يا هيك المؤتمرات الطلابية.. يا بلا!!
ما حصل في المؤتمر الطلابي لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية، والمعهد العالي للموسيقا في 21/2/2007، كان مفاجئاً لجميع الطلاب، حيث تم مسبقاً تحديد أعضاء المؤتمر (أي الذين يحق لهم حضور المؤتمر والمداخلة والانتخاب) بشكل عشوائي؟ وبغير علم الطلاب.
ولدى سؤال رئيس الهيئة الادارية في المعهد عن الأساس الذي تم من خلاله تحديد أعضاء المؤتمر، أجاب بأنه وضع في نهاية الفصل الأول، أي خلال فترة الامتحانات، إعلاناً لمن يود أن يرشح نفسه لعضوية المؤتمر، ولكن أحداً لم يستجب، فسمح لنفسه بتحديد أعضاء المؤتمر بالشكل الذي يراه هو مناسباً!
خلال المؤتمر المفاجئ تم توزيع تقرير سياسي وآخر نقابي ولم تتم قراءة أي منهما، بل فوجئ الطلاب بفتح باب المناقشة والمداخلات فوراً قبل أن يستطيعوا الاطلاع على التقريرين المذكورين، الأمر الذي لم يسمح لأحد بمناقشة ما ورد فيهما!!.
ومع ذلك فقد داخل العديد من الطلاب حول مشكلاتهم في المعهدان - والتي كانوا قد ذكروها مراراً في كل اجتماع يحصل مع الإدارة أو الهيئة الادارية – فتحدث البعض منهم عن عدم الحصول على المنح الدراسية إلى الخارج، لأن هذه المنح تصدر من وزارة التعليم العالي، والمعهدين يتبعان إلى وزارة الثقافة الأمر الذي يجعل طلاب المعهدين من الدرجة الثانية في هذا المجال.
وقد أجاب السيد معاون وزير الثقافة بأن هذه المنح غير مسؤولين عنها لأنها تصدر عن وزارة التعليم العالي التي بدأت تقلص عدد البعثات بسبب التكلفة المادية الضخمة، فالظلم لايقع على طلاب المعهدين فقط وإنما على جميع الطلاب في الجامعات، وكأنه يقول بأن الأمر هو أمر واقع ويجب أن يتقبله الطلاب دون احتجاج.
وتحدث الطلاب عن معاناتهم في السكن، وأكدوا أنهم لايحصلون على سكن جامعي إلا بعد مرور شهرين من العام الدراسي، وبما أن الدوام في المعهدين إلزامي فقد عانى الطلاب خلال هذين الشهرين من التشرد الحقيقي.. وقد رد عضو المكتب الاداري على ذلك، بأن المعهد العالي للموسيقا حصل على غرفتين، والمعهد العالي للفنون المسرحية حصل على أربع غرف، علماً بأن الطلاب أكدوا بأنه لم يتم تسليم طلاب (المسرحي) سوى غرفتين فقط!!..
وتحدثت إحدى الطالبات عن الرسم الذي يضطر الطلاب لدفعه لحضور أي نشاط ثقافي يحصل في دار الأوبرا، وأوردت بأن هذه النشاطات هي من صلب دراستهم وأنهم مضطرون لحضور هذه النشاطات، وبالرغم من وجود حسم للطلاب فإن التكلفة تبقى مرتفعة بالنسبة لطالب يضطر لحضور ثلاثة نشاطات في الشهر على الأقل، وطالبت أن يكون حضور هذه النشاطات مجاناً لطلاب المعهدين لأنها تصب في سياق دراستهم وعملهم.
وذكّر بعض طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية بمشاركتهم بعروض في المهرجان المسرحي بدمشق، حيث لم يحصلوا على مكافآتهم حتى الآن، ومنهم من قام بتصميم وتنفيذ ديكور لعروض المسرحية، ولكنهم قبضوا أجوراً على أساس أنهم منفذون فقط للديكور دون أن يدافع أحد عن حقهم المشروع لقاء عملهم.
وكانت المشكلة الأكبر التي أثارت جدلاً كبيراً بين الطلاب والإدارة، مشكلة عدم توفر الأماكن الكافية وقاعات التدريب لكلا المعهدين، حيث يعاني معظم طلاب المعهد الموسيقي من عدم وجود قاعات فارغة للتمرين، مما يضطر الكثيرين منهم للتمرن في الممرات، الأمر الذي يؤثر سلباً في البروفات في استوديوهات التمثيل، وعلى الدروس في القاعات الأخرى في الطابقين، بالإضافة إلى تضارب مواعيد الدروس والبروفات في القاعة الوحيدة التي تستخدم في تمرينات الأوركسترا، ودروس الليونة لطلاب التمثيل ودروس الرقص لطلاب الباليه معاً. وقد رد السيد معاون الوزير على هذا الأمر (بأنهم) يسعون جاهدين لإيجاد بدائل، وأن مشكلة الأماكن موجودة في كل المؤسسات الحكومية وليس فقط في المعهد ولا ندري إن كان يقصد بذلك تطييب خاطر الطلاب من خلال تذكيرهم بأنهم ليسوا الوحيدين في سورية الذين يعانون من هذا الأمر!!
أما بالنسبة للتقرير السياسي المقدم من الاتحاد الوطني لطلبة سورية، فتحدث في معظمه عن المنجزات الاقتصادية المحققة من خلال عملية الاصلاح الاقتصادي..
فأي منجزات هذه، هل ارتفاع الأسعار المستمر، والخصخصة، وانخفاض مستوى معيشة الفرد، وزيادة عدد الخريجين العاطلين عن العمل هو الإصلاح الذي عنته قيادة الاتحاد الوطني لطلبة سورية في تقريرها؟؟!!
ويتابع التقرير سرده الإخباري للواقع السياسي دون وجود أي تحليل سياسي للأزمة الأمريكية وأهدافها في المنطقة ومشروعها التفتيتي.
وفي النهاية تطرق التقرير لضرورة مواجهة التحديات والتمسك بأرضنا، دون تحديد آليات ذلك، وتجاهل وجود الفساد المستشري في بلدنا.