ضيا اسكندر

ضيا اسكندر

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مرةً أخرى.. واقع «الخبز» في اللاذقية

استكمالاً للتحقيق الذي بدأناه في العدد الماضي (661) من جريدة قاسيون حول مادة الخبز، قمنا بزيارة مدير الشركة العامة للمخابز الآلية في اللاذقية السيد المهندس سعيد عيسى، وحملنا إليه أكواماً من هموم ومعاناة المواطنين مع مادة «الخبز».

لماذا تخلّت «أكشاك الخبز» عن تقديم خدماتها في اللاذقية؟

منذ سنوات بعيدة قامت الشركة العامة للمخابز بزرع مجموعة من الأكشاك في كافة أحياء المدينة لبيع ربطات الخبز إلى المواطنين بالسعر الرسمي (15) ل.س للربطة. متحمّلةً أجور نقلها وتوزيعها على أماكن تواجد هذه الأكشاك، فتصل إلى المستهلك طازجة وبسعر يناسب دخله. بينما كان سعرها في الدكاكين (20) ل.س. 

رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء

نظراً للظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا من جرّاء تآمر الدول الاستعمارية على وطننا الحبيب، وفي ظل الحصار الاقتصادي الجائر إمعاناً في زيادة آلام شعبنا الطيب، وحيث أن المواد الغذائية المدعومة من الدولة يتم توزيعها بالآلية بنفسها التي كانت متبعة قبل اندلاع الأزمة. ولما كانت مراكز توزيع المواد المقنّنة لا تفي بالغرض، وتسبب ازدحاماً شديداً لدى توزيعها..

كارثة بيئية كبرى في «غابات» اللاذقية

صبيحة يوم السبت الواقع في 31/5/2014 وإثر شرارة من مركز تحويل كهربائي هوائي في منطقة البهلولية، اندلعت النيران من إحدى القرى الصغيرة «الشيخ خليل» المحاذية لبحيرة نهر الكبير الشمالي، وامتدّت شمالاً مسافة تتجاوز الـ3 كم وطالت الجبال والوديان والأراضي الزراعية بأطراف قريتي «الرويسة وأرشوك» وصولاً إلى شاطئ البحيرة تحت قرية «الشير». والتهمت مساحات واسعة من الغابات والتي أغلبها من أشجار الصنوبر وتحوّلت إلى رماد.

الفاكهة المحرّمة

لو أصبح كيلو الموز بليرة واحدة لبقيت متوجّساً منه, معتبراً إياه أنه فاكهة الأغنياء. وربما يعود سبب ذلك إلى عجزي التاريخي منذ أيام الطفولة عن شرائه وبالتالي تذوّقه. وكلما زرتُ أحد المعارف وكان الموز من بين مواد الضيافة, أستثنيه من قائمة رغباتي تلقائياً وأعتبره غير موجود. ولو اقتصر الأمر على الموز بمفرده لكنتُ بأحسن حال, إلا أن توجّسي انسحب أيضاً إلى الحكي في المواضيع التي لا تتجرّأ على التطرق إليها لا صحف النظام ولا صحف المعارضة, بسبب حالة القمع التاريخية التي نعاني منها؛ كالحديث عن الجنس والدين والسياسة.. وخاصة الأخيرة منها لاسيّما تلك المواضيع المتعلقة بتسمية المسؤولين الكبار بأسمائهم الصريحة, أولئك الذين عاثوا فساداً في البلاد دون محاسبة أو مساءلة..

من تحت الدلف إلى تحت المزراب

منذ أن بدأ التقنين الكهربائي في سورية، ذو الأسباب غير المعروفة حتى الآن؛ (أهو بسبب عدم مقدرة إيصال مادة الفيول إلى محطات التوليد، أم بسبب تخريب المجموعات المسلحة لشبكات نقل وتوزيع الطاقة واستهداف محطات التحويل، أم لسبب يجب أن يبقى سراً إلى أن تكشف عنه القادمات من الأيام..) وأنا أفكّر بطريقة خلال فترة انقطاع التيار الكهربائي أتخلّص بموجبها من حرارة البيت في هذا الصيف القائظ، بسبب توقّف الأجهزة الكهربائية المعنية بطرد (الشوب) من بيتنا. جرّبت الاستلقاء على البلاط وأنا شبه عار، البقاء في الحمّام أرشرش جسمي بالماء، استخدام المراوح اليدوية.. 

البصلات المحروقة

منذ سنوات قليلة استدعاني أحد الفروع الأمنية بسبب كتاباتي في جريدة «قاسيون»، ولدى مثولي أمام رئيس قسم الأحزاب، وبعد مقدمته الترحيبية وإبداء إعجابه بالنصوص التي أنشرها أردف قائلاً: «نحن عاتبون عليك جداً؛ فأنت لا ترى إلا النصف الفارغ من الكأس؛ ألهذه الدرجة نحن سيّؤون بنظرك يا رجل؟! هل يعقل ألا يوجد لدينا أية إيجابية؟! اشتهيت أن أقرأ لك مقالاً واحداً تلمّح فيه إلى وجود بارقة أمل في هذا الوطن. ولكن عبثاً». وأضاف مستطرداً: «للأمانة، أعترف بأنك تجيد نشر الغسيل الوسخ بجدارة. 

(فوق الموتة.. عصة قبر!)

وأخيراً ظفر «أبو وليد» بشقةً للسكن بالإيجار بعد طول تشرّدٍ وتنقّلٍ من أحد مراكز الإيواء، إلى بيتٍ لأحد الأقارب، إلى بيتٍ لصديق.. بعد أن دُمِّرَ بيته الذي كان يقطنه مع أفراد أسرته في أحد الأحياء، إثر اشتباك مسلّح ما بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة.
ولكن كما يقال: «الحلو ما يكملش» فقد صادف أن تكون شقته مطلّة على بقعة أرض مليئة بالأشجار البرّية القزمة والأشواك والحشائش، يتخلّلها بعض أكوام التراحيل من الأبنية السكنية قيد التجهيز. وهذه البقعة من الأرض تُعدّ استراحة لسائقي سيارات الأجرة «المزنوقين»

أفول النجم الأمريكي

في عام 1996، و ب0مناسبة يوم المسرح العالمي، كُلّف يومها الراحل الكبير سعد الله ونّوس بإلقاء كلمة قال فيها: «إننا محكومون بالأمل، وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ». كان حينها التاريخ ينفث أدخنته البيضاء من آثار انهيار منظومة الدول الاشتراكية الواحدة تلو الأخرى. وأعتقد أن كلمة ونوس تلك كانت ردّاً على فرانسيس فوكويوما الذي نال شهرة واسعة من خلال كتابه «نهاية التاريخ والإنسان الأخير» الذي صدر عام 1992، بعد انتهاء الحرب الباردة وهدم سور برلين. يعارض فيه نظرية كارل ماركس الشهيرة «المادية التاريخية» القائلة بأن نهاية تاريخ الاضطهاد الإنساني، سينتهي عندما تزول الفوارق بين الطبقات. وقد دافع (فوكوياما) عن فكرته في «نهاية التاريخ» بشراسة حتى أواسط عام 2005، حيث بدأ بالتراجع عن قناعاته تدريجياً، وصولاً إلى نقده الشديد للإدارة الأمريكية في بداية عام 2006 من أن الحرب العسكرية ليسن الإجابة الصحيحة على الحرب على الإرهاب. وأن كسب عقول وقلوب المسلمين حول العالم هي المعركة الحقيقية.

غاز.. غاز!

اتصلتُ بزوجتي من هاتفي الخلوي مازحاً متظاهراً بالفزع: «حياتي أنا مخطوف من المسلحين ويطالبون بفدية، فماذا تدفعين»؟! أجابت على الحارك وبأسلوبها الساخر اللاذع وقد اعتادت على مزاحي:« يا أمان! عن جدّ؟ قل لخاطفيك بأنني لن أدفع متليكاً واحداً. وأرجو منك أن تحدد بدقة ساعة اختطافك بالدقيقة والثانية، من أجل الاحتفال سنوياً بهذه المناسبة الغالية».. سألتها معاتباً: «وهل حبيب قلبك ورفيق دربك لأكثر من عشرين عاماً.. رخيصٌ بنظرك إلى هذه الدرجة؟ يا عيب الشوم!»، أجابت: «والله الحبيب الذي يترك أهل بيته دون جرّة غاز لأكثر من عشرين يوماً، ويجعلهم ينتظرون نعمة الكهرباء لاستخدام السخان للطبخ والنفخ وضرّاب السخن.. يستحق جواباً كالذي سمعت».. قلتُ بمحبة: «ولكن يا روحي أنا لم أقصّر بالبحث عن الغاز، وتعرفين مشاويري اليومية إلى مراكز توزيع الغاز والعودة بخفّي حُنين، لدرجة نقص وزني عدة كيلوغرامات من كثرة الذهاب والإياب والقلق والتوتر والنرفزة»..