ربما! إلى الزميلة «محليات» مع الحب
حدث، ونحن نقرأ إحدى الصحف، أن نمر بمقالة تتناول إحدى مؤسسات الدولة بالنقد، ويحدث أن نكمل عبورنا كالمعتاد على اعتبار أنها مادة صحفية مثل سواها،
وما فيها من مآخذ هو أقل ما يمكن أن يذكر عن هذه الجهة في هذا الموضوع، لكن للمسألة وجهاً أخر لا نعرفه، فتلك الأشياء الصغيرة التي تبدو بلا قيمة لنا كفيلة بإثارة عاصفة في تلك المؤسسة التي تقضي يوم عملها المشؤوم في استنفار كبير للرد على هذا الافتراء، وعموما تتفق جميع الجهات الرسمية، وغير الرسمية أيضاً، على النظر إلى كل شيء ضدها على أنه افتراء وتلفيق حتى لو كان مدعوماً بالوثائق، وهذا ما توعز به لمكاتبها الصحفية كي يكون مفتاح الرد وقفله، متناسية أن للصحفي حقا أخر هو حق التعقيب على الرد، وعلى الأغلب تأتي التعقيبات بمثابة ضربات أخرى، خصوصاً لدى البارعين من الصحفيين، أولئك الذين ينصبون في المقال فخاً لا ندرك قيمته إلا حين يتضمن التعقيب ضربات أخرى أقوى من الأولى الصفحات المحلية التي لا يوليها المثقفون كثيرا من الاهتمام هي ما تجسد معنى الصحافة الحقيقية، وتنهض بأعبائها، ويبقى للمطبوعات شرف البقاء أكثر من شقيقاتها من صفحات سياسية لا يقرؤها أحد، أو ثقافية تسير من سيئ إلى أسوأ.
هذه مجرد تحية لتلك الكتابة التي تمنحنا ذريعة لنوجد إلى جوارها، ومع ذلك نقابلها بالكثير من الجحود، مع أننا نتمنى على أصحابها الاستمرار في رفع السقوف الواطئة، وتوسيع الهوامش الضيقة.. فلولاها ما كان للصحافة من معنى في عصر التلفزة.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.