شاءت تطورات الأزمة السورية، وجملة التفاعلات والتأثيرات التي واكبتها خلال السنوات السبع، وموازين القوى الداخلية والإقليمية والدولية، أن يكون الحل السياسي للأزمة السورية حلاً توافقياً بالضرورة، فالإقرار بهذا الحل أصلاً يعني عدم إمكانية أي طرف حسم الموقف عسكرياً، كما أقرت به جميع الأطراف، خصوصاً بعد أن اعتمد القرار 2254 كخريطة طريق للحل، أي، أن التوافق هنا، هو شرط الوصول إلى الحل، وأحد أسسه الموضوعية، وأن شرط التوافق هو قبول تنازلات متبادلة، وعدم وضع شروط مسبقة.
كانت قد مضت سنوات قليلة على انهيار الاتحاد السوفييتي عندما شخّص الشيوعيون السوريون، وفي مقدمتهم رفاقٌ كانوا نواة ما غدا لاحقاً تيار قاسيون، واللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، ثم حزب الإرادة الشعبية؛ شخصوا أزمة عميقة وشاملة للرأسمالية وتنبؤوا بانفجار قريب لتلك الأزمة.
أتابع في هذه المادة النقاش المفتوح مع المثقف المحترم، الأستاذ فؤاد شربجي، وآخر فصوله مادةٌ للدكتور شربجي نشرت اليوم الخميس 17 أيار بعنوان: «نقاش مستمر مع قطب معارض: كل البدائل متاحة من أجل سورية».
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن قوى خارجية تعرقل إطلاق العملية السياسية في سورية، مؤكداً أن مقترح واشنطن بنشر قوات عربية هناك هو محاولة لتقاسم مسؤولية خرق السيادة السورية.
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ستعمل على استئناف مفاوضات جنيف حول التسوية السورية في أسرع وقت.
تتضح يوماً بعد يوم، عملية الاستقطاب الدولي الجديدة بين القوى الصاعدة، والقوى المتراجعة، وتتعمق أكثر فأكثر مسألة التراجع الامريكي، بدءاً من الازمة الكورية، إلى بحر الصين، إلى التخبط في موضوع الملف النووي الايراني..
بعد التصريحات المتكررة للرئيس الأمريكي عن انسحاب وشيك للقوات الأمريكية، تصاعد الحديث عن قدوم قوات عربية وأوربية، بديلة عن القوات الأمريكية المتمركزة في الشمال السوري، لابل أشارت تقارير إعلامية إلى وصول قوات فرنسية بالفعل الى بعض المواقع.
اعتبر وزير الخارجية سيرغي لافروف، أن الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لسورية غير مشروعة، وعرقلت الجهود المبذولة لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي للتسوية هناك.
لا يحتاج المتابع إلى كثير من الجهد كي يستنتج، بأن التوتر الراهن في العلاقات الدولية، في جانب هام منه، هو توتير مفتعل حيث تختلق قوى الحرب في الإدارة الأمريكية، وأتباعها في مراكز القرار في الدول الغربية، وبشكل يومي خلافات جديدة، مع روسيا والصين، مثل: «الفصول المتلاحقة عن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، قضية سكريبال، إلى بروباغندا الكيماوي السوري واتهام روسيا ، إلى حرب العقوبات، إلى الحرب التجارية مع الصين».. وذلك لتحقيق ما يمكن تحقيقه