موقف نقابي!!
في الكتاب الذي وجهته نقابة عمال الأسمنت والبورسلان والأترنيت إلى اتحاد عمال دمشق بتاريخ 28/5/2006 والذي يوضح فيه مكتب النقابة ملابسات الإضراب الذي قام به عمال سيراميك الشام مطالبين بزيادة أجورهم 2000 ل.س لكل عام، يوضح الكتاب النقاط التالية:
1. تهمة التحريض المسبق للعمال المضربين.
2. لجوء العمال إلى اللجنة النقابية للدعوة إلى الإضراب.
3. اعتبار الإضراب ليس قانونياً.
4. الموقف الوسطي للجنة النقابية، وليس الموقف المنحاز لصالح العمال من خلال القبول بتبريرات الإدارة لعدم دفع الزيادة.
5. تبرير اللجنة النقابية لموقف صاحب العمل لجهة مخالفته دفع الزيادة للعمال حيث نقلت إلى العمال أن الزيادة ستدفع لحين الانتهاء من التوسع وبدء الإنتاج الجديد.
6. كانت اللجنة النقابية بديلاً عن رب العمل في دعوة العمال للعودة إلى خطوط الإنتاج عوضاً عن الإضراب من أجل زيادة أجورهم.
7. اعتبار مطالب العمال غير مشروعة من حيث المبلغ المطلوب زيادته.
8. الموافقة على إبلاغ مدير الناحية في الكسوة وحضور الشرطة لتسجيل ضبط بحق العمال المضربين.
9. الموافقة على فصل العمال الذين ادعت اللجنة النقابية بأنهم حرضوا العمال على الإضراب.
10. كانت اللجنة النقابية ملكية أكثر من الملك حيث أن إضراب العمال 24 ساعة قد أثر بشكل سلبي على العملية الإنتاجية.
من خلال ما تقدم ليس هناك من تعليق أكثر من أن نقول: إن الدفاع عن مطالب العمال وحقهم في الإضراب ليست بدعة جديدة، بل هو سلاح تمليه الظروف والضرورة في ظل استغلال فظيع يتعرض له العمال في كل الأحيان، فهل يعقل أن تدافع نقابة عن رب العمل، وتبرر له عدم زيادة أجور العمال؟؟ ولا تقف مع العمال وحقهم الطبيعي الذي مارسوه والذي تؤكد عليه كل قوانين العمل العربية والدولية التي وقعت عليها سورية والتي هي موجبة التطبيق إذا كانت تتعارض مع قوانين العمل السورية، وأيضاً يضمنه لهم الدستور الذي أقره ووافق عليه الشعب والتي تقول فيه المادة 39: (للمواطنين حق الاجتماع والتظاهر سلمياً في إطار مبادئ الدستور وينظم القانون ممارسة هذا الحق)؟؟؟
فلماذا يريد البعض أن ينكر على العمال حقهم ولاينكر على أرباب العمل هضمهم حقوق العمال، والتمتع بما يجنونه من فائض قيمة وأرباح أخرى وتهرب ضريبي.....إلخ؟؟؟. أليس هذا من كد وعرق العمال وعلى حساب صحتهم وصحة عائلاتهم.
الموقف هو الانحياز التام لموقف العمال بمطالبهم العادلة، أليست هذه مهمة النقابات التي تكونت على أساسها ودفع النقابيون الأوائل دماءهم من أجل أن تكون هذه النقابات ممثلة حقيقية لمصالح العمال، وملجأ العمال الأول والأخير.
إن الطبقة العاملة السورية ليست جنينية في وعيها وتجاربها بل هي بسلوكها الذي تسلكه الآن قد سبقت الجميع، وبدأت تخط طريقها بمعزل عن الجميع أيضاً، فهل نستوعب الدرس أم ماذا؟