الحكومة.. طرشاء وعمياء!!
استقبلني وهو يتناول «قاسيون» بابتسامة فيها من الأمل واليأس الشيء الكثير!! وقال بحزن: في السابق سألتك ما بالكم تقسون علي الحكومة؟ فقصصت عليه حكاية حكومة «الفلت» في دير الزور بعد خروج الأتراك... وأقنعتني.
وقد مضت فترة طويلة.. وأنتم تكتبون:
* كتبتم عن السياسة الاقتصادية وطاقمها، ووهم السوق الاجتماعي ودور الليبراليين الجدد.، فارتفعت الأسعار وأكلت الأخضر واليابس كما توقعتم!!
* كتبتم عن الخصخصة وخطرها على نقمة الشعب والوطن، ومع ذلك المحاولات جارية على قدم وسياق.
* كتبتم عن الفساد، وأردتم تشكيل جمعية لمكافحته، فرفضت، وكل يوم يزداد انتشاراً حتى عشش في كل مكان بما في ذلك القضاء.
* كتبتم عن الهدر والنهب والفوضى فتستر اللصوص والحرامية بالمبالغة في مظاهر الولاء.
* كتبتم عن المشاركة الديمقراطية والحريات، وحق إضراب العمال، فاحتل حيتان المال وشيوخ العشائر وأمثالهم مقاعد مجلس الشعب.
* كتبتم عن الثقافة والمقاومة وأشكالها وضرورة تفعيلها لتحرير الجولان، ومواجهة المخططات المرسومة؟؟ وكل يوم يظهر مهرجان من مهرجانات ثقافة الاستهلاك و«الهشك بشك».. والفكر المغلق الذي يولد الطائفية والعشائرية والسحر والشعوذة.
* كتبتم عن البطالة أم الرذائل، وما تسببه من الجهل والجريمة والمرض والتصب والاحتيال. وعلى فكرة أنا وحدي لدي شابان وبنت يحملون شهادات معاهد متوسطة منذ سنوات ولا عمل لهم.. وأمثالي كثيرون.
* كتبتم عن قانون الأحزاب. وقانون انتخاب وقانون صحافة.. وفصل السلطات ووو.... والحكومة «مطنشة»، لم ترد لا عليكم ولا على غيركم.. فما السبب؟ وماذا ستفعلون؟ قالها مع تنهيدة.. وحسرة.
قلت معك حق كتبنا وكتبنا، وسأجيب بحكاية أخرى على طريقة ابن المقفع في كليلة ودمنة. قال: هات؟؟
قلت: هل سمعت بفرعون؟؟ قال: نعم وما أكثر أمثاله في منطقتنا العربية فمنهم الصغار ومنهم الكبار؟؟
قلت: قيل لفرعون: من فرعنك؟؟ قال: لم أجد من يردعني.. فهل عرفت لماذا لا ترد الحكومة؟ قال: نعم. لكن ماذا ستفعلون؟ وماذا سنفعل نحن؟
أجبت أم ماذا سنفعل نحن؟ سنبقى نقف ضد الفساد والغلاء والخصخصة والنهب والهدر ورفع الدعم، وسنبقى ندعو لثقافة المقاومة، والمشاركة الديمقراطية، وسنعمل من أجلها بكل ما نستطيع، ومؤكد أننا سنجد آذاناً صاغية من الشعب، ومن تهمهم كرامة الوطن والمواطن سيقفون معنا، ولو بعد حين. وأما ما ستفعلون أنتم... وكيف؟ فهذا لكم.. المهم ألا تيأسوا.
قال وقد التمعت عيناه ببريق مشع: تابعوا ونحن معكم!
■ دير الزور- مراسل قاسيون