صقيع جنيف يذوب.. الكرة في ملعب الوفد الحكومي
تفيد آخر الاخبار الواردة من جنيف، بأنه جرى تقدم نوعي جديد في مسار العملية التفاوضية، حيث أصدرت «هيئة التفاوض المعارضة» بياناً، اليوم، الثلاثاء 12\12\2017 وضعت من خلاله الشروط المسبقة جانباً، كما هو واضح من نص البيان:
«ينطلق موقف وفد هيئة التفاوض في حواره مع الوفد الذي يمثل النظام في جنيف من إنهاء الكارثة الإنسانية وتأمين البيئة الآمنة والمحايدة التي تسمح بعودة السوريين إلى بلدهم عودة كريمة، والوصول إلى التغيير الجذري الديمقراطي الشامل والعميق. ولا يغيب عنا إطلاقاً أن كل العمليات التفاوضية تقوم على مبدأ التوافق، ولكننا كثوريين أولاً قبل أن نكون سياسيين، نناضل لكي تكون كلمة الشعب السوري هي العليا وأن تعود السلطة له وذلك عبر تطبيق القرار 2254 بحذافيره ودون أية شروط مسبقة. وسنعمل كل ما يلزم لتحقيق ذلك. وعليه فإننا نرى أنّ الأسبوع المتبقي من جولة جنيف الحالية هو فرصة جدية لبدء المفاوضات المباشرة، وندعو النظام للانخراط الجدي فيها».
هذا الإفصاح، في التخلي عن الشروط المسبقة، يضع الكرة في ملعب الوفد الحكومي، إذ لم يعد لديه أي مبرر لعدم الانخراط في التفاوض المباشر، مما يعني موضوعياً، أن حالة الجمود التي اكتنفت الجولة الثامنة بشوطيها الأول كله، والثاني حتى الآن، انتهت، وإن الباب بات مفتوحاً على مصراعيه للتوافق على تنفيذ القرار 2254
وبغض النظر عمن أوقد النار في كوانين جنيف الباردة، وكيف تم ذلك؟ فذاك أمر نتركه للقادمات من الأيام، فأن ما هو أهم الآن، أن تترسخ هذه العقلانية، وتلقي بظلالها على كل المشهد التفاوضي، وتصبح هي السائدة، وعدم الخضوع لابتزاز المتشددين من هنا وهناك، فما جرى هو توافق مع مصلحة الأغلبية الساحقة من السوريين موالاة ومعارضة، هو انتصار العقلانية السورية، وهو أيضاً توافق مع التوازن الدولي الجديد المحرك الأساسي لمجمل العمليات الجارية في عالم اليوم.