ماذا تقول يا صاحبي؟ «الرأي الآخر»

■  تذكرت ماقاله أحدهم قبل فترة متسائلاً: وهل المشكلة الأساسية في سورية مع أمريكا؟! وها نحن بعد زمن قصير جداً من ذلك السؤال الملتَبَس.. أمام شراسة العداء الأمريكي الساعي إلى إقرار قانون محاسبة سورية ويقف بكل وقاحة «صريحة» داعماً العدوان الصهيوني على بلدنا وعلى مجموع الشعب الفلسطيني.. ويخطط فعلاً لاجتياح وطننا... تذكرت ذلك وربطته مع ماقاله آخر يزمع فبركة حزب سياسي وهو في حومة الغرب الأمريكي ويعلن هوية هذا الحزب وبتساؤل وقح «ولماذا نعادي الجوار»؟!.. يقصد إسرائيل  العدو الصهيوني العنصري المحتل الغاصب.

● وماذا كانت حصيلة هذا الربط؟!

■  حصيلته موضوع هام تجدر مناقشته بكل جدية ومبدئية ومسؤولية...

● وما هو هذا الموضوع الهام؟!

■  الموضوع هو مفهوم الرأي والرأي الآخر.. فبعضهم يريد أن يطلق مفهوم الرأي الآخر على كل «رأي آخر» مطلقاً.

● وما الإشكال في ذلك؟!

■  بتصوري أن المقصود بالرأي الآخر ـ وكما أفهمه ـ هو أن تختلف في رؤيتك مع رأي آخر حول الوصول إلى هدف عريض يجمعكما.. وللتوضيح أكثر لنأخذ  ـ مثلاً على ذلك ـ  فريقاً رياضياً، فالفريق يضم مجموعة هي عناصره ولكل منهم طاقته وخبرته وتجربته وطموحه ومن ثم طريقته وأسلوبه لتحقيق الهدف المشترك للفريق المتكامل، ومع ذلك لابد له من أن يشترك مع الآخرين الذين يحمل كل منهم أيضاً طاقته وتجربته وطموحه وأسلوبه لأن لهم جميعاً هدفاً مشتركاً وبتعاونهم أي بإيجاد قواسم مشتركة بينهم يتمكنون فعلاً من تحقيق هدفهم وهو الفوز على من «ينافسهم».. وتصور لو أن أحدهم بحجة أن له طريقته في اللعب يسعى إلى إيصال الكرة إلى أقدام الخصم، أو أن يتوجه بلعبه عكس توجه فريقه « أي نحو مرمى فريقه» فماذا يقال عنه عندئذ.. أيقال «هذا حقه.. طريقته... رأيه؟!».

●أفهم من كلامك أنه لابد بداية أن يكون هناك هدف عام مشترك بين الآراء المختلفة المطروحة للوصول إلى الهدف؟!

■  نعم هذا ما قصدته.. فإن لم يكن هناك هدف عام عريض مشترك.. فلن يكون هناك ما يسمى الرأي الآخر.. وإنما الرأي المجابه وبكلمة أدق الرأي المعادي.. ولتبيان الأمر أكثر سأستمد من واقعنا الحي الشاهد الأسطع.. فشعبنا اليوم مجمع على ضرورة الدفاع عن الوطن في وجه أعدائه، وقد تتباين وجهات النظر في فهم واختيار الوسائل وتحديد الطرق المناسبة لتحقيق هذا الهدف المقدس.. وهذا شيء طبيعي ومشروع يتطلب الحوار للوصول إلى القواسم المشتركة. أما إن رأى أحدهم من فصيلة «عربة غورو» أن الدفاع عن الوطن هدف خاطئ.. فماذا نقول  عن رؤيته هذه.. هل هي رأي آخر يستدعي المناقشة أم ماذا..؟

فماذا تقول يا صاحبي؟!!

■  محمد علي طه

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.