«الليبرالية الجديدة».. وشهد شاهد من أهلها...
أكد د.حيان أحمد سلمان في مقال نشرته صحيفة الثورة يوم الثلاثااء 20/11/2007 أن «تسعينات القرن الماضي كانت مجالا خصبا لانتشار الأفكار الليبرالية والليبرالية الجديدة، وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وظن البعض أن التاريخ توقف...»، ومن هؤلاء «فوكو ياما في كتابه نهاية التاريخ، وجوزيف ستيغلينز في طروحاته بأن الدولة رب عمل فاشل»
لكن كل ذلك ما لبث أن تغير بسرعة غير متوقعة، فـ«جوزيف ستيغلنز» عاد ليؤكد: «إني لست من السذاجة لأعتقد أن الأسواق تنظم نفسها بنفسها وأنها تحل محل الدولة».. وعاد ليشيد بدور الدولة مؤكداً أن تدخلها «في الكثير من المجالات ضروري جداً» و«إن النمو لا يأتي دائما بالفوائد والنتائج الموعودة. إن اقتصاد السوق لا يضمن النمو بشكل تلقائي، ولا يضمن العدالة الاجتماعية، ولا الكفاءة الاقتصادية، بل للوصول إلى هذه النتائج لا بد للحكومات من أن تلعب دورا مهماً، وإننا يجب أن نركز على أخلاقية النمو، لأن جوهره هو زيادة مستويات المعيشة، ليس للحاضرين فقط، بل للأجيال القادمة، وبأن نظرية آدم سميث (اليد الخفية)، لم تعد قادرة على تنظيم أمور الأسواق لأنها غير موجودة عملياً»..
وأنهى د. حيان مقاله بالتأكيد أن «هذه هي أهم أفكار أحد صقور الليبرالية الأمريكية والتي تتناقض مع ما قاله سابقا».. ثم سأل: «ألا يدفعنا هذا إلى التساؤل والتفكير والاقتناع بأن المخرج الوحيد من الأزمة هو التعددية الاقتصادية بين قطاع حكومي وقطاع خاص ومشترك، وبأنه بين اللون الأسود والأبيض توجد ألوان كثيرة، وبأن الاقتصاد الوطني يزدهر بازدهار قطاعاته ونشاطاته، وليس بآلية الملكية ونوعها؟.
ونحن نسأل بدورنا: بعد كل الخيبات التي طالت «الليبرالية الجديدة» وكبار منظريها، لماذا يصر الفريق الاقتصادي في بلدنا على التغني بها والجري واللهاث خلف أفكار لم تحمل لمنتهجيها ومجربيها إلا الخراب؟ ما الذي يتوارى خلف الأكمة؟؟؟