بصراحة.. وداعاً.. ونعتذر..!!

عذرا ً لم نستطع أن ندافع عنكم، فهل تقبلون اعتذارنا.. أم أن الاعتذار لا يكفي؟!!

قيل لنا أن هناك شركات خاسرة تكلف الاقتصاد الوطني مبالغ باهظة ووجودها عبء على الوطن والقضية الوطنية برمتها. وهذه الشركة الأولى من بين خمس وعشرين شركة أخرى لا يمكن إيجاد حلول لأوضاعها، ولابد من استخدام مبضع الجراح لإنقاذ الوضع، والغريب في الأمر أن الجميع أصيب بالدوار لم يستطع أحد أن يجاهر بالحقيقة، ينظر العاملون لما حولهم بذهول، ألم يكونوا في يوم من الأيام بشركاتهم هذه أحد الدعائم الأساسية لاقتصادنا الوطني ألم تنتج هذه الشركات في الفترات العصيبة وتقدم لهذا الوطن.

الكل ينظر ويصمت، البعض يخشى أن يقول الحقيقة والبعض الآخر يخشى الحقيقة نفسها.

لقد قالوا أنها خاسرة ولكنهم لم يذكروا الأسباب الحقيقة لخسارة هذه الشركات.

فإذا كنا صادقين في محاولاتنا لإصلاح اقتصادنا الوطني علينا أن نضع يدنا على الجرح مباشرة.

أليس تخلف القوانين سبباً؟ أليست الأدوات الفاسدة سبباً؟ أليست سياستنا الاقتصادية والمالية والتسويقية والضريبية سبباً؟ أليست الارتجالية في وضع الخطط الإنتاجية سبباً؟ فإذا كانت كل هذه الأمور قد ساهمت  جميعها في الوصول إلى هذه النتائج فمن يتحمل المسؤولية؟

العمال أم الجهات الوصائية التي لم تستطع أن تعالج مشاكل هذه الشركات في بدايتها، بل كانت تساهم  وبأشكال مختلفة بعرقلة تطورها وذلك ببساطة لأن البعض في هذه الجهات الوصائية لم تعد له مصلحة في وجودها واستمرارها فمثلاً ألا يوجد من له مصلحة باستيراد الزيوت التركية؟

ألم يشارك بعض القائمين في هذه الجهات بإنشاء صناعات مماثلة لصناعة هذه الشركات مع القطاع الخاص وعلى قانون الاستثمار بدعوى إعطاء القطاع الخاص دوراً مباشراً في بناء الاقتصاد الوطني...

إننا نستغرب كيف يمكن أن نقوم بإصلاح اقتصادي بالأخذ بالنتائج وليس بالأسباب التي أوصلت قطاعاتنا الإنتاجية إلى ما وصلت إليه..

اليوم هناك أخطار جدية ليس على اقتصادنا الوطني فحسب بل على سيادتنا الوطنية والذي نراه ونلمسه اليوم هو البداية لقد نجحوا بإقناع البعض بإغلاق بعض شركاتنا وسيعملون على إقناعهم بإدارات أجنبية لشركات أخرى بدعوى أننا لانستطيع إدارة هذه الشركات فالخبرات الأجنبية لديها من الكفاءة مايلزم للنهوض باقتصادنا الوطني وجل ما نخشاه أن يقولوا لنا يوماً أنتم لا تستطيعون إدارة بلادكم فلنجلب لكم إدارة أجنبية لتدير شؤونكم.. وهنا يصلون إلى مبتغاهم.. فسورية كانت دائماً الشوكة في صدروهم فعلينا أن ننتبه قبل أن ينطبق علينا المثل أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض..

■ سهيل قوطرش

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.