مأساة جمعية فلاحية..

لاشك أن «تسونامي» المازوت، «أي رفع الدعم عن المازوت»، قد ترك أثراً كبيراً على الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمات، والخاسر الأكبر هم العمال والفلاحون وسائر الكادحين وصغار الكسبة، والرابح الأكبر هم التجار وكبار الفاسدين ومن لف لفهم..

والمآسي نتيجة ما حصل كثيرة، منها ما أصاب الجمعية الفلاحية في بلدة «المسرب»، الواقعة على مسافة 30 كم غرب مدينة دير الزور، حيث كانت هذه الجمعية تعيش حياة شبه مستقرة، رغم موجات الغلاء السابقة، إلا أنها، نتيجةً لرفع الدعم، أفاقت حالها حال سائر أنحاء الوطن وجمعياته الفلاحية، على نكبة لا تحتمل، فهي تملك أربع مجموعات لمحركات ري زراعية، استهلاكها السنوي 35 صهريجاً من المازوت، سعة كل واحد 30 ألف لتر، وبرفع الدعم أصبحت قيمة المازوت الذي تحتاجه المحركات (26.250 مليوناً) ستةً وعشرين مليوناً ومئتين وخمسين ألف ليرة، عدا الزيوت والشحوم والميكانيك، ناهيك عن مستلزمات الإنتاج الزراعي الأخرى، كالسماد والبذار، وهذا كله عدا جهد الفلاحين وجهود عائلاتهم.. فمن أين ستؤمَّن هذه المبالغ، وهل عائدات الإنتاج ستغطي كل هذه التكاليف؟!

أحد الفلاحين قال ساخراً بألم: «لو بعنا كل محاصيلنا وحيواناتنا وكل ما في بيوتنا فلن نستطيع أن نوفر قيمة المازوت فقط!! يا لهذه التنمية الزراعية «الدردرية»!!..