جميل: اللعبة انتهت.. «2254» أو الخروج من التسوية..!

جميل: اللعبة انتهت.. «2254» أو الخروج من التسوية..!

أجرت فضائية «الميادين»، مساء يوم الجمعة 24/2/2017، حواراً مع د.قدري جميل، رئيس منصة موسكو، وأمين حزب الإرادة الشعبية، تناول بعض التفاصيل المتعلقة بمجريات الجولة الرابعة من مؤتمر جنيف3 المنعقدة منذ الثالث عشر من شهر شباط. علماً أن النص الكامل للحوار موجود على موقع قاسيون الإلكتروني.

حول لقاء المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان دي مستورا، مع وفد منصة موسكو، والأوراق التي قيل أنه سلمها لبعض الوفود، وضّح جميل: «لم يجرِ اجتماع حتى الآن بين وفد منصة موسكو والمبعوث الدولي، وإنما تحدد اللقاء، وقد أبلغ وفدنا رسمياً به، والاجتماع بعد الغد، وكذلك الأمر مع منصة القاهرة التي ستجتمع مع دي مستورا في اليوم ذاته».

وأضاف جميل: «وفدا الحكومة والرياض استلما أوراقاً من المبعوث الدولي خلال الاجتماع معه، لذلك، لا أستطيع أن أتحدث عن هذه الأوراق، ولكن- حسب ما فهمت- فإنها تتناول القضايا الإجرائية الشكلية حول إدارة المباحثات، ومن ضمنها جدول الأعمال، وليس لدي مزيد من التفاصيل».

«عليك أن تطلب المستحيل»

وحول تقييم هذه الجولة من المفاوضات، قال جميل: «أستطيع القول للمرة الأولى، أن هنالك خطوة صغيرة جداً قد تحققت، ولكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة. إلى الآن، وفي كافة مباحثات جنيف السابقة، كنا ندور في حلقة مفرغة، سببها إصرار وفد منصة الرياض على وضعه «كحزب قائد على المعارضة السورية»، ولطالما طالبنا بحقوق متساوية لجميع أطراف المعارضة، وهذا لم يكن يلق آذاناً صاغية بشكل كافٍ لدى المبعوث الدولي. أما هذه الجولة من المفاوضات، فقد شهدت اختراقاً بسيطاً في هذا الموضوع، جرت ملاحظته خلال الافتتاح، حيث جلست وفود المنصات على قدم المساواة، سواء موسكو أو القاهرة، أو الرياض الوفد الذي كانت الأمم المتحدة تعتبره، وبشكل مخالف لقرار 2254، وفداً أساسياً. بينما القرار يذكر المعارضة السورية بجميع منصاتها دون تمييز. وإضافة إلى طريقة الحضور في الجلسة الافتتاحية، فإن دي مستوراً في الجلسة الافتتاحية، تحدث عن المعارضة السورية، دون أن يسمي فصيلاً بحد ذاته. وأخيراً أستطيع القول، بأنه هناك مناخاً عاماً يجري باتجاه ضرورة تشكيل وفد واحد للمعارضة، ولا أقول موحد. وهذا الشرط ضروري للبدء بمفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة السورية، والمفاوضات المباشرة بدورها أمراً ضرورياً جداً من أجل بدء تنفيذ بنود القرار الدولي 2254. دون وفد واحد للمعارضة السورية هناك شبه استحالة للبدء بمفاوضات مباشرة، وشبه استحالة باتجاه تطبيق بنود القرار 2254».

وحول التفاهم مع منصة الرياض، أشار رئيس منصة موسكو: «التفاهم لا يأتي من خلال الأحاديث المباشرة معهم، وإنما هو محصلة موضوعية لجملة الظروف المحيطة بالأزمة السورية، الإقليمية والدولية، وتعرفون جميعكم أنها تتغير وستتغير. وهي تؤثر بشكل إيجابي على هذا التفاهم، الذي لا نقول أنه قريب المنال، أي غداً أو بعد غد، لكنه ليس مستحيلاً. و«إذا أردت أن تكون واقعياً عليك أن تطلب المستحيل»، كما قال تشي غيفارا الذي نحبه جميعاً.

المسألة ليست رغبة.. بل توازنات..!

وعن دور القوى الإقليمية والدولية في عملية عرقلة أو تسهيل مفاوضات جنيف3، قال جميل: «كل طرف له حصة من هذه المسألة. نحن لدينا دورنا، والمنصات الأخرى لها دورها، والرعاة الإقليميين لهم دورهم، وكذلك الرعاة الدوليين، وهذا متعلق بوزن كل طرف، وبفعله، وبمهارته وحسن سلوكه السياسي وبعد نظره. لذلك، فإن المعركة غير محسومة، وأقول أن معركة الوصول إلى مفاوضات مباشرة هي هامة جداً. لأنها هي الباب والمفتاح من أجل حل الأزمة السورية. ولذلك، فهي معقدة وصعبة ويجري وضع عقبات كبيرة أمامها، لكننا مصممون على تجاوزها، وسنتجاوزها».

وفي رده على سؤال فيما إذا كانت السعودية ستقدم تنازلات من أجل دفع الحل السياسي، لفت جميل: «كما نرى، جميع المعرقلين يتراجعون اليوم. الولايات المتحدة تتراجع، وتركيا تغير مواقفها، لماذا لن تقوم السعودية بالتغيير والتراجع؟ القصة ليست متعلقة لا بطيبة القلب، ولا بالإرادة، بل هي متعلقة بموازين القوى».

ولدى سؤاله عن أهمية كلام وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في عرقلة المفاوضات، شدد جميل: «كلام الجبير تاريخياً هو للاستهلاك الإعلامي، وأنا لا أقف عنده ولا أبني تحليلاتي على أساسه. إذا أراد المرء أن يكون سياسياً جدياً، فلن يبنِ تحليلاته على أساس كلام الجبير. أعتقد أن الجميع يعرف ما كان يقوله الجبير، وما كان ينتج عن كلامه لاحقاً. لذلك، لنكن جديين في هذا الموضوع، هناك توازنات جديدة تنشأ بغض النظر عما قال أو عما سيقوله الجبير، يجب أن ندرس هذه التوازنات بشكل صحيح وعميق، ونرى كيف تأثيرها على الأرض، ونستفيد منها في صنع القرار الوطني السوري الذي يجب أن يستعيد السيادة السورية كاملةً».

يجب الاتفاق على الجسم الانتقالي

وفيما إذا كان القرار 2254 هو المرجعية للمفاوضات، لفت جميل: «كل طرف منا لديه مرجعياته التي هي أكبر وأوسع بكثير من 2254، وهي تنقسم بين اليمين واليسار. ولكن البرنامج المشترك للمعارضة الذي يجب أن تتفق عليه هو 2254، ومن المستحيل أن يجرِ الاتفاق خارج هذا الاتفاق».

وعن التباين في تفسير بنود قرار مجلس الأمن 2254 بين الأطراف المفاوضة، وحول كلام منصة الرياض في هذا الإطار، قال جميل: «لقد استمعت إلى الأستاذ نصر الحريري، وأريد أن أقول إذا كان المقصود من هذا الطرح هو شرط مسبق لبدء المفاوضات، فهذا الكلام لا يجوز. إن القرار 2254 في مقدمته جاء على ذكر بيان جنيف1 الذي يتحدث- بنسخته الإنكليزية، لأن نسخته العربية سيئة الترجمة جداً- عن جسمٍ انتقالي وليس عن هيئة. الجسم الانتقالي بحاجة إلى تفسير بيننا نحن كسوريين، فالحكومة السورية تفسر الجسم الانتقالي- بشكل غير مباشر لكني أفهمه من طريقة طرحها- على أساس حكومة موسعة، وجماعة الرياض يفهمونه على أنه هيئة حكم انتقالي على نمط مجالس قيادة الثورة التي تستلم السلطة استلاماً. أما نحن، فنفهم الجسم الانتقالي على أنه شكل لا يزال غير محدد، ويجب أن نتفق عليه، وأن نوجد نموذجه بشكل يضمن مشاركة كل السوريين- موالاة ومعارضة- في صنعه، من أجل الخروج من الأزمة والقضاء على الإرهاب وإنهاء الكارثة الانسانية وبدء عملية التغيير الوطني الديمقراطي الشامل».

وحول تقييمه لدور الرعاة الدوليين في هذه الجولة من جنيف، أكد جميل: «أعتقد أن الأمور في بواكيرها، لكني سأستطيع في بداية الاسبوع القادم تقييم دور الرعاة الدوليين، إذ لا يمكننا إعطاء أحكام سريعة ومسبقة».

2254 انعطاف في العلاقات الدولية

وفي رده عن الحديث حول «مجريات ميدانية موازية لجنيف سيكون لها الدور الأساس في الحسم»، شدد جميل: «أعتقد أن هذا الكلام فيه مبالغة، وهو أوهام وقبض للريح، لأن الأساس الدولي هو القرار 2254، وهو قرار اتخذ بالإجماع في مجلس الأمن، وقد آن أوان تطبيقه، اللعبة انتهت Game Over، يجب الذهاب نحو تطبيق القرار. وعملياً، لا مخرج إلا هذا القرار، وأي أحد «يغمس خارج صحن» القرار 2254 سيخرج بشكل نهائي من التسوية، لذلك أنصح الجميع، المعارضة وغير المعارضة أن ينتبهوا جيداً إلى أن هذا القرار هو انعطاف في العلاقات الدولية بحيث اتخذ القرار لا ليوضع على الرف، بل كي ينفذ، وسينفذ 2254 للتعبير عن المستوى الجديد والتوازن الجيد في العلاقات الدولية. واشنطن والغرب كانوا يصدرون قرارات لوضعها على الرف لكي يخدعوا العالم، أما هذا القرار فقد اتخذ بدورٍ فعال لروسيا والصين، وهؤلاء لم يساهموا بهذا القرار لخداع الناس، بل دعموا هذا القرار ليجري تنفيذه، وأعتقد أن الظرف الموضوعي والتوازن الدولي والأوضاع الإقليمية والوضع الداخلي في سورية، وتطور الأمور الميدانية، كلها تسمح بتنفيذه. المهمة الكبرى أمامنا اليوم هي إخراج السوريين من الأزمة وإنهاء الكارثة الانسانية، أما القضايا الأخرى فهي قضايا صغرى أمام هذه المهمة الكبرى.

وفي رده على سؤال حول إذا ما كان هدف جنيف هو أن يكون هناك وفد واحد للمعارضة للجلوس مع الحكومة السورية، أجاب جميل: «هذا تصغير لهدف جنيف! فالهدف هو البدء بتنفيذ القرار 2254. وللوصول إلى ذلك، لا بد من تشكيل وفد واحد. وإذا لم نستطع تشكيل هذا الوفد، فسنجد طريقة ثانية لتنفيذ هذا القرار، لكن تشكيل الوفد هو الطريقة الأسهل والأضمن والأحسن والطريقة الأكثر أماناً لتنفيذ القرار.

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
799