«حجرتان وصالة» لإبراهيم أصلان قصص متشابكة منفصلة متصلة

يصنّف القاص والروائي المصري إبراهيم أصلان كتابه «حجرتان وصالة» الصادر عن دار «الشروق» في القاهرة باعتباره «متتالية منزلية»، فبدا وكأنه يخوض غمار جنس أدبي جديد ما بين القصة والرواية.

في «حجرتان وصالة» يأخذنا صاحب «عصافير النيل» بأسلوبه الفريد إلى عالم من المواقف اليومية التي تبدو عادية وقابلة للحدوث في أي بيت ولأية أسرة، لكن أصلان بلغته الدفاقة وسخريته يضفي عليها نوعاً من السحر، ويفجر من المعاني والدلالات ما يجعل هذه الحكايات تعيش في ذاكرة القارئ. تضم «حجرتان وصالة» 28 حكاية عن زوجين، أودع فيها أصلان خبرة نادرة في تخليق نوع من القصص لا تكاد تبدأ قراءته حتى تكتشف في الكاتب والكتابة والحياة اليومية درجات من الدهشة ربما لم تلتفت إليها أبداً. 

تقول الناقدة عزة حسين: «في هذا الكتاب كتابة مورست عليها كل أشكال التقشف، بدءا من اللغة الوظيفية مقصوصة الزوائد، مدببة الأصوات، والمكان المسور بـ«حجرتان وصالة»، ونافذة في الغرفة الداخلية تطل على الرصيف ومنه إلى العالم، وحتى الشخصيات التي لا يتكرر فيها سوى البطل وزوجته وشبح ولديهما المتزوجين، إضافة إلى ما يستدعيه الراوي عبر حياة بطله من شخوص، هؤلاء الشخوص يتوهج كل منهم في الحكاية التي تخصه ثم ينطفئ، إلى أن يعيد أصلان استدعاء كل شخصيات قصصه الجديدة في القصة قبل الأخيرة «آخر الليل» ليسلموا على الجمهور قبل أن تنزل ستائر الكتاب.

أما الزمن الذي تنامى بخفوت عبر هذه القصص فأعتقد أنه إلى جانب الشعور بالمسؤولية الفنية هو السبب في تصنيف الكاتب لعمله الجديد بالمتتالية وهي: شكل روائي جديد، يتألف من قصص متشابكة منفصلة متصلة لها الراوي المشترك نفسه مع اختلاف الأحداث وبعض الأشخاص وإن كان ما يجمعهم مكاناً واحداً».

«حجرتان وصالة» هو الكتاب التاسع في مشوار أصلان الذي بدأ بصدور مجموعته القصصية «بحيرة المساء» عام 1971 ثم رواية «مالك الحزين»، ومجموعة قصص «يوسف والرداء»، ورواية «وردية ليل»، ورواية «عصافير النيل»، ثم مجموعة قصص «حكايات من فضل الله عثمان»، وتلتها نصوص سردية في كتابين هما «خلوة الغلبان»، و«شيء من هذا القبيل».