المواجهة الثقافية كعملية تغيير جذري
إن أي نظام اجتماعي لكي يسود لا بد وأن ينتج صورة عن العالم تتلاءَم مع علاقاته الفعلية، وتؤسس لهكذا نظام على مستوى الوعي ومجمل الميدان الثقافي، بما هو مجموع القيم والمعايير و(الخطة) الحياتية المتضمنة للأدوار الفردية والجماعية، أي: يؤسس أيديولوجيته الخاصة. لهذا فإن الأيديولوجية لا تنتج مرة وإلى الأبد، ولكنها تتحول مع تبدل شروط الواقع المادي الذي تعمل على خدمته وإرساء وجوده. لهذا كانت الليبرالية الفردية الطافحة بـ «الحرية» و«السعي للسعادة» هي ثقافة الرأسمالية منذ منتصف القرن الماضي