ماذا تقول ياصاحبي؟ حتى يصبح الاحتفال واحداً

● من الطبيعي أن يعبر الإنسان عن مشاعره تجاه الذكريات والأحداث والمناسبات الوطنية والطبقية الهامة، لاسيما تلك التي كان لها دورها الواضح في مسيرة الشعب والوطن، ومنها ولاشك مناسبة مرور ثمانين عاماً على تأسيس الحزب الشيوعي السوري.

■ نعم هذا طبيعي، وأنا أشاطرك الرأي حول هذا الحدث الهام الذي انبثق عشية الثورة السورية الكبرى، ومن المعلوم أن ولادة الحزب كانت في الثامن والعشرين من تشرين الأول عام 1924.

● ومن المعروف أيضاً أن تلك الولادة جاءت استجابة طبيعية للواقع الموضوعي ولظروف التطور التاريخي للنضال الإنساني، والتي أسهمت في إنضاجها ثورة أكتوبر المجيدة التي دشنت بدء عصر الشعوب، وبداية النهاية للنظام الرأسمالي الاستعماري.

■ لقد حمل الحزب ومنذ سنواته الأولى عبء النضال المرير إلى جانب جماهير الوطنيين السوريين ضد الاحتلال الأجنبي وضد القهر الاجتماعي، والمتابع الدارس لتاريخ نضال شعبنا يدرك أهمية الدور الذي قام به الحزب ضمن ذلك النضال المشرف للوطنيين السوريين، فالحزب استطاع بفكره وكفاحه والتزامه بقضية الشعب والوطن أن يستحوذ على احترام ودعم وتأييد جماهير الشعب، وكما يقال: إن الناس يحترمون من يحترم نفسه.

● بالتأكيد وبعبارة أوضح فإن مكانة المرء وموقعه وكذلك مكانة التنظيم وموقعه يرتبط بشكل ملموس بما يبذله وبما يمارسه من أعمال وأقوال ومواقف. وكشاهد على ما أقول أذكرك بما ورد في أول وثيقة برنامجية للحزب والمؤرخة بالسابع من تموز عام 1931 وبخاصة الفقرة التالية: «للحزب الشيوعي السوري، كما لكل الأحزاب الشيوعية في العالم غاية أساسية هي تقويض النظام الرأسمالي الاستعماري، وإنشاء النظام الاشتراكي على أنقاضه، ذلك لأن النظام الرأسمالي مؤسس على الظلم والاستبداد واستثمار جهود العمال والفلاحين، فأناس لا يشتغلون ولا يتعبون ومع ذلك فهم يملكون الشيء الكثير من الأراضي والمزارع والأملاك والثروات، بينما العمال والفلاحون الذين يكدون ويتعبون ويشقون ولايملكون شيئاً.

أي أن الكسإلى الخاملين الذين لايقومون بعمل ما يعيشون عيشة البذخ والإسراف، وينعمون بكل ملذات الحياة، أما المجتهدون الذين يكدحون ويتعبون أثناء الليل والنهار فلا يحصلون على ضرورات الحياة، ويظلون حياتهم كلها محرومين لذة العيش وهناءه، على الأخص عندما تشتد الضائقات الاقتصادية كما هي الحال في الوقت الحاضر».

■ إن هذا القول الدقيق مازال يحمل حرارة صدقه وصحته وصوابه رغم مرور العقود الكثيرة عليه، وهو في الوقت ذاته يؤكد ضرورة استمرار النضال لتجاوز مطبات الإحباط والمحبطين وتشوش الرؤية التي أوجدها ويحاول تكريسها العدو الطبقي، والتي ضللت العديد العديد فتوهموا موت الأيديولوجيا وانتهاء عصر الشعوب.

● ولهذا فإن الاحتفاء بالمناسبة الغالية يستوجب دعوة جميع الشيوعيين السوريين داخل التنظيمات وخارجها لاستعادة دورهم ومكانهم الطبيعي بين جماهير الشعب مناضلين صادقين قولاً وعملاً. ولكي تكون الذكرى الثمانون لتأسيس الحزب محطة فاعلة ووقفة جادة لرصد المسيرة بكل ما شهدته من نجاحات وإخفاقات، ومن إيجابيات وسلبيات، بعيداً عن جلد الذات أو الاستهانة بما بذل من جهد وعرق ودم، من نضالات وتضحيات على مدى تلك الفترة المديدة، والتي صنعت للحزب سمعته كحزب للجماهير الكادحة... هذه السمعة التي يجب أن تستعاد بعودة الحزب إلى الجماهير مدافعاً عن حقوقها وكرامتها، وعندها سيكون احتفال جميع الشيوعيين السوريين بتأسيس حزبهم احتفالاً واحداً....

فماذا تقول يا صاحبي؟!!

 

■ محمد علي طه

معلومات إضافية

العدد رقم:
229
آخر تعديل على الجمعة, 02 كانون1/ديسمبر 2016 13:03