المرأة والأطفال بين الاستغلال.. والإهمال
المرأة عموماً.. وخاصة الشابة وأحياناً طفلة في الريف والمدينة تتعرض للاستغلال في وضح النهار.. والجهات المسؤولة.. ساكتة.. والجهات العمالية لا حول لها ولا قوة..
ففي المدينة تجد مئات الفتيات يعملن في مكاتب المحامين والشركات.. وعيادات الأطباء في فترتين صباحية.. ومسائية لقاء مبلغ زهيد لا يتجاوز 3 آلاف ليرة في الشهر غير خاضعات لأي تأمين أو ضمان.. أو حقوق، وكثيراً ما يخضعن لاستغلالات أخرى... وأحياناً تحرشات جنسية.
وفي الريف تستغل الفتيات وخاصة في موسم حصاد القمح.. وزرع وجني القطن حيث تنتشر ورشات العمل النسائية بزعامة رجل ويتجولن من قرية إلى قرية تذكرنا بعمال التراحيل الذين تحدث عنهم الروائي فارس زرزور.
عمل مرهق.. وفي أقسى الظروف.. وبأجور زهيدة.. وأيضاً لا تأمين ولا ضمان أو حقوق وتزداد التحرشات الجنسية، بينما يغنم زعيم الورشة بحصة «الذئب».
فمن المسؤول؟! الفقر.. البطالة.. الإهمال، وكله بظل غياب الدولة أو تغييبها والخضوع لقوى السوق.. العرض.. والطلب.. والربح اللامحدود؟!
.. أما الأطفال.. فحدث ولا حرج ففي أية جولة على مقاهي المدينة.. ومطاعمها.. ومقاصفها.. وورشاتها الصناعية.. والزراعية وخاصة في فصل الصيف تجد مئات الأطفال بين 10/15 عاماً يعملون من الصباح إلى المساء.. وفي المطاعم والمقاصف إلى وقت متأخر من الليل بما يزيد عن 12 ساعة يومياً، وأيضاً لقاء أجور زهيدة.. لا ضمان.. لا حقوق.. ناهيك عن المعاملة القاسية وكثيراً ما يغفو قسم منهم وهو جالس على الكرسي ليرتاح قليلاً.
فما ذنب هؤلاء الأطفال.. حرموا من طفولتهم.. والاستغلال والمعاملة القاسية وطبيعة العمل.. تدفع الكثير منهم للإنحراف وكثيراً ما يتركون الدراسة..
أين الجهات الثقافية.. أين الجهات الحكومية.. أين الجهات العمالية والسياسية.
إن السكوت. يعني تدمير المجتمع.. وحرمانه من إنسانيته.