عمال «رودكو» تحت وطأة الممارسات الإدارية!!
هل العمال والحكومة، بشكل مباشر أو عبر جهاتها الإدارية، فريق عمل واحد كما تروج هي وبعض المتعاونين معها لذرِّ الرماد في العيون، أم أنها وأتباعها ومن يقف وراءها في واد، والعمال الذين تقضم حقوقهم يوماً بعد يوم في واد آخر؟!!
وهل الاكتفاء بالشكوى يحلّ المسألة، أم أن الأمر بات يحتاج إلى موقف حازم من العمال أنفسهم، وممثليهم النقابيين، للدفاع عن الحقوق العمالية المنتهكة بكل الوسائل ، بما فيها الإضراب كحق مشروع للطبقة العامة، يحقق المثل الشهير النابع من تراكم الخبرة الشعبية: «ما حكّ جلدك مثل ظفرك»!!
لقد وجه لنا بعض العمال العديد من الشكاوى عما يقوم به مدير فرع شركة الطرق (رودكو) في دير الزور، كما قامت اللجنة النقابية أيضاً بتوجيه شكوى إلى مكتب نقابة عمال البناء والأخشاب، الذي نقلها بدوره إلى رئيس اتحاد عمال المحافظة بالكتاب رقم 15 تاريخ 7/2/2009. ومما ورد في هذه الكتاب :
«إشارة لكتاب اللجنة النقابية في شركة الطرق (رودكو)، المتضمن بأن المدير يتجاوز القانون، من حيث أسلوب منحه للإجازات الصحية، فيحسم من هذه الإجازات بتصرف شخصي تعسفي، كقيامه بإلغاء قسم من الإجازات الصحية الممنوحة للعمال، والمصدقة أصولاً من اللجان الفاحصة، واعتبار قسم آخر منها مجرد إجازات إدارية. وقيامه أيضاً بتوقيع الإجازات الإدارية لبعض العاملين، وبعد فترة يفاجئ العمال بأنه قد ألغى تلك الإجازات دون مبرر قانوني. هذا فضلاً عن كونه لا يشرك اللجنة النقابية في الأمور التي تخصُّ العمل والعمال، ولا يطلعها عليها، وقد قمنا بمقابلته أكثر من مرة حول هذه المواضيع، وقلنا له: بأن ذلك مخالف للقوانين والأنظمة النافذة، ووعد أنه سيتلافى هذا مستقبلاً، إلاّ أنه لم يف بوعده، واستمر بممارساته السابقة، لهذا نضعكم في ضوء تصرفات هذا المدير المتعالي على العمل النقابي، علماً بأن أغلب العاملين في الشركة مستاؤون جدّاً من تصرفاته..
ونحن بدورنا نطالب قيادتنا النقابية والحزبية بمحاسبة تصرفات هذا المدير الذي يكرر دائماً بأنه «غير سائل عن أحد»!!
والسؤال الذي يطرح نفسه علينا وعليكم: ألا يوجد ضمن محافظة دير الزور مهندس يصلح لأن يكلف بإدارة الفرع بدلاً منه؟!!
نرجو العمل على استبدال هذا المدير، وتعيين مدير آخر من محافظتنا نفسها، وذلك من أجل مصلحة العمل والعمال .
يرجى إحالة كتابنا هذا، مرفقاً بشكوى اللجنة النقابية، إلى قيادة فرع الحزب، مكتب العمال الفرعي، لمعالجة الموضوع، شاكرين حسن تعاونكم، والخلود لنضالنا العمالي»
أما شكاوى العمال المباشرة، التي قدموها لجريدة «قاسيون»، فقد تناولت مزاجية هذا المدير وتسلطه، مما دفع حوالي 35 عاملاً للاستقالة، علماً بأنه قد أحضر معه مهندساً آخر، كمسؤول مباشر بدلاً عنه، وهذا المهندس لا يقل تسلطاً عنه!! ناهيك عن أنه يكلف الشركة مبالغ كبيرة كمصاريف لسكنه، وسفره بسيارة الشركة هو والمهندس الذي أحضره معه!!
أما فيما يتعلق بسير العمل فقد أغلق المدير مجبلاً وكسارة عائدة لفرع الشركة، بحجة عدم توفر المادة في المنطقة نفسها، واستعان بأحد المتعهدين في منطقة البوكمال، ليعمل المتعهد بكسارته الخاصة ضمن أملاك الدولة وبأسعار عالية، ولو كان المدير حريصاً على العمل لقام بنقل كسارة الشركة إلى البوكمال، ليوفر على الشركة مبالغ كبيرة، وليساهم في تشغيل العمال.
وهنا نتساءل: من يقف وراء هذا المدير حتّى يتمادى بتصرفاته المسيئة للعمل والعمال؟! وما هي خلفية هذه التصرفات التي تبدو وكأنها تهدف إلى تخريب الفرع، وإلى زيادة مشاكله ومعاناته؟!
إنّ على العمال التمسك بحقوقهم وانتزاعها بشتى الطرق، فمن يهن يسهل الهوان عليه، وليس الهوان من شيم عمال هذا الوطن.