هل بدأت «هوليود» بالنزول من برجها العاجي؟؟ الأوسكار الـ (79).. «سكورسايزي» يطيح بآمال «إيستوود» مرة أخرى!
هل بدأت «هوليود» تتخوف من عزلتها عما يبدعه الآخرون؟؟ هل أحس موصدو أبوابها أن فنانيها المدللين جداً بدؤوا بالتراخي والشعور بالعظمة لدرجة أن معظمهم لم يعد قادراً على تقديم المزيد؟؟ هل أصبح ما تقدمه التجارب السينمائية الأخرى أقوى من أن يجري التغاضي عنه؟؟ هذه الأسئلة كلها بدأت تطرح بصوت عال بعدما (اضطرت) «هوليود» للاعتراف بمواهب الآخرين في مسابقة الأوسكار الأخيرة..
فقد تميز حفل توزيع جوائز الأوسكار في الدورة الحالية الـ79، بمشاركة دولية واسعة على مختلف الفئات التي كانت تحرص أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في السابق على أن يتنافس ضمنها أفلام أميركية وفنانون أميركيون فقط، فيما تخصص فئة أفضل فيلم أجنبي فقط للأفلام القادمة من دول أخرى.
الأوسكار هذا العام بدا مختلفا من حيث فتح الباب لممثلين وفنيين أجانب لينافسوا الأميركيين على جوائز الأكاديمية بمختلف الفئات، فقد شعرت الأكاديمية المنظمة للمهرجان أن استمرار المهرجان بصيغته السابقة غير ممكن، ما جعل من مهرجان العام الحالي حدثا عالميا بكل معنى الكلمة، حيث شارك فيه فنانون من مختلف القارات، وتابعه أكثر من مليار مشاهد حول العالم.
وفي نتائج المنافسة، فقد حصد فيلم «الراحلون» لمخرجه الأمريكي «مارتن سكورسايزي» أربع جوائز ذهبية، وحصل «سكورسايزي» على جائزة أحسن مخرج، وأحسن فيلم، إضافة إلى جائزتين أخريين. ويتناول الفيلم الفساد المستشري في صفوف الشرطة في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية.
ونال الممثل الأمريكي «فوريست ويتكر» جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم «آخر ملوك سكوتلندا» بعدما جسد شخصية ديكتاتور أوغندا السابق عيدي أمين.
وحصلت الممثلة البريطانية «هيلن ميرن» على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «الملكة» الذي تقمصت فيه دور الملكة إليزابيث الثانية.
أما جائزة جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي فقد ذهبت للفيلم الألماني «حياة الآخرين» (Das Leben der Anderen) للمخرج فلوريان هنكل.
ولعل أفضل مثال على المنافسة الأجنبية المجدية هو الفيلم المكسيكي «متاهة بان» (Pan Labyrinth) للمخرج «غيليرمو ديل تورو» فبالإضافة إلى منافسته ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي- فقد تنافس على خمس فئات أخرى هي: أفضل سيناريو وأفضل موسيقى تصويرية وأفضل تصوير سينمائي وأفضل ديكور وأفضل ماكياج. وقد حصل الفيلم على جائزتي أوسكار ذهبتا إلى آخر ترشيحين.
والفيلم الآخر هو بابل، وهو عمل فني أميركي الإنتاج عالمي القصة والأحداث، وتنافس مخرجه المكسيكي «أليخاندرو غونزاليس إينياريتو» مخرج الفيلم الشهير «21 غرام» على أوسكار فئة الإخراج مع البريطانيين «ستيفن فريارز» و«بول غرينغراس» والأميركيين «مارتن سكورسيزي» و«كلينت إيستوود».
كما أن ممثلتين من هذا الفيلم رشحتا لجائزة أفضل ممثلة في دور ثانوي هما المكسيكية «أدريانا بارازا» واليابانية «رينكو كيكوشي».
كما تنافست هاتان الممثلتان مع الأسترالية «كيت بلانشيت» المرشحة عن فيلم «ملاحظات بشأن فضيحة» (Notes on a Scandal) والأسترالية «أبيغيل بريسلين» عن «ملكة جمال سنشاين» (Little Miss Sunshine) والأميركية «جنيفر هدسون» عن «الفتيات الحالمات» (Dream Girls).
وكانت أغلبية المتنافسات على فئة أفضل ممثلة غير أميركيات مثل «جودي دينتش» و«كيت وينسليت» من بريطانيا و«بينيلوبي كروز» من إسبانيا والأميركية الوحيدة بينهم كانت «ميريل ستريب»!
كما تنافس على جائزة أفضل ممثل الكندي «رايان غوسلينغ» عن فيلم «نصف نيلسون» (Half Nelson) والإيرلندي «بيتر أوتول» عن فيلم «فينوس» (Venus) مع الأميركيين «ويل سميث» و«ليوناردو دي كابريو» و«فوريست ويتاكر».
يضاف إلى ذلك أن جميع الممثلين والفنيين العاملين في فيلم «خطابات من أيو جيما» (Letters from Iwo Gima) هم يابانيون. والفيلم الذي أخرجه «كلينت إيستوود» اعتبر أول فيلم في تاريخ هوليوود يسرد قصة معركة أميركية من وجهة نظر العدو. إذ يستعرض الفيلم تفاصيل معركة «أيو جيما» إبان الحرب العالمية الثانية من وجهة نظر الجيش الياباني.
وفي هذا السياق قالت مقدمة حفل الأوسكار الـ79 الممثلة الكوميدية الأميركية «إيلين ديجينيريس» إن الصالة تعج بالضيوف الأجانب الجالسين إلى جانب «القليل من الفنانين الأميركيين». وقالت إنها تفتخر بتقديم حفل من هذا النوع لأول مرة في تاريخ هوليوود.
يذكر أنه في دورة سابقة، كانت المنافسة قد انحصرت على جائزة أفضل فيلم بين «الطيار» لـ«سكورسايزي» و«طفلة المليون دولار» لـ«إيستوود» ورجحت لجنة التحكيم كفة الأول، وها هو التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى هذا العام!!