د.أسامة دليقان

د.أسامة دليقان

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

هل يؤدّي التطعيم الإلزامي إلى نتائج أفضل من الطَّوعي؟

خلال السنة الثالثة من وباء كوفيد (2021) أخذ يتصاعد في خطاب صانعي السياسات وخاصة في الغرب، الحديث عن «ضرورة» التطعيم الإلزامي ضدّ الفيروس، مترافقاً بإجراءات عَملية بهذا الاتجاه، أثارتْ وما تزال جدالاً أخلاقياً وقانونياً وسياسياً، وعلمياً أيضاً، مثل فرض «شهادة التطعيم» للسماح بالسفر، لينتقل الأمر بالتوازي أو بعده قليلاً إلى التطعيم شرطاً لدخول بعض الأماكن والنشاطات أو المؤسسات الرسمية والتعليمية... ويبدو أنّ هذه المساعي لاقت مؤخراً فرصة مؤاتية جديدة بعد اكتشاف المتحور الجديد «أوميكرون» والمخاوف المثارة حوله. وقد يبدو أنّ للسؤال المطروح في عنوان هذه المادة جواباً بسيطاً، لكن مهمّة العِلم هي كشف الجوهر المختفي خلف البساطة الظاهرة، وعبر الأدلة والبيّنات.

«الميتافيرس»: بين تَسليع جهازنا العصبي وإمكانات ما بعد الرأسمالية

في مقطع الفيديو الشهير الذي أطلقته شركة «ميتا» (فيسبوك سابقاً) في 29 تشرين الأول 2021 يظهر مالكها مارك زوكيربيرغ «ليبشّر» في مادة دعائية لنحو عشر دقائق لما يفترض أن تكون التكنولوجيا القادمة التي سوف تتجاوز كلّاً من الإنترنت و«الموبايل» والحاسوب. وتعتمد على بناء شبكة من فضاءات ما يسمى «الواقع الافتراضي» VR و«الواقع المُعزَّز» AR. تضيء المادة التالية على الموضوع من وجهة نظر بعض العلوم: علم وظائف الأعضاء البشرية (الفيزيولوجيا) وأمراضها، علم الهندسة البشرية (الإيرغونوميكس)، وعلم الاقتصاد السياسي الماركسي.

اختبارات كورونا في سورية.. وماذا تعني أرقامها؟

أصدرت منظمة الصحة العالمية حتى الآن 11 تقريراً من سلسلة «ملخص إمراضية ووفيات سورية» SMMS المتعلقة بكوفيد-19 منذ بداية الوباء، كان أحدثها (حتى يوم تحرير هذه المادة) التقرير الحادي عشر المؤرخ بـ 21 أيلول 2021. وفيما يلي نركز على ما جاء في هذه التقارير من بيانات وإحصائيات تخص الاختبارات وإيجابيتها ومعنى هذا المؤشر.

«الجوسيبول» السامّ في زيت القطن ونِسَبُه في الأصناف السوريّة

ظهرت إلى الإعلام المحلي منتصف الشهر الجاري (15 أيلول 2021) قضية خطيرة تمس السلامة الغذائية، وهي اكتشاف أكاديميّين سوريّين أنّ زيوت بذور القطن التي تم طرحها في شباط الماضي في صالات السورية للتجارة «غير صحية ولا تصلح للاستهلاك البشري» نظراً لاحتوائها على مركب «الجوسيبول» السام. فما هي هذه المادة من الناحية الكيمائية؟ وما سمّيتها البيولوجية؟ وما نسبها في بذور القطن؟ وما نسبتها الآمنة لزيت طعام بشري؟ وهل دُرِسَت في القطن السوري؟ نحاول في هذه المادة جمع إجابات مما توفر لنا من معلومات، وخاصة من دراسة سوريّة محلية مهمّة حول الموضوع تعود للعام 2011.

الأساس المادّي لسَبق البابليّين باكتشاف علاقة «فيثاغورث»

نشرت مجلة «أسس العلم» العالمية دراسة جديدة، في 3 آب 2021، للباحث دانييل مانسفيلد عن قطعة أثرية بابلية تدعى «حجر بليمبتون 322»، والتي لطالما أثارت اهتمام علماء الرياضيات والآثار. ولا تكمن أهمية هذه الدراسة برأينا فقط في تأكيد أنّ البابليين كانوا يعرفون علاقة «فيثاغورث» في المثلث القائم الزاوية قبل فيثاغورث بألف عام (لأن هذا الأمر كان معروفاً بالفعل منذ عام 1969 على الأقل)، بل ما وجدناه أكثر إثارة للاهتمام فيها هو قيام مانسفيلد بربط اكتشاف البابليين لعلاقة «فيثاغورث» بأساس مادّي اقتصادي- اجتماعي ألا وهو ظهور الحاجة لديهم إلى تقسيم أكثر دقة للأراضي الزراعية إلى ملكيات خاصة بين الأفراد، وفضّ النزاعات الناجمة عن ذلك، في مرحلة يبدو أنّها تزامنت مع الخروج من التشكيلة المشاعية البدائية إلى عصر الملكية الخاصة والمجتمع الطبقي.

مِن الكَهْرَبَة الاشتراكية 1918 إلى ظلام الفساد الرأسمالي 2021

أطلق لينين في 22 كانون الأول 1920، شعاره الشهير «الشيوعية هي: السلطة السوفييتية + كَهرَبَة البلاد بأكملها». وبدأ تاريخ التخطيط الاقتصادي الاشتراكي فعلياً منذ تأسيس «لجنة كَهرَبَة روسيا» عام 1920 وقبل ولادة لجنة تخطيط الدولة (المعروفة بـ «غوسبلان» Gosplan) في شباط 1922. وتُفصِّل المادة التالية بأبرز محطات التطور اللاحق للكهرباء الاشتراكية في صعودها. أمّا لماذا نعتقد بأنّ إضاءةً كهذه مهمّةٌ اليوم؟ أحد الأسباب ببساطة: المفارقة المريرة التي تجعل إنساناً في القرن الحادي والعشرين– بسبب عيشه في منظومة رأسمالية شديدة الفساد كما في سورية– أنْ يُضطَرَّ لقراءة هذا المقال... على ضوء الشموع!!

احتمال نشأة «كورونا» من مختبر للجيش الأمريكي: «نظرية مؤامرة» أَمْ فرضيّة معقولة؟

رغم مضي أشهر على تقرير بعثة منظمة الصحة العالمية إلى الصين آخر آذار الماضي، والتي لم تجد دليلاً على نشوء الفيروس من مختبر ووهان، ما زالت القضية محلّ تجاذب سياسيّ، فبعد كل تصريح أمريكي تردّ الصين بالتذكير بتعاونها، داعيةً بالمقابل للتحقيق بأسباب ضعف الاحتواء الأمريكي للوباء، مع تساؤلات عن مختبر الأسلحة البيولوجية والكيميائية في قاعدة «فورت ديتريك» العسكرية الأمريكية بولاية ميريلاند. يتناول التقرير التالي بعض تصريحات الطرفين، إضافة لمعلومات عن مختبر «فورت ديتريك» وخاصةً ما كشفته السنة الماضية باحثةٌ أمريكية سبق لها العمل فيه.

الجليد الملوَّث في ظل الكارثة الكهربائية: كيف نتجنّب التسمّم والمرض؟

تشهد بلدنا سورية انهياراً كارثياً بالشبكة الكهربائية، وإلى جانب آثاره المدمّرة اقتصادياً واجتماعياً ونفسيّاً، فإنّ له بالتأكيد آثاراً صحّية جسدية قد لا تكون تكشّفت بعد بكامل حجمها، ويُخشى من أنْ نكون مقبلين على أوبئة جديدة، والتي نعتقد بأنّ الأسبوع الماضي، على الأقل، شهد حوادث وبوادر لا بدّ أنْ يعتبرها أيّ معنيٍّ بالصحة العامة في البلاد ناقوسَ خطرٍ جدّياً لا يجوز إهماله. 

فضيحة «بيغاسوس»: هل مِن جديد تخبرنا به عن الحركة الصهيونية؟

هناك طريقة وحيدة لتعرف أنّ هاتفك مُختَرَق، وفقاً لمدير تحرير ويكيليكس، كريستيان رافنسون، في تعليق حديث له على فضيحة برنامج التجسس الصهيوني «بيغاسوس» التابع للشركة «الإسرائيلية» NSO. وكانت ويكيليكس أول من كشف عن برنامج بيغاسوس للتجسس في نظامي أندرويد وآبل منذ 1 كانون الأول 2011 عندما نشرت «وثيقةً داخلية تفضح السفالة غير المعقولة لشركات التجسس الخاصة تلك، والخدمات التي تقدّمها للأنظمة الاستبدادية لاستهداف الناشطين والخصوم السياسيّين والصحفيّين» وفقاً لتصريح لرافنسون الأسبوع الماضي. التقرير التالي، وإضافة إلى تقديم لمحة تقنية عن الموضوع، يرى دلالتين تاريخيَّتين لانفجار فضيحة بيغاسوس الآن رغم كون نشاطها الخبيث معروفاً منذ عشر سنوات: أولاً، هي انكشاف وتأكيد متزايد لحقيقة أنّ الحركة الصهيونية عدوّ لدود للأغلبية العظمى من البشر على هذا الكوكب وليس فقط للشعب الفلسطيني أو العربي. ثانياً، خروج الفضيحة إلى العلن عالمياً – ولو بحجم أقل مما تستحقه – ورغم نفوذ الصهيونية الإعلامي والمالي، هو بحد ذاته مؤشرٌ يضاف إلى المؤشرات المستجدة العديدة على تفاقم الضعف والتراجع والأزمة الوجودية لكلّ من الكيان الصهيوني بشكل خاص (من فشله في معركة غزة، ورعبه من الانتفاضة الجديدة، وتجرّؤ حتى «محكمة العدل الدولية» على فتح ملفّات جرائمه، وتوسّع حملات مقاطعته عالمياً من مستويات شعبية وحتى بعض المؤسسات والشركات، وخلافاته مع داعمه الأمريكي حول الملف النووي الإيراني، وغيرها)، ولأزمة المنظومة الإمبريالية بشكل عام، الداعمة له والمتداخلة مع الصهيونية العالمية.

«باسبور كورونا» الأوروبي: هل يقلّ سوءاً عن «حَظر ارتداء الجينز» في كوريا الشمالية؟

امتنع الاتحاد الأوروبي، عبر وكالة الأدوية الأوروبية EMA، عن ترخيص أي لقاحات سوى اللقاحات الغربية الصنع الأربعة: فايزر وموديرنا وجونسون وأسترازينيكا، ولم يكتفِ بذلك، بل وفرض أيضاً «جواز سفر لقاح كوفيد-19» بحيث ألزم الدول الأعضاء بإصدار وقبول جوازات السفر فقط لأولئك الذين تم تطعيمهم بأحد هذه اللقاحات حصراً. وسمّي هذا بـ«الممر الأخضر» Green Pass والذي يعني بأنّ المسافرين حتى لو كانوا ملقّحين بالفعل بلقاحات روسية أو صينية أو حتى بلقاح كوفيشيلد الهندي (وهو أسترازينيكا نفسه لكن من إنتاج هندي) فإنهم لن يحصلوا على «المرور الأخضر» وسيُعامَلون وكأنّهم غير ملقّحين ضدّ هذا الفيروس على الإطلاق! الأمر الذي أثار انتقادات، ولا سيّما في روسيا والصين والهند وإفريقيا.