الحرم الجامعي.. والبعد الاستغلالي
ها هي بوادر الاحتكار والاستغلال التي بشرنا بها رموز من القوى الطامحة نحو الانفتاح والليبرالية وتوسيع دور القطاع الخاص، تتبلور وتتجسّد بداياتها في جامعاتنا من مقاصفها إلى أكشاكها (مكتباتها)..
ها هي بوادر الاحتكار والاستغلال التي بشرنا بها رموز من القوى الطامحة نحو الانفتاح والليبرالية وتوسيع دور القطاع الخاص، تتبلور وتتجسّد بداياتها في جامعاتنا من مقاصفها إلى أكشاكها (مكتباتها)..
أكثر ما ميز الجلسة الثانية للمؤتمر الحادي عشر للشيوعيين السوريين، هو ذلك الاستثمار المميز لعامل الوقت، والتكثيف الشديد في قراءة التقارير وتقديم مداخلات المنظمات المنطقية والمداخلات الفردية، والالتزام الكبير بجدول الأعمال المقرر وعدم التطرق إلى مواضيع متفرعة عنه إلا مرة واحدة، وحتى ذلك تم بتصويت المؤتمرين بعد تحديد أسماء المداخلين والمدة الزمنية المتاحة لكل منهم، ولعل ذلك يعد ظاهرة ربما تكون غير مسبوقة في تاريخ اجتماعات ومؤتمرات الشيوعيين السوريين، خصوصاً في العقود الثلاثة الأخيرة..
والأهم أن مجمل المداخلات والنقاشات المكثفة هذه، جاءت على درجة عالية من الإحساس بالمسؤولية وإدراك لخطورة المرحلة، وغلبت عليها الجدية والموضوعية والصراحة، وأظهرت درجة جيدة من فهم واستيعاب المهام التي حددتها مشاريع التقارير التي تم التصويت عليها وإقرارها بالإجماع لاحقاً..
جميع فعاليات الجلسة الثانية أكدت أن الشيوعيين السوريين الذين استعادوا الكثير من عافيتهم وبصيرتهم، يدركون أن أعباء ثقيلة تقع على كاهلهم، وطنياً وطبقياً وتنظيمياً، لكنها في الوقت نفسه بينت أنهم على استعداد كبير لتنفيذ جملة المهام الصعبة التي ألزموا أنفسهم بتحقيقها على جميع الصعد والمستويات..
أكد د.حيان أحمد سلمان في مقال نشرته صحيفة الثورة يوم الثلاثااء 20/11/2007 أن «تسعينات القرن الماضي كانت مجالا خصبا لانتشار الأفكار الليبرالية والليبرالية الجديدة، وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وظن البعض أن التاريخ توقف...»، ومن هؤلاء «فوكو ياما في كتابه نهاية التاريخ، وجوزيف ستيغلينز في طروحاته بأن الدولة رب عمل فاشل»
ضمن سلسلة ندوات الثلاثاء الاقتصادية ألقى د. رياض الأبرش محاضرة بعنوان «هوامش على متون السياسات الاقتصادية السورية» في 25/3/ 2008 بطريقة مغايرة لعادة الندوات.. إذ تنازل المحاضر عن كل ما قاله بعد عدة مداخلات أعقبت محاضرته، تميزت بالعمق الاقتصادي، والرؤية الموضوعية للواقع السوري، وخلّصت الحضور من النعاس الذي أصابهم في المحاضرة، وأصر أن الأفكار التي طرحها لا تعبر، بالضرورة عن رأيه، بل هي هوامش من هنا وهناك..
عقد اتحاد دمشق لنقابات العمال مؤتمره السنوي بتاريخ 18/3/2008 في قاعة المؤتمرات قي مقر الاتحاد العام لنقابات العمال..
وقد ألقيت في المؤتمر مداخلات عمالية على سوية عالية من النضج الطبقي والوطني، وبدا فيها إصرار العمال على التمسك بحقوقهم وبالقطاع العام، وممانعتهم ورفضهم للسياسات الحكومية المتبعة حالياً الساعية لتكريس الليبرالية الاقتصادية منهجاً وطريقاً قسرياً في الاقتصاد الوطني..
وفيما يلي مقتطفات من أهم المداخلات..
ما إن يعلن عن عقد اجتماع عربي ـ رسمي، وعلى أي مستوى، حتى تسارع الإدارة الأمريكية إلى إرسال أحد أركانها إلى المنطقة وبيده مذكرة جلب لمن سيحضر، ومن يقاطع، وعلى أي مستوى سيكون التمثيل، بما في ذلك جدول الأعمال، وسقف القرارات، وحجم التنازلات المفروضة من قمة لأخرى!
في تصريح لـ«قاسيون» ذكَّرَ النقابي ابراهيم اللوزة بما قاله النائب الاقتصادي عبد الله الدردري في محاضرته باللاذقية: «إن القطاع العام بالعناية المشددة» والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح حسب اللوزة، هو: «من أوصل القطاع العام إلى هذه الحالة، أليس هو وفريقه الاقتصادي بمخططاتهم الليبرالية؟».. لذلك إن أهم ما يواجه الوطن في القضية الاقتصادية - الاجتماعية اليوم، هو تكنيس هذا الفريق الاقتصادي الذي أوصل البلاد إلى الهاوية، وخاصة فيما يتعلق بالارتفاعات الأخيرة للأسعار أو المحاولات المستمرة لخصخصة بعض المؤسسات والشركات العامة.
عُقد اجتماع في قاعة الاجتماعات في مريديان دمشق بتاريخ 17/2/2008، دعت إليه إدارة مرفأ اللاذقية، حضرة نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري، ووزير النقل، وخبراء أجانب، وممثلون عن إدارة مرفأ اللاذقية، وممثلون عن إدارة مرفأ طرطوس، وممثلون عن إدارة مرفأ بيروت، وممثلٌ عن الاتحاد الأوربي، وممثلون عن الاتحاد العام لنقابات العمال. نوقش خلاله طرح محطة حاويات في مرفأ اللاذقية للاستثمار، بينما صرّح وزير النقل أن هذا الاجتماع هو مجرّد ورشة عمل فنية.
غذاء المواطن المادي، الذي بات شراعاً تمزقه أنواء الليبراليين الجدد، والتي تهب عليه من كل حدب وصوب، وغذاؤه الروحي والثقافي الذي أصبحت «تشخلعه» أغاني نانسي عجرم وهيفاء وهبي، وغيرهما عملاً بالمقولة الزائفة «الجمهور عاوز كده»، على طريقة أشقائنا المصريين الذين سبقونا بالمعاناة من الليبرالية، أو تكتم أنفاسه بعض القوى الظلامية بالتحريم.
دوامة البطالة التي تعصف بحياة ومعيشة مئات الآلاف من شباب وشابات الوطن، والتي زادت سياسات الطاقم الاقتصادي وليبراليته المتوحشة من تفاقمها، ماتزال تفعل فعلها في مجتمعنا، ومن كان حظه كبيراً، وخرج منها، تلقفته دوامة أخرى هي دوامة «الروتين»،