أوغلو: لن ننسحب من شمال العراق وسورية حالياً ولقاء أردوغان-الأسد ممكن دون شروط مسبقة
أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أنّ القوات التركية لن تنسحب في الوقت الراهن من شمالي العراق وسورية، وذلك في مقابلة له مع إحدى القنوات التلفزيونية التركية الخاصة مساء أمس الإثنين (24 نيسان 2023).
وقال تشاووش أوغلو، بحسب ما نقلت وكالة «الأناضول» الرسمية: «انسحابنا من شمال العراق وشمال سورية يعني توقف عملياتنا العسكرية ضد الإرهاب واقتراب الإرهابيين من حدودنا» على حد تعبيره، وأضاف «وهذا يشكل تهديداً لأمننا القومي».
وأضاف أوغلو أنّ ما وصفها بـ«التنظيمات الإرهابية» ستملأ الفراغ الذي سيحدث في حال انسحبت القوات التركية من شمال سورية، وأنّ الأمن القومي وأمن الحدود بالغ الأهمية بالنسبة لأنقرة.
وقال أوغلو: «لا نطمع في اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية، ولا يمكننا الانسحاب من الشمال السوري إلا حين يستتبّ الأمن ويعود الاستقرار الكامل إلى تلك المناطق».
وردّاً على سؤال عن احتمال عقد لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد، قال: «نعم احتمال اللقاء قائم، لكن يجب أولاً تحضير خريطة طريق لهذا اللقاء تتضمن عدم فرض شروط مسبقة ودراسة المرحلة السياسية ومكافحة الإرهاب وإحلال الاستقرار في سورية».
وأردف أوغلو: «التواصل مع النظام السوري مفيد إذا كنا نريد إعادة اللاجئين السوريين، وإذا كنا نريد مواصلة مكافحة الإرهاب بشكل أكثر فاعلية، وإذا أردنا الحفاظ على وحدة أراضي سورية».
وأكد أنه في حال لم يتم إحلال الاستقرار في سورية، فإنّ الآثار السلبية على تركيا ستكون كبيرة.
ولفت إلى أن تركيا لا تثق بالولايات المتحدة وفرنسا فيما يخصّ مكافحة الإرهاب، وكرّر بأنّ واشنطن تواصل دعم «بي كي كي/ واي بي جي» الذين وصفهم بـ«الإرهابيين».
يجدر بالذكر بأنّ هذه التصريحات من وزير الخارجية التركية جاءت عشيّة الاجتماع الرباعي الأمني-العسكري المزمع انعقاده اليوم الثلاثاء 25 نيسان 2023 في موسكو بين تركيا وسورية وروسيا وإيران على مستوى وزراء الدفاع وقيادات الأجهزة الأمنية من البلدان الأربعة، في سياق الخطوات الجارية لعملية التسوية السورية-التركية.
وأكدت وكالة الأناضول صباح الثلاثاء وصول وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان إلى العاصمة الروسية موسكو، للمشاركة في الاجتماع الرباعي.
قال وزير الدفاع التركي لقناة TRT التركية: «سيعقد اجتماع بين قادة الدفاع والمخابرات من تركيا وروسيا وسورية وإيران في موسكو يوم الثلاثاء. هدفنا هو إيجاد حل للقضايا القائمة من خلال المحادثات وضمان السلام والهدوء في المنطقة في أسرع وقت ممكن». وصرّح أكار أمس الإثنين بأنه من المتوقع أن يتبع اجتماع موسكو «عددٌ من الأحداث الإيجابية» بحسب تعبيره دون أن يخوض في تفاصيل.
وقال أكار: «لدينا إخوة وأخوات سوريون نجتمع معهم، سواء كانوا في تركيا أو سوريا. ليس وارداً أن نتخذ أي قرار يعرضهم للخطر. نحن نتبع سياسة واضحة جداً في هذا الشأن».
وأضاف وزير الدفاع التركي بأنّ بلاده «حاسمة في مكافحة الإرهاب»، في الوقت الذي «تعارض فيه الهجرة الإضافية وتهدف لعودة السوريين المقيمين في تركيا بشكل آمن وطوعي».
بدورها أكدت وزارة الدفاع السورية أمس الإثنين بأنّ «اجتماعاً رباعياً يضم وزراء دفاع سورية وروسيا وإيران وتركيا سيعقد غداً في العاصمة الروسية، وذلك استكمالاً للمباحثات السابقة»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا».
يذكر أنه تجري الاستعدادات أيضاً للقاء رباعي على مستوى وزراء خارجية تركيا وروسيا وسورية وإيران، وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش في وقت سابق هذا الشهر أنّ موسكو أبلغت أنقرة باحتمال عقد مثل هذا الاجتماع مطلع شهر أيار (مايو) المقبل، وأن عملية تحديد الموعد جارية.
هذا وكانت قد انطلقت عملية لجعل العلاقات طبيعية بين أنقرة ودمشق في 28 كانون الأول (ديسمبر) 2022، بقيادة مجموعة ثلاثي أستانا التي تنسّق الجهود الإقليمية والدولية لتطبيق القرار 2254 من أجل الحلّ السياسي للأزمة السورية. وبموجب ذلك تم تنظيم لقاء بين وزراء الدفاع الروسي والسوري والتركي في موسكو. واتفق الوزراء على تشكيل لجنة ثلاثية مشتركة، ليتبع هذه المشاورات اجتماع لوزراء خارجية البلدين للنظر في إجراء محادثات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد. ليعلن في وقت لاحق انضمام كبار دبلوماسيّي الخارجية الإيرانية للاجتماعات الرباعية أيضاً.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في منتصف كانون الأول (ديسمبر) 2022 إنه اقترح على نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، تنظيم اجتماع ثلاثي مع الرئيس السوري بشار الأسد، وأنّ القمة الرئاسية المرتقبة ستسبقها محادثات بين الأجهزة الخاصة (المخابرات) ووزراء الدفاع والخارجية من البلدين.
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات