ملوحيات.. إلى زملائي المتقاعدين

أحلت إلى التقاعد عام 1977 فانصرفت إلى أعمالي الأدبية من تحقيق تراث وتأليف ونظم وأدب ذاتي وترجمة.

في حياتي في الوظيفة والتي امتدت أربعين سنة أصدرت 30 كتاباً وفي حياتي وأنا متقاعد بلغ عدد مؤلفاتي التي  أصدرتها 60 كتاباً ومخطوطاتي 100 مائة مخطوط خلال ست وعشرين سنة بعد التقاعد.

إذن فقد كنت أسيراً في الوظيفة، وأصبحت حراً بعد الوظيفة، وكان إنتاجي الأدبي ضعيفاً في الوظيفة وأصبح مضاعفاً بعد الوظيفة. يخطئ من يسعى لبقائه في الوظيفة. 

أول عمل قمت به بعد التقاعد خلع أسناني، لقد رافقتني 60 سنة فملتني ومللتها فخلعتها. أريد أن تكون لي في حياتي الجديدة أسنان جديدة.و قد تذكرت أبيات (أسامة بن منقذ) حين خلع سنه وجعلها لغزاً من الألغاز:

وصاحب لا أمل الدهر صحبته

يسعى لنفعي ويسعى سعي مجتهد

لم ألقه مذ تصاحبنا فحين بدا

لناظريّ افترقنا فرقة الأبد

■  عبد المعين ملوحي

 

«شيوعي مزمن»