يدعوت: اتفاق وقف النار بغزة سيِّئ لـ«إسرائيل» وينتظرنا مستقبلٌ قاتم
على خلفية الأنباء والمحادثات الجارية بشأن صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار والعدوان الصهيوني على غزة، نشرت صحيفة "يدعوت أحرونوت" التابعة لإعلام كيان الاحتلال مقالاً للمحلل العسكري الصهيوني "يوسي يهوشع" جرى تداول ترجمته في وسائل إعلام المقاومة اليوم الثلاثاء 15 كانون الثاني/يناير 2025. ويعكس المقال اعترافاً من جانب أوساط في "إسرائيلية" بإخفاق جيش الاحتلال رغم كلّ مجازره والإبادة الجماعية التي يرتكبها في غزة منذ أكثر من عام، على كسر إرادة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني وتكبد الاحتلال خسائر مؤلمة في صفوفه تحت ضربات المقاومة. وفيما يلي ما ورد في المقال.
لا حاجة لتجميل الواقع: الاتفاق المتحقق لوقف النار وتحرير المخطوفين والمخطوفات هو سيِّئ "لإسرائيل"، لكن لا مفر من قبوله. "دولة" تورّطت عميقاً في حدث خطير ومركّب جداً في 7 أكتوبر مدينةٌ بدين "أخلاقي" لمواطنيها ومواطناتها الذين سُحبوا من أسرتهم أو للمجندات والجنود الذين تركهم الجيش الذي تجّندوا له لمصيرهم. هذا لا يعفينا من التصدي للمستقبل القاتم الذي ينتظرنا من الجانب الآخر، في ضوء الثقوب الواسعة في المنحى المتحقق.
الحادثة القاسية أمس في بيت حانون وبعامّة المعارك المريرة في جباليا يمكنها أن تدل على مشكلة مركزية في الاتفاق ترتبط بالعودة الى القتال. 55 ضابطاً وجندياً فقدنا في هذه الجبهة منذ أكتوبر، 15 منهم فقط في الأسبوع الأخير في بيت حانون. كل هذا يقع في منطقة يقاتل فيها الجيش "الإسرائيلي" منذ الآن ويدّعي بأنه حقق الحسم ومعظم السكان نزحوا. غير أنّ المقاتلين والضباط يشهدون بأنّ الحملة لا تجري كما ينبغي: حجم القوات كان أصغر من المطلوب وهي ليست مزودة بما يكفي من الآليات الثقيلة.
في لواء الناحل يعترفون أيضاً بموضوع لا يجري الحديث عنه بشكل كافٍ: المقاتلون تعبون جداً. هم يقاتلون على نحو متواصل منذ 7 أكتوبر وقليلاً ما يعودون إلى بيوتهم. الآثار واضحة. مثلما تدار الحرب فإنها لم تجلب ما يكفي من نتائج.
من هنا يثور السؤال: إذا كان الاتفاق يسمح بعودة السكان إلى شمال القطاع (ليس فقط مواطنين أبرياء سيستغلون الفرصة) فكيف بالضبط ستضمن "إسرائيل" القدرة على العودة للقتال إذا ما قرّرت حماس بأنها لن تواصل الاتفاق؟ الأثمان ستكون أعلى بأضعاف ممّا دفعناه حتى الآن. بالمناسبة، الانسحاب بالذات من محور فيلادلفيا، الذي كان حتى قبل بضعة أشهر صخرة وجودنا حسب رئيس الوزراء [نتنياهو]، يبدو أقل خطراً. أمّا إغراق المنطقة بسكان مدنيين بالمقابل، فسيجعل استئناف القتال كابوساً.
بالمقابل، فإن الأخطاء القاسية في بيت حانون تدل على أنّ الجيش بحاجة عاجلة إلى الانتعاش وكذا إلى تبديل القادة ممن اعترفوا بمسؤوليتهم عن 7 أكتوبر. قائد المنطقة الجنوبية، يرون فينكلمان، أخطأ بشدة في توزيع المسؤولية عن الجبهات. تبين أن فرقة غزة مسؤولة أيضاً عن المنطقة العازلة على طول كل خط الحدود، عن رفح في جنوب القطاع وعن المعارك في بيت حانون. هذا حجم غير معقول من مهام من أنواع مختلفة تماماً، ممّا خلق الفجوة الفتاكة في الانتباه وفي الوسائل لدى الفرقة وفي قدرتها على التصدي لحجم المقاومة من حماس. وكيف نعرف بأنّه حتى في الجيش يفهمون الإخفاق؟ بعد بضع ساعات من الحادثة القاسية نقلت المسؤولية عن بيت حانون إلى الفرقة 162، التي تقاتل في جباليا المجاورة.
وبالتالي، بعد 15 شهراً منذ بدأت الحرب، الجيش لم ينجح حقّاً في تقويض الذراع العسكري لحماس، والذي هو مسؤوليته. المستوى السياسي، بالمقابل، لم يعمل على خلق بديل سلطويّ في غزّة. وهكذا نحصل على اتفاقٍ ندفع فيه ثمناً باهظاً يفترض أن ندفعه على صفقة شاملة وليس على صفقة جزئيّة، بعدها ستختفي رافعات الضغط التي تستهدف ضمان المراحل التالية.
يتبقى الأمل في أنّ الرئيس ترامب على الأقل أعطى وعوداً بالمقابل، والأهم أنْ يقصد أيضاً الإيفاء بها.
كان ما ورد أعلاه بحسب مقال المحلل العسكري الصهيوني في "يدعوت أحرونوت".
معلومات إضافية
- المصدر:
- إعلام المقاومة