عهدناهم سابقاً.
في تقديرك، ماذا بعد اجتماع الرياض؟ هل سيكون هناك «موسكو3» يجمع المعارضين والوفد الرسمي الحكومي؟
لسنا ضد موسكو 3، ولكن ما هي الفائدة منه وهو لقاء تشاوري، إذا لم يجر الاتفاق مسبقاً على مخرجاته، هل ما نريده هو الجلوس للحديث وفقط؟ لا أعتقد أأن هذا الخيار تقبله الظروف الحالية المأساوية للشعب السوري. إذا كان «موسكو3» يمكن أن يمهد من أجل بناء إجراءات ثقة فعلية بين الأطراف، مادياً وليس كلام بكلام، ويمهد لتشكيل وفد معارضة أفضل وأرقى وأوسع تمثيلاً مما سيجري في الرياض، فيمكن أن يكون عندها قابلاً للتنفيذ. لكن، أعتقد أن اجتماع مجموعة فيينا المرتقب سيراقب تنفيذ قرارات «فيينا2»، قرار بإصدار «قائمة سوداء» للمنظمات الإرهابية، وقرار بإصدار «قائمة بيضاء» بالمنظمات السياسية المعارضة التي توافق على الحل السياسي..
في استيضاح لموقف «الإرادة الشعبية»، و«جبهة التغيير والتحرير»، من مؤتمر الرياض، أجرت فضائية «روادو» الكردية، يوم 8/12/2015، اتصالاً هاتفياً مع الرفيق جميل، أكد خلاله في رد على سؤال حول عدم دعوة الجبهة إلى المؤتمر، أنه:
«ببساطة، لم تتم دعوتنا كي لا يتم الاعتراف بوفد المعارضة، بغية الاستمرار في عرقلة الحل السياسي.
البعض ممن لا يريد أن يشق الحل السياسي طريقه، يلعب بورقة تمثيل المعارضة لاستمرار العرقلة، كما فعل النظام سابقاً، لكن سورية تمر بكارثة كبرى. المطلوب إيقاف الكارثة أولاً، وألا تصبح الأجندات السياسية عائقاً أمام إيقافها».
جميل لـ «سبوتنيك» في 7/12/2015
محكوم على المؤتمر بالفشل قبل أن يبدأ، طالما أنه استثنى أطرافاً عديدة من المعارضة السورية الجدية.
كل ما جرى في السعودية بعيد عن إشراف المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، كما طالب بيان «فيينا 2».
تجري محاولة حثيثة لاستباق الأمور تعقيداً، وفرض فصائل بعيدة جداً بأهدافها عن علمانية الدولة التي أصر عليها بيان فيينا.
هناك من يريد للشخصيات التي وافقت على الحضور من خارج «الائتلاف» أن تكون «إكسسوار» وشاهد زور في هذا المؤتمر.