لماذا لا يكون لماذا لا تكون؟ (*)

 أبي:

لماذا لا يكون والدي ذلك الأعمى الذي أمسكه بيدي، وأقوده؟
لماذا لا يكون ذلك العاطل الفقير الذي لا عمل له؟
لماذا لا يكون ذلك المتشرد الذي لا مأوى له؟
لماذا لا يكون ذلك الذي لا يجد طعاماً لأولاده؟
لماذا لا يكون ذلك الأب الذي يجد أبناءه حفاة عراة جياعا؟
لماذا لا يكون ذلك الجندي الذي قطعت رجلاه في الحرب؟
لماذا لا يكون ذلك الجاهل الأمي الذي لا يكتب ولا يقرأ؟

 وأمي :
لماذا لا تكون تلك المتسولة التي تقف في زاوية الطريق وتستعطي؟
لماذا لا تكون تلك المرأة العجوز التي تضمني إلى صدرها وأنا مريض لا أجد مستشفى؟
لماذا لا تكون تلك الخادمة التي تنظف بيوت الأغنياء؟
لماذا لا تكون تلك المتشردة التي لا تجد لها بيتاً تأوي إليه؟
لماذا لا تكون تلك الأم التي لا تجد في ثديها حليباً ترضعني به؟
لماذا لا تكون تلك الأرملة التي تريد أن تضع أولادها في دار الأيتام ولا دار؟
لماذا لا تكون تلك الأم التي لا تجد لها ولأولادها لباساً وطعاماً؟

والسؤال:
إذا كان من الممكن أن يكون أبي أحد ماذكرت.
وإذا كان من الممكن أن تكون أمي إحدى ما ذكرت.

فلماذا
لا أعطف على كل أب وأعمى وجائع؟

ولماذا
لا أحمي كل أم متسولة وخادمة محرومة وأيتام مشردين؟

ولماذا
لا أقيم لكل عاجز وعاجزة دار عجزة؟
وإذا نجا أبي وأمي من المأساة فلماذا لا نعين كل من سحقتهم المجتمعات الظالمة؟
أليس كل أب مثل أبي؟
أليس كل أم مثل أمي؟
لماذا لا يتمتع البشر جميعاً بالمستوى الإنساني الذي يتمتع به بعض البشر؟
ولماذا إذا جاءت الأقدار على المعوقين فلماذا لا نعينهم على الأقدار؟
العمل والطعام والكساء والدواء والمستشفى ودور العجزة والتعليم حق لكل إنسان في كل أرض، ومن أنكره كان عدواً للإنسانية جمعاء.         

(*): تكملة لمقالي السابق: «لماذا لا أكون؟» في كتابي «من وحي الصين» ص17.
* عبد المعين الملوحي
«شيوعي مزمن»

معلومات إضافية

العدد رقم:
165