في البوكمال، مشفى الباسل يلزمه مشفى!
سبق لنا وكتبنا عن مشفى الباسل في البوكمال، بدءاً من قضية سرقة جهاز المنتور المفقود، إلى سرقة السيروم، إلى مشكلة اللحم الفاسد، القادم إلينا من دير الزور، لأسباب لا نعرفها! إلى العديد من المشاكل التي يعاني منها المشفى، وقبله المواطن المسكين. ففي غرفة غسيل الكلى، وفي ظل ارتفاع حرارة الجو الجنونية، لا يوجد وحدة تكييف، تخفف من عناء المرضى وأوجاعهم، جراء إصابتهم بالقصور الكلوي. أمام هذا الواقع المخجل،لم يجد المرضى وذووهم إلا أن يجمعوا قيمة وحدة التكييف، من بعضهم البعض، وتم شراؤها وتركيبها. والسؤال: هل مديرية صحة دير الزور، وإدارة المشفى، أصابها العجز إلى هذا الحد؟ ولم يستطيعا تأمين وحدة التكييف هذه؟.
هل مكتب مدير الصحة دون تكييف؟ فغرفة محاسب مشفى الباسل في البوكمال، تكاد تضاهي غرفة مكتب وزير الصحة أو أحد معاونيه. وهذا يندرج على باقي المكاتب في المشفى. والمعاناة الأخرى تتجلى في الأعطال الدائمة لحاضنات الأطفال فمن بين خمس حاضنات، نجد ثلاثاً منها عاطلة عن العمل، ومرمية في زاوية مهملة، دون مجرد تفكير بإصلاحها. فعلى ما يبدو، إن إدارة المشفى، قد ابتكرت طريقة جديدة لتحديد النسل، عن طريق أعطال الحاضنات. حيث وفيات حديثي الولادة، في تصاعد مستمر. والعجب الأكبر هو طريقة تعقيم الأدوات الطبية، حيث يتم صب الكحول على الأدوات ثم حرقها، بغية تعقيمها، لأن جهاز التعقيم هو الآخر في عداد الأجهزة المعطلة. أما عن مشكلة عدم تواجد الأطباء المقيمين، فحدث ولا حرج. ففي يوم 2/6/2007 قدم إلى المشفى مصاب في حادث سير، مما استدعى وجود طبيب عظمية، فلم يوجد. وهذا ناتج عن تعيين الأطباء بالواسطة والمحسوبية. والأسوأ من ذلك عدم وجود حقن ومسكنات، في صيدلية المشفى المناوبة، ووجودها فقط في الصيدلية المركزية. مما يجعل المواطن مضطراً، وخاصة في أواخر الليل، للبحث عن سيارة أجرة، لجلب هذه الحقنة من صيدلية المدينة المناوبة، علماً أن تكاليف أجور السيارة فقط، مرهقة جداً. فأي مشفى هذا؟ وهو الذي وجد أساساً لخدمة المواطن، لا لتعجيزه. فقد أصبحنا على يقين، أن مشفى الباسل في البوكمال، يلزمه مشفى. وهذا الواقع المزري جداً، لا بد أن نضعه على طاولة وزير الصحة. لطالما أن مسؤولي القطاع الصحي في محافظة دير الزور، سائرون حسب المقولة الشعبية «طنش، تعش». نحن نقول: لن نطنش، لتبقى كرامة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.
■ البوكمال