لماذا تخلّت «أكشاك الخبز» عن تقديم خدماتها في اللاذقية؟
منذ سنوات بعيدة قامت الشركة العامة للمخابز بزرع مجموعة من الأكشاك في كافة أحياء المدينة لبيع ربطات الخبز إلى المواطنين بالسعر الرسمي (15) ل.س للربطة. متحمّلةً أجور نقلها وتوزيعها على أماكن تواجد هذه الأكشاك، فتصل إلى المستهلك طازجة وبسعر يناسب دخله. بينما كان سعرها في الدكاكين (20) ل.س.
وبعد اندلاع الأزمة في سورية، وعوضاً عن زيادة عدد الأكشاك وتعميم هذه التجربة الناجحة في كل المناطق التي تخلو منها، عمدت الشركة العامة للمخابز إلى تقليصها تدريجياً وصولاً إلى عدم وجود كشك واحد في الكثير من الأحياء المزدحمة.
مشاهدات من الشارع
ومع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية ارتفعت معها أجور النقل، وأصبح سعر ربطة الخبز لدى محلات السمانة والبقاليات (25) ل.س وأحياناً كثيرة يتم دمج ربطتين بربطة واحدة وبعدد أرغفة أقلّ وتباع بمبلغ (50) ل.س.
ولدى جولتنا على بعض الأكشاك في قلب المدينة (كراج الفاروس) حيث يوجد فيه «كشكان» لبيع الخبز، وجدنا أن أحد الكشكين قد فرش الأرض بربطات الخبز لعدم وجود رفوف. والآخر كان شاغراً بانتظار قدوم الخبز من أحد الأفران التابعة للدولة. قمنا بإجراء استطلاع مع المواطنين الذين قدموا للشراء وكانت أجوبتهم كما يلي:
• المواطن «أبو هاشم»، مزارع، «ياريت يكون في مواعيد ثابتة لبيع الخبز؛ أحياناً نأتي صباحاً ولا نجد خبزاً، وأحياناً ظهراً.. ونسأل البائعة متى سيأتي الخبز فيكون جوابها «علمي علمك». نتمنى على الجهات المعنية تعليق لوحة إعلانية على الكشك تشير إلى وقت البيع، وأن يتم الالتزام بتوفير مادة الخبز خلال الفترة المذكورة».
-المواطن «عبد القادر . ف»، وهو موظف متقاعد، فتح ربطة خبز وقرّبها من أنفي قائلاً بغضب: «بالله عليك شمّ! هل يقبل مدير المخبز أن يأخذ هذه الربطة إلى بيته؟ إنها محمّضة يا أستاذ، وتأنف من تناولها حتى الدوابّ! ثم أعادها إلى البائعة واسترجع ثمنها».
• المواطنة «أم فارس»، ربّة منزل، «نحمد الله ونشكره على هذه النعمة، البلد في أزمة، غير مناطق يأكلون الأعشاب لعدم توفر الخبز لديهم. يكتّر خير ألله اللي عم تقدر الدولة وسط كل هالتآمر عليها من توفير الخبز حتى ولو كان سيئاً..».
الاشاعات ورفع سعر الخبز
• المواطن «محمد.ط»، مهجّر من حلب، «والله لولا الفقر لما ارتضينا تناول هذا الخبز.. لكنني أشتري يومياً ثلاث ربطات بـ (45) ل.س بينما لو أردت شراءها من المحلات لكان سعرها (75) ليرة. بالرغم من أننا في كثير من الأحيان نكبّ الكثير من الأرغفة لعدم صلاحيتها للاستهلاك..».
• المواطن (سعيد.ح)، عامل حرّ، «الخبز لا يأتي إلى الأكشاك بشكل يومي، أحياناً تمضي أربعة خمسة أيام وأحياناً أكثر.. ولا يتم تزويد الكشك بالخبز. حبّذا لو انتشرت هذه الأكشاك في كافة ربوع المحافظة ليتمكن المواطن من شرائها بسعرها الرسمي. خاصةً وأننا سمعنا شائعة، نتمنى أن تكون كاذبة، من أن الدولة سترفع سعر الخبز.. عندها على الدنيا السلام».