نداء من أحفاد سلطان باشا الأطرش
أطلق أحفاد القائد الوطني الكبير سلطان باشا الأطرش نداءً اليوم الأربعاء، جاء فيه ما يلي:
نداء إلى أهلنا في سورية...
بعد كل ما مررنا به، منذ أكثر من عقد من الزمن، نرى أنفسنا ساعين لمخاطبة الجميع، عبر هذا النداء، لأنّ سورية كلّها، فيها أهلنا وأحبابنا وإخوتنا، على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم، في كل بقعة فيها. وهذا ليس من باب العاطفة، بل هو شعور نلمسه يومياً، وتربّينا عليه في دار سلطان الأطرش، في القريّا.
قد يتساءل الآن أحدكم قائلاً: "ما لنا ولهذا الموضوع اليوم، ونحن في هذه المرحلة الجديدة من تاريخ سورية الحديث؟!".
سؤال مُحِقّ... لكننا نسمع ونرى في وسائل التواصل الاجتماعي، حالات تجري على الأرض، وخاصة في مدن الساحل وقراها الوادعة، تدعو إلى التخوّف الشديد وعدم الاطمئنان على مصير سورية التي نحبّها وتضمّنا جميعاً.
جميعنا، اليوم، في ظروف استثنائية تتطلّب منّا التكاتف والوعي الشديد ومساندة بعضنا بعضاً، إذ يتربّص بنا أعداء وحدة الوطن، بهدف شرذمتنا وتقسيمنا: لقد قالها علناً مسؤولو الكيان المحتلّ: فهم يسعون لمؤتمر دولي يهدف إلى تقسيم سورية!
فما الذي نستطيعه فعلاً لمنع هذا المآل، ونحن في هذا العام 2025، قد دخلنا عام مئوية الثورة السورية الكبرى الذي أعلن قائدها العام في بيانه الأول، بأن شعارها هو "الدين لله والوطن للجميع"، وبأن هدف الثورة الأول هو "توحيد سورية ساحلاً وداخلاً"، والثاني هو "الاستقلال"؟!
عند تهديد كيان الوطن بالشرذمة، يكثر الحديث عن الوحدة الوطنية، أما موضوعها فهو "الموقف الصحيح الذي يجمع كل الناس في مواجهة الخطر".
إن مناشدة الناس لوعي الخطر المحدق بالوطن، بهدف التصدّي له عبر موقف وطني متّحد، هو نداؤنا اليوم لكم جميعاً، لوضع الجاهزية الوطنية في حالة الحركة، كي تسبق كل دعوة لهذا الموقف الوطني. فعلينا تسمية لجان حماية الوطن أو لجان السلامة الوطنية، وهي مجموعات أهلية لها فعالية في محيطها الشعبي قادرة على استنفار الهمم وبناء جاهزية واسعة في صفوف المواطنين؛ يجمعها الشعار العريض "الوطن في خطر وعلينا حمايته".
تمثّل هذه الحالة الشعبية وقاية فعالة من ناشطي الطابور الخامس، من فلول وغيرهم. وسيجد التآخي بين الجماعات الشعبية طريقه إلى قلب المجتمع بشتى فئاته إذا التفّ الجميع حول شعار حماية الوطن.
هذه الحالة الوطنية هي الرباط الذي يجعل الصمود حقيقة على الأرض وفي نفوس المواطنين.
يقوم بناء الوحدة الوطنية على الوفاق والتفاهم بدلاً من العداء والتناحر؛ فمن الخير أن نبحث معاً عن الحلول وبكل هدوء لأنها حلول لمشاكل الوطن.
تستند الوحدة الوطنية إلى رفض كل أشكال التدخل الخارجي، وإدانة كل المتعاونين، أفراداً وجماعات، مع قوى خارجية معادية لوحدة الوطن، تاريخياً، وإلى مقاومة كل النشاطات المشبوهة التي تعمل على إثارة الفتن والفوضى في وطننا.
لا تتحقّق الحرية والديمقراطية في أي مجتمع بعصا سحرية، إنما هي عملية تراكمية تتمّ على مراحل عبر خطوات مدروسة، كل خطوة منها تؤسس لما بعدها وتكمل ما قبلها.
علينا، سويّاً، العمل على تحقيق الأهداف التالية:
1- تعزيز قدرة سورية وأهلها على الصمود ومواجهة الأخطار والتمسك باستقلالية القرار وحقها في العمل بكل الوسائل السلمية لحماية مصالحها وتعزيز وحدتها، أرضاً وشعباً.
2- تعزيز الجبهة الداخلية وتقويتها بتحقيق التلاحم الوطني بين كافة أفراد الشعب بكل فئاته، من دون تحميل فئة ما دون غيرها، أخطاء ماضية، إذ "ولا تزِر وازرة وِزر أخرى"، فكل الشعب، بكل فئاته سابقاً، ولعقود طويلة، كان محاصراً، بشكل أو بآخر.
3- العمل معاً على بناء نظام سياسي ديمقراطي اجتماعي، يكفل جميع الحريات والحقوق المرتبطة بالمواطنة، ويضمنه عقد اجتماعي جديد.
4- تأكيد مبدأ سيادة القانون قولاً وعملاً، واستخدامه بحزم ونزاهة وتوفير العدالة بين أفراد المجتمع.
5- العمل على كل ما هو مطلوب من عوامل تساعد في تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية والسياسية وتحسين مستوى معيشة الشعب والعدالة في توزيع الثروة وتحقيق الضمان الاجتماعي.
نختم نداءنا هذا، بالاستشهاد بوصية جدّنا سلطان الأطرش، لنا جميعاً، قبل رحيله:
"... ولتكن وحدتكم الوطنية وقوة إيمانكم وتراصّ صفوفكم هي سبيلكم لردّ كيد الأعداء وطرد الغاصبين وتحرير الأرض. واعلموا أن الحفاظ على الاستقلال أمانة في أعناقكم بعد أن مات من أجله العديد من الشهداء وسالت للوصول إليه الكثير من الدماء".
والسلام لكم وعليكم، من إخوة لكم، يا أهلنا السوريين كما أنتم لنا دائماً.
أحفاد سلطان الأطرش (من مضافته)
القريّا، 15 كانون الثاني، 2025.
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات