قانون الـ ...«سعو».. والإصلاح الإداري!!
مع بداية العمل في قطف الأقطان في كل عام، يقوم عمال الحمل والعتالة بإجراء الصيانات اللازمة لبرادعهم...؟! لكي تكون هذه البرادع جاهزة لتحمل من 180 ـ 200 كغ وأحياناً أكثر من هذا الوزن من القطن، على ظهور بشر! لايتعدى أحياناً وزن البعض منهم وبالكاد الـ 50 ـ 60 كغ. هذه المعادلة بين الحامل والمحمول ولدت من قانون الحاجة اللعينة.
ورغم هذه المعادلة القميئة فإن الفرحة لم تكتمل في هذا الموسم (2003) على وجوه المئات من عمال الحمل والعتالة في منطقة المالكية التابعة لمحافظة الحسكة. فبقرار من لجنة الحمل والعتالة أو رئيسها المدعو سعود خوخي وبالتراضي والتفاهم مع البعض..؟! قد شغلت خمسين ورشة فقط لهذا الموسم ولغاية في «جيب يعقوب»؟! ولم تشمل كل الورش المسجلة بالنقابة؟! علماً أن الورش التي عملت في الموسم الماضي قاربت التسعين ورشة. ولايدري العمال المحرومون من العمل لهذا الموسم، والذي يقبع في جيوب البعض منهم بطاقات نقابية يزيد عمرها على خمسة عشر عاماً من العمل في هذه المهنة. لايدرون على أي أسس أو قواعد أو قوانين شرع قانون (سعو..) هذا. نسبة إلى سعود رئيس اللجنة النقابية الموقرة للحمل والعتالة في المالكية!!...
البعض يدردش بينه وبين نفسه، لربما نزل عليه جبريل وأعلمه بأن الموسم سيكون سيئاً لهذا العام، فلذلك اتخذ ذاك القانون. والبعض الآخر يقول: لا بل إن سعو.. قام وبالتعاون مع معيته وبإحصاء لعدد الجوزات على شجيرات الأقطان في المنطقة وبعد الضرب والتقسيم؟!... وخاصة بعد ثورة المعلوماتية والاتصالات وأخذ المساحات بالمناسفات، ومع التقديم المسبق من العذر للضليعين في اللغة العربية إذا لم يجدوا معنىً لكلمة مناسفات في مطاعم ومقاصف المالكية عفواً.. وقلنا عذراً مسبقاً في قواميس اللغة العربية عن معنى كلمة مناسفات فهي جمع جموع لكلمة مفردها (منسف) وأخذ الأوزان بقيمة الرنان..؟؟ وحدد حاجته من العمال حسب حاجته وحاجة بطانته.
ويغمز آخر... لا يظن ظنّان سوءاً؟ ولايشك شكاك بوءاً بأن عملية الضرب والتقسيم، يعني ضرب مصالح المبعدين عن العمل بحجة بعدهم عن مركز المدينة؟ والتقسيم، يعني تقسيم الغلة بين... وبين..
هذه المقدمة الطويلة. لقصة قصيرة، بدأت فصولها على النحو التالي ولم تكتمل خاتمتها بعد. حيث راجع وفد من سبع ورش فقط من الورش المبعدة إلى الجهات الأربع في الدنيا باستثناء كوفي عنان، وطرحوا قضيتهم على كل من: شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي في المالكية ومع عربضة موقعة من أكثر من أربعين عاملاً. ولقاء مع معاون مدير المنطقة واللجنة النقابية نفسها، ومكتبها مع تقديم عريضة، ورئيس اتحاد عمال المحافظة. وجهات أخرى عديدة.
النتيجة تضامنت شعبة الحزب بشخص أمينها مع قضيتهم شفيها وهو بذلك مشكور، ولكن اللجنة ورئيسها لا يتعاملون إلا وفق كتب ممهورة ومبهورة.
ورئيس اتحاد المحافظة استجاب في البدء نسبياً، بإرسال كتاب هاتفي إلى مسؤول المكتب العمالي في شعبة الحزب بتاريخ 9/28، بتشغيل أربع ورش من هذه الورش السبع على أساس ورش قائمة بذاتها، أما الورش البقية فيتم توزيع عناصرها على الورش القديمة ولكن وبعد تدخل قوى النفوذ عاد رئيس الاتحاد عن قراره الوقاد.
أما الفصل ما قبل الأخير فقد بدأ مع أحدهم واسمه الدقيق السيد شفيق، لا يجرؤ حتى أن يهمس بينه وبين نفسه، خوفاً على نفسه من نسفه؟! فلذلك يصرح علناً بين الناس بأن الإصلاح الإداري الذي يطال اليوم رجالات الفساد والإفساد، يحتاج إلى تدعيم القوى الحية على الأرض والذين يعيشون بين ذرات وترابات ألواح القطن كي يحاصروا المياه المتسربة...؟!.. إلى خارج اللوح المراد سقيه! لكي تتم عملية التوزيع العادلة على كل المساحات وإروائها. بدلاً من إرواء البعض زيادة فتفرق وقطعها عن أخرى فتخنق. وإذا بأم صديق تنادي زوجها الغارق في النوم.. يا شفيق.. ولك شفيق.. حاجة بقى نوم ولاك فيق.... الساعة صارت أربعة وجه الصبح شو ماراح تروح اليوم على الضرابة شو اسمها تبع الحمل والعتالة؟...
يستفيق شفيق، آآآآآخ يا أم صديق لو كنتي تعرفي شو كنت أرفع صوتي بالمنام وعم بحكي عن وضعنا، وإنو راح يخلص الموسم وما في حدا يخلص حقنا من النقاري (سعو) النقاري بلغة العتالين هي جمع بين صفات النقابي والإداري.
وإذا بجار شفيق ينادي: شو عم تحكي يا شفو..
يرد شفو.. ناء ..ناء. العفو. يالله أنا جاهز يا أبو رامز بس وينا السيارة؟
منتظريتنا على الطريق يا سيد شفيق.
- أم صديق: والله لو أنا بدالكم ما بروح ها لروحة خسارة أجرة وما في عمرة؟! ولم تنته بعد.
■ المالكية ـ مراسل قاسيون