بيان من المجلس المركزي للإرادة الشعبية حول العدوان «الإسرائيلي» على إيران
بدأت «إسرائيل»، وبتواطؤ معلن من الأمريكي، يوم الجمعة 13/6/2025، عدواناً واسع النطاق وغير مسبوق على إيران، وذلك بالرغم من المفاوضات التي كانت جارية حول الملف النووي الإيراني. وقد أدانت دول عديدة حول العالم وفي منطقتنا هذا العدوان، وعلى رأسها الإدانات الواضحة والمحقة التي أصدرتها السعودية وتركيا ومصر إلى جانب إدانات من كل الدول العربية.
إنّ قراءة أبعاد هذا العدوان وأهدافه وتأثيراته على بلدنا، تتطلب وضعه في سياقه الكامل الإقليمي والدولي:
أولاً: ما يزال الاتجاه العام للتوازن الدولي الجديد، ثابتاً ومتصاعداً، وهو التراجع الأمريكي/الغربي الشامل، مقابل صعود متواصل للصين وروسيا وقوى إقليمية متعددة حول العالم، بينها الهند والسعودية وتركيا والبرازيل وغيرها. والمؤشر الأكثر أهمية في هذا الاتجاه هو المؤشر الاقتصادي (بما في ذلك الحرب التجارية الفاشلة التي شنها ترامب)، إضافة إلى المؤشرات السياسية والعسكرية في مناطق مختلفة من العالم، بما فيها أوكرانيا.
ثانياً: تعبر الأزمات العميقة في الرأسمالية عن نفسها بطريقتين متزامنتين؛ الأولى: ازدياد الانقسامات الداخلية ضمن النخب الرأسمالية، (وهو ما بدأ بالتعبير عن نفسه بأشكال مختلفة بينها الاضطرابات المتصاعدة داخل أمريكا وداخل الكيان نفسه)، والثانية: ارتفاع مستوى العدوانية باعتبار الحروب هي رئة حديدية تتنفس منها الرأسمالية.
ثالثاً: في ظل توازن الرعب النووي، يلجأ المركز الأمريكي لإشعال حروب صغيرة ومتوسطة، على أمل أن تنتج بمجموعها نتائج الحرب الشاملة غير الممكنة. ميزة هذه الحروب أنها ممتدة زمنياً، بحيث تبدأ ولا يُعرف متى تنتهي، لأنها لم تستطع حل أزمة التراجع، بل وعمقتها وبات التراجع عنها إيذاناً بانتهاء العالم القديم وولادة العالم الجديد.
رابعاً: ينطبق هذا الأمر على الكيان الصهيوني الذي دخل منذ عامين في مرحلة من الحروب المتواصلة التي لا نهاية لها، ولم يعد قادراً على تحقيق أهدافه من أي حرب يفتحها، وبالتالي لم يعد قادراً على إغلاق أي منها.
خامساً: تحاول واشنطن، ومعها «إسرائيل»، عكس اتجاه التطور التاريخي عبر محاولة إعادة تشكيل منطقتنا، باعتبارها نقطة ارتكاز للمشاريع الأساسية للقوى القارية والإقليمية الصاعدة، وعلى رأسها السعودية، وتركيا، ومصر، وإيران نفسها.
سادساً: الهدف «الإسرائيلي» الأمريكي، هو في الجوهر منع شرق أوسط جديد بدأ بالفعل بالتشكل عبر جملة من التسويات بين تركيا وإيران والدول العربية الأساسية، وباتجاه توازن إقليمي جديد يجري ضمنه تحجيم وزن «إسرائيل» ووزن الغرب ككل.
سابعاً: رغم كل البلطجة «الإسرائيلية» إلا أنها محكومة بالتراجع والهزيمة، وصولاً لرفع الحيف عن غزة وعن الشعب الفلسطيني، وإلى إقامة الدولة الفلسطينية، وهو أمر بات أقرب من أي وقت مضى.
أخيراً: الكيان الصهيوني معاد عضوياً وبنيوياً ووظيفياً لسورية وللشعب السوري، وهذا الأمر غير قابل للتغيير، أياً تكن السياسات التي ستتبعها سورية، فالهدف كان وما يزال إنهاء سورية كوحدة جغرافية سياسية، وهو هدف لن يسمح الشعب السوري بتحقيقه أياً تكن التكاليف.
دمشق
14 حزيران 2025
تحميل المرفقات :
- البيان pdf (8 التنزيلات)