ادعاء صفة... أم...؟
وصلت إلى قاسيون نسخة من كتاب مرفوع إلى المحامي العام الأول بدمشق، مقدمه: المواطن جاسر الخليفة بن تايه، والدته شعاع، تولد 1946 والمقيم في دير الزور ـ الحميدية ـ الجامع السليمي ـ هاتف رقم 361571، وهو يعرض ما يلي:
وصلت إلى قاسيون نسخة من كتاب مرفوع إلى المحامي العام الأول بدمشق، مقدمه: المواطن جاسر الخليفة بن تايه، والدته شعاع، تولد 1946 والمقيم في دير الزور ـ الحميدية ـ الجامع السليمي ـ هاتف رقم 361571، وهو يعرض ما يلي:
استقبلني وهو يتناول «قاسيون» بابتسامة فيها من الأمل واليأس الشيء الكثير!! وقال بحزن: في السابق سألتك ما بالكم تقسون علي الحكومة؟ فقصصت عليه حكاية حكومة «الفلت» في دير الزور بعد خروج الأتراك... وأقنعتني.
سبق لنا وكتبنا عن مشفى الباسل في البوكمال، بدءاً من قضية سرقة جهاز المنتور المفقود، إلى سرقة السيروم، إلى مشكلة اللحم الفاسد، القادم إلينا من دير الزور، لأسباب لا نعرفها! إلى العديد من المشاكل التي يعاني منها المشفى، وقبله المواطن المسكين. ففي غرفة غسيل الكلى، وفي ظل ارتفاع حرارة الجو الجنونية، لا يوجد وحدة تكييف، تخفف من عناء المرضى وأوجاعهم، جراء إصابتهم بالقصور الكلوي. أمام هذا الواقع المخجل،لم يجد المرضى وذووهم إلا أن يجمعوا قيمة وحدة التكييف، من بعضهم البعض، وتم شراؤها وتركيبها. والسؤال: هل مديرية صحة دير الزور، وإدارة المشفى، أصابها العجز إلى هذا الحد؟ ولم يستطيعا تأمين وحدة التكييف هذه؟.
لاشك أن «تسونامي» المازوت، «أي رفع الدعم عن المازوت»، قد ترك أثراً كبيراً على الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمات، والخاسر الأكبر هم العمال والفلاحون وسائر الكادحين وصغار الكسبة، والرابح الأكبر هم التجار وكبار الفاسدين ومن لف لفهم..
.. السيد المحافظ، بعد التحية: وصلت إلى قاسيون العديد من الشكاوى، وبعضها مستعجلة، لا تحتمل التأخير، بسبب معاناة المواطنين وخطرها عليهم وعلى البيئة نذكر بعضاً منها:
إذا كانت الطبيعة عمياء ولا ترحم، فإن دور الإنسان هو الاستفادة منها وتسخيرها، أو محاولة حماية نفسه منها بما لديه من عقل وقدرة وإرادة. فللمرة الخامسة تتعرض دير الزور لعاصفة رملية غبارية، عجاج مختلفةٌ ألوانه، لكنها ليست كألوان قوس قزح الزاهية، وإنما ألوان قاتمة، تزيد الوجوه كلحاً، فوق كلح الفقر والجوع وسوء التغذية، تشوبها صفرة كصفرة الموت وشحوبه، ونتساءل: لماذا صُرفت ملايين الليرات على الحزام الأخضر؟ وما هو بأخضر، وإنما حوّله الفاسدون إلى حزام شبه أسود، بالإهمال وتيبيس الأشجار، وأصبح عامُنا كله خريف. هذا جزء من الحكاية مع ظلم الطبيعة، وبعض الظُلاّم.
يتوزع أهالي مناطق «أبو خشب وجروان ومالحة الذرو» على ما يقارب /65/ تجمعاً سكانياً في بادية الجزيرة شمال دير الزور، ويقدر عددهم بعشرات ألوف المواطنين، نزح هؤلاء من منطقة «الزور» على ضفاف نهر الفرات بسبب الفقر والبؤس، ليستوطنوا في هذه المواقع، بقصد الزراعة، بدءاً من أعوام السبعينات وربما قبل. وهم يعتمدون في معيشتهم بالدرجة الأولى على ناتج الزراعة بشقيه الحيواني والنباتي، وكانت مصادر الري الوحيدة عندهم الآبار وما تجود عليهم السماء من أمطار.
رغم برودة الجو وكثرة العجاج، ازدادت سخونة المؤتمرات النقابية، فأحسسنا بدفئها، وتوضحت الرؤى والمواقف، فأزالت جزءاً من الغمامة التي يفرضها الطاقم الاقتصادي، في محاولاته لرفع الدعم والخصخصة، والتعدي على حقوق العمال، وبينت المداخلات بعض مواقع الفساد ومن يقف خلفها. وتعود سخونتها أيضاً إلى كون النقابات على تماس مباشر بالعمل والإنتاج. وفي «قاسيون» نحن حريصون على رصد الرؤى والمواقف، ونقلها لأبناء الوطن مؤكدين على تضامننا ووقوفنا إلى جانب الطبقة العاملة وحقوقها، والدفاع عن كرامة الوطن والمواطن.
أصبحت الدراجة النارية وسيلة نقل أساسية لشريحة شعبية واسعة، وخاصة في الأرياف والمدن النائية، وذلك لسهولة استعمالها وقلة مصروفها، وإمكانية تنقلها في الأماكن الوعرة والأراضي الزراعية، ورخص ثمنها مؤخراً لكثرة عرضها بسبب كثرة التهريب. ولهذه الأسباب فإن من الطبيعي أن يستخدمها الفقراء من المواطنين،
المرأة عموماً.. وخاصة الشابة وأحياناً طفلة في الريف والمدينة تتعرض للاستغلال في وضح النهار.. والجهات المسؤولة.. ساكتة.. والجهات العمالية لا حول لها ولا قوة..