ليست الحرب خياراً محبباً، ولكن الهروب من المسؤوليات والموجبات الوطنية ليس حلاً، كما أن التهافت على السلام لن يقربنا منه، فنحن الآن على أبواب مرحلة جديدة شديدة الخطورة، لأن العدو الصهيوني لم يغيّر ولن يغيّر خططه التوسعية تجاه الشعب الفلسطيني ولا تجاه سورية ولبنان والعرب جميعاً. فرغم المهادنة، لا بل المهانة ـ التي أبداها ويبديها معظم الحكام العرب تجاه الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الرئيسي الأهم للكيان الصهيوني، تعمّدت حكومة شارون بعد هبوط قمة عمان، عن مستوى نهوض الشارع العربي وموجبات المواجهة، وبعد أن طلب البعض «إعطاء فرصة لشارون لإثبات نواياه إزاء السلام»، تعمدت حكومة شارون استغلال تلك (الفرصة) لفرض سياسة الأمر الواقع عبر سياسة القتل والجرائم الوحشية ضد النساء والأطفال والشيوخ ودك المدن والمخيمات الفلسطينية بمدافع الدبابات وجرف الطرق وقطع الأشجار المثمرة وتدمير المراكز الأمنية الفلسطينية، وتوسيع رقعة الحرب العدوانية لتشمل إضافة إلى الفلسطينيين، لبنان والقوات السورية العاملة فيه.