أعلن عن مسابقة شعرية هي الأولى من نوعها في سورية سامي أحمد: فلنؤسّسْ بالشعر الجديد حياة جديدة
في ظل الهجمة المركزة التي تشنها بعض المؤسسات الثقافية، متسلحة بشعراء كلاسيكيين، ضد الأصوات الشعرية الجديدة، يحاول سامي أحمد، المدير المسؤول عن «دار التكوين»، رفع لواء لمصلحة تلك الأصوات التي إلى الآن ما زالت مجهولة للقراء، بسبب سيطرة ثقافة معينة على الساحة الإبداعية، انطلاقاً من هذا أعلنت «دار التكوين» عن تنظيم مسابقة شعرية تخص الأصوات الشعرية الجديدة، وقد حددت آخر موعد لتسليم المجموعة في 31/3/2009، ولكي نعرف المزيد عن هذه المسابقة وأهدافها كانت لنا هذه الوقفة القصيرة مع الشاعر والناشر سامي أحمد.
• كيف نشأت فكرت المسابقة؟
تعود الفكرة إلى مطلع العام 1999، كنت حينها أطبع ديواني الأول في إحدى المطابع، وعندما ذهبت لاستلام بعض النسخ قال لي صاحب المطبعة لا أستطيع تسليمك أية نسخة من الكتاب قبل أن تُسدد كامل المبلغ، فبقيت النسخ عنده إلى العام التالي. عندها تساءلت: لماذا لا توجد دور نشر تتبنى المجموعات الجديدة على نفقتها. ولاحقاً عندما أسست «دار التكوين» في عام 2001، بدأت بمشروع سلسلة الشعر الجديد، ونشرت فيها لشعراء معروفين وغير معروفين، وكان السؤال الذي يُطرح عليَّ دائماً: «لماذا لا تنشر المجموعات الشعرية على نفقتك؟»، ومع تكرار السؤال، عدت إلى الفكرة القديمة التي كنت أؤجلها، كل عام، لأعلن عن هذه المسابقة في مطلع هذا العام.
• ذكرت في إعلانك عن المسابقة أن هناك حرباً تُشن ضد الأصوات الجديدة.. ما هي تجليات هذه الحرب؟
غاية المسابقة دعم الأصوات الجديدة التي تُحارب قبل أن تُغرد، بدءاً من الناشر والمكتبات وانتهاءً بالشعراء العابثين، سواء في الشعر العمودي أوالتفعيلي. وكذلك من رقابة المؤسسات الثقافية. إنّ طباعة أي ديوان شعري جديد تكون على نفقة الشاعر، وحين يتكفّل الناشر بتوزيعه على المكتبات سيجد أنّ أصحاب المكتبات لا يقبلون عرض أي ديوان شعر جديد، على الواجهة، لأن الشعر عندهم بضاعة كاسدة.
• لماذا حددت الدار فائزاً واحداً لا أكثر، مع أنه من المتوقّع أن يتقدم عدد كثير من أصحاب الأصوات الجديدة؟
لأن اكتشاف شاعر واحد جديد كل عام يجعل للجائزة تنافساً أكبر، ويصبح التركيز عليه أكثر. أتمنى أن تنتقل عدوى الجائزة إلى كل دور النشر في العالم العربي، عندها سيظهر كل عام أكثر من خمسمائة مبدع.
• لماذا لم تخصص الدار جائزة مالية بالإضافة للجائزة التي خصصتها؟
لأن الدار ليست مؤسسة مالية، وإمكانياتها المادية محدودة، ونحن لا نريد من الجائزة سوى دعم أصوات شعرية جديدة تُساهم في هدم البُنى التحتية البالية. فلنؤسس بالشعر الجديد حياة جديدة.
• هل تُراهن على نجاح المسابقة؟ وهل ستستمر؟ أم أنها ستتوقف مع الزمن؟
أتمنى أن تستمر هذه المسابقة، ولكن لن أراهن على ذلك، فالأمر مرهون بالأصوات المبدعة وإمكانيات الدار.