ربما ..! من «قاموس الأصدقاء ـ الطبعة الأولى»

ألمى عنتابلي:

دخلت ألمى إلى نفسها وأغلقت الباب. من يومها والجميع في الانتظار. كانت الفتاة الصغيرة متروكةً مع ألعابها في الغرفة، مع الوقت تحولت الألعاب إلى أشخاص وألمى صارت لعبة..

أيهم وحش:

لأن ألبرتو مانغويل لم يلتقِكَ، يا بن العم، ليدرج قصتك في كتاب «تاريخ القراءة» ستظل تغويني بكتابتها كملحق لذلك الكتاب العظيم، تحت عنوان «قارئ الكتاب الواحد».

القارئ الفذ ورصيده رواية واحدة، شاءت المصادفة أنها تتحدّث عن روايات كثيرة، فتبنى الرواية بما فيها من روايات، واشتد تعلقه بها حين جمعته بالمؤلف ووقّع له نسخته بإهداء بات يستخدمه مع الجميع، فلا يتعرّف شخصاً إلا ويقول له وهو يصافحه: «جسر إضافي للصداقة».

كم تشبه ماريو خمينث في رواية «ساعي بريد نيرودا» أيها النادل الذي يضيّف الزبائن عناوين كتب، يحدثهم عنها ويؤلف في متونها أكثر مما تتضمنه. 

بسام رجا:

الدليل السياحي الذي وجد نفسه سائحاً في الدنيا بلا دليل سياحي.. 

طارق العربي:

«الولد الفلسطيني» الذي يعمل في السوق ويكتب الشعر بغزارة، سوف يأتي اليوم الذي نقص فيه صورته من إحدى الصحف مع الخضريين والعتالين، وقد كُتِب تحتها: الثالث من اليمين إلى اليسار هو الشاعر، أو الثالث من اليسار إلى اليمين هو الشاعر.. لكننا لن نقبل منه لو كان ميتاً، ولا من الصحيفة حتى لو كنا من متابعيها، ألاّ تُذكر أسماء هؤلاء الذين إلى جواره وهم من جعلوه شاعراً!! 

قيس مصطفى:

اسكت، لا تتفوّه بحرف، كفاك منطقةً لكل شيء وأنت نفسك بلا منطق. ألم يراهن أبو حيّان، مصلح مصلح، من قبل أمامنا جميعاً أنك لم ترضع ثدي أمك بل رضاعة المنطق؟ هكذا تبدو، وهذه مصيبتك. اسكتْ.. أنت سيارة تسير بالكحول ـ لا تقنعني بغير ذلك ـ وعند كل كيلو متر تسجل حادث سير جديداً.. لكنّ الكحول ستذهب إلى منبتها الجيني، إلى إرث العائلة المفرطة في الحب والشراب، ثم إن العائلة، مع أن الكل يقولون بذلك، ليست مفرطة بشيء سوى بالتهور في كل شيء.. إذاً اسكت ولا تتفوّه بشيء. 

محمد الرملي:

دائماً كان لديك مال، منذ أيام المدرسة وإلى الأبد، لذا فأنا أكرهك حتى تفهم ما الذي يعنيه «الصراع الطبقي»؟!! 

مصلح مصلح:

يومك مكيدة لا تعرف مدبّرها. تتسلاك الكآبة ويروّح عن نفسه بك الألم، كأنك طائر أعمى في حيّزٍ مملوء بالسّكاكين. كلّ خفقة جناح مشروع جرح جديد، وكلّ محاولة طيران ضربٌ متهوّر من الانتحار! يا مصلح.. مأساتك حاجتك إلى نفسك تقلّ، باطراد، مع استغنائك عما يخصّكَ لتُفرح الآخرين وهم يمرون عليك كعجلات قطارٍ.. 

وليد جلبوخ:

ثمة رجال نلتقيهم مرة واحدة ونبقى نحملهم طوال العمر، لأن هذه المرة تتكفّل، لأننا نعرف أنها المرة الوحيدة، بأن يحدث بيننا كل شيء، فيذهب كل واحد لقول حياته دفعة واحدة، في جلسة واحدة، ولمرة واحدةٍ.

هذا ما حدث يا وليد. كنّا عائدين من سفر وكنت تعد لسفرٍ. التقيناكَ فعرفنا فيك ما نحب وما نتمنى. وأجمل ما عرفناه قصة اختراعك بلداً كاملاً، بدءاً من اسمه ومكانه، وحتى لغته وعدد سكّانه. نعم هي قصة «كشكبان» البلد الذي يعيش خارج هراء هذه الألفية محتفظاً لنفسه بقوة العصور العظيمة. من يومها خلعنا جنسياتنا وصرنا «كشكبانيين»، من تلك الجزيرة التي تُغيّر أنت، على مزاجك، مكانها كل مرة في البحار السبعة. وصرنا نؤمن بالطقوس الكشكبانية، اجتماعية ودينية، وتتلهف قلوبنا للمرأة الكشكبانية التي لا يمكن أن يتزوجها الرجل إلا كما في الأساطير.

وليد في الحياة الشقية التي عشتها في سورية، وفي الحياة الأشقى التي عشتها في نيويورك، كان لا بد من مكان آخر، مكان للناس الجميلين فقط. لذا لن نلتقي يا صديقي، لن نلتقي إلا في كشكبان الحرة كاملة السيادة. 

■ رائد وحش

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.