برنامج بول بريمر لا يتوقف في العراق
تعيد صحيفة «وول ستريت جورنال» نشر مقالةٍ قديمة للسفير بول بريمر 111 نشرت منذ سبع سنوات، وقال فيها بضرورة تعزيز مكافحة الإرهاب، وإنذار ليبيا وسورية والسودان، وعزل إيران، وإحلال عقوباتٍ بالجيش الجمهوري الإيرلندي.
تعيد صحيفة «وول ستريت جورنال» نشر مقالةٍ قديمة للسفير بول بريمر 111 نشرت منذ سبع سنوات، وقال فيها بضرورة تعزيز مكافحة الإرهاب، وإنذار ليبيا وسورية والسودان، وعزل إيران، وإحلال عقوباتٍ بالجيش الجمهوري الإيرلندي.
يجري الحديث اليوم عن وقوع معارك حامية الوطيس بين القوات الحكومية السودانية والمتمردين على الحدود السودانية مع الدولة المجاورة لها تشاد، وهذا يعني فيما لو صدقت هذه الأنباء أن حمى الفوضى والاقتتال الأهلي قد وصلت إلى إقليم كردفان المحاذي لإقليم دارفور في شرق السودان.
مر أكثر من عامين على اندلاع النزاعات القبلية والعمليات العسكرية في إقليم دارفور في جمهورية السودان وما تزال أحوال الإقليم في حالة يرثى لها.
لم يروع الشعب المصري مؤخرا بحدث مثلما روعته مذبحة السودانيين التي ارتكبها النظام المصري – من أكبر رأس في البلاد إلي أصغر جندي في الداخلية - فجر الجمعة 30 ديسمبر 2005 ليختتم بها عاما آخر من سنوات حكمه السوداء.
تعاني الحكومة السودانية في هذه المرحلة من انفتاح أزمات مجتمعها الداخلية على المجتمع الدولي الذي يسلط بكاميراته وأقماره الصناعية الضوء على كل صغيرة وكبيرة في الحياة اليومية للسوادانيين، وهذه الأزمات التي ظلت حتى الأمس القريب مفرطة في محليتها، دون أن يعني هذا التقليل من أهميتها فهي بالتأكيد كبيرة وتطال مختلف مناحي الحياة، هذه الأزمات أصبحت مدولة مع إصرار الولايات المتحدة والهيئات الدولية التابعة لها كمجلس الأمن على أن المشاكل القائمة في هذه الدولة العربية الأفريقية التي تعد واحدة من أغنى دول العالم الثالث، بات من غير الممكن معالجتها دون تدخل دولي بقيادة الجيش الأمريكي!!
عند كل مفترق طرق سياسي في واحدة من الدول العربية، تفتح ملفات أخرى على الجانب، ففي خضم كل الأحداث الجارية لم يكن ينقص العرب إلاّ إعادة فتح قضايا السودان. فهاهي واحدة من مساعدات رايس، «جيندايي فريزر» تعيد فتح القضايا المتعلقة بدارفور والجنوب.
اتفاق أبوجا الذي وقعته الحكومة السودانية مطلع شهر أيار/مايو الجاري مع أحد أجنحة المتمردين في إقليم دارفور، هو اتفاق جزئي رأت فيه قوى المعارضة السودانية وكثير من المراقبين، "اتفاقا شكليا" تم تحت ضغط القوى الدولية وضغط الولايات المتحدة الأميركية بشكل أساسي، ولا يشكل خطوة حقيقية لوقف الحرب في إقليم دارفور بل ربما يشكل خطوة أخرى تشجع فرقا أخرى من المتمردين، وتعمق التوجهات الجهوية والقبلية والعرقية في البلاد بما يؤكد على الخطر الداهم المتمثل في مخطط تقسيم السودان أو تفتيته في نهاية الأمر.
انتهت القمة العربية المنعقدة في الخرطوم دون أن تسير بالنظام الرسمي العربي أية خطوة نحو الأمام، بل إنها لم تكن في معظم ما صدر عنها سوى استمرار للجري الحثيث الذي يسرع به هذا النظام نحو الهاوية.
أيقظ تصاعد الاشتباكات وأعمال العنف على الحدود بين شمال السودان وجنوبه شبح المخاوف التي سبقت تقسيم البلاد، حول خطر اندلاع حرب أهلية جديدة يعزي الخبراء أسبابها إلى مطالب الأراضي والمياه أكثر منها النفط.
طالب مجلس النواب الأمريكي الصين استغلال نفوذها وقوتها الاقتصادية للضغط على الحكومة السودانية لوقف ما يعتبره الرئيس جورج بوش حملة «إبادة جماعية» في إقليم دارفور.