السودان وأزمة التدويل!
تعاني الحكومة السودانية في هذه المرحلة من انفتاح أزمات مجتمعها الداخلية على المجتمع الدولي الذي يسلط بكاميراته وأقماره الصناعية الضوء على كل صغيرة وكبيرة في الحياة اليومية للسوادانيين، وهذه الأزمات التي ظلت حتى الأمس القريب مفرطة في محليتها، دون أن يعني هذا التقليل من أهميتها فهي بالتأكيد كبيرة وتطال مختلف مناحي الحياة، هذه الأزمات أصبحت مدولة مع إصرار الولايات المتحدة والهيئات الدولية التابعة لها كمجلس الأمن على أن المشاكل القائمة في هذه الدولة العربية الأفريقية التي تعد واحدة من أغنى دول العالم الثالث، بات من غير الممكن معالجتها دون تدخل دولي بقيادة الجيش الأمريكي!!
أزمات السودان الكبيرة والكثيرة والتي ما تزال في حالة من التفاقم والتصاعد منذ الاستقلال، ما كانت لتصل إلى هذه المرحلة من السوء والتردي لولا تعاقب مجموعة من القادة والحكومات القمعية على السلطة ممن لاهم لهم سوى التربع والسيطرة على الجزء الصغير المتبقي من ثروة البلاد الهائلة التي كانت وما تزال تذهب بمعظمها لخزائن الدول الاستعمارية..
اليوم، السودان مهدد بالتمزق، والقوات (الدولية) تعد العدة لتدخل البلاد بطريقة استعمارية حديثة، أي بقرار من مجلس الأمن الدولي، بحجة إيجاد حلول لكل المشاكل والأزمات المستغصية، وهي حسب ادعاءاتها تبدأ من أسطورة التطهير العرقي المفترض أنها تحد في دارفور، وان تنتهي عند مشكلة الجنوب والنزعة الانفصالية التي يعتمدها قادته، وبالتالي ستصبح البلاد بحكامها وشعبها وثرواتها تحت الوصاية الدولية التي ليس هناك من يقدر أن يمنعها من تقسيم البلاد إن اقتضت مصلحتها ذلك، وهذا في الحقيقة ما سوف تؤول إليه الأمور إذا لم تحدث معجزة..
والمعجزة في هذه الحالة ليست سوى موقف سوداني - عربي – أفريقي حازم يتصدى لحل القضايا العالقة وينقذ البلاد من الجوع والفوضى والصراعات الدموية وأخطار التقسيم.. فهل مايزال هذا الاحتمال- المعجزة ممكناً؟؟