مدينة البوكمال تطالب بالإجراءات الصحية الاحترازية
سؤال ملح وصلنا على ألسنة الأهالي في مدينة البوكمال: وهو ماهي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ووزارة الصحة ومحافظة دير الزور، للوقاية من فيروس الكورونا في المدينة؟.
سؤال ملح وصلنا على ألسنة الأهالي في مدينة البوكمال: وهو ماهي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ووزارة الصحة ومحافظة دير الزور، للوقاية من فيروس الكورونا في المدينة؟.
من المخجل أن نتحدث عن نقص بالمعدات الأولية (كمامات– معقمات- كفوف طبية... إلخ) في مشفى حكومي مثل مشفى الجامعة في حلب، وهي معدات طبية أساسية يُفترض توفرها في الأوضاع الطبيعية، وقبل أن يؤول الوضع لما هو عليه، فكيف والوضع الصحي بهذه الحال؟!.
في سورية مدن مكتظة وملايين يتجمعون في مئات الكلوميترات المربعة حيث تتمركز فرص العمل وكسب الرزق، ولهؤلاء الملايين لا يوجد ما يكفي من إنفاق حكومي صحي يؤمن بنية تحتية صحية قادرة على استيعاب الحالات الصحية العادية وليس الطارئة، عدد أسرّة مشافي وكوادر طبية منخفض قياساً بالسكان، وانتشار وباء بسرعة مثل كورونا سيؤدي إلى فقدان المزيد والمزيد من السوريين بعد كل ما مرّ على هذه البلاد.
بين تطوير تكنولوجيا تخدم البشرية، وأخرى تجلب الوبال عليها، يكمن فارقٌ جوهري يصنعه في العمق النظام الاجتماعي- الاقتصادي المؤدي للقرار السياسي المتخذ للبدء بعملية التطوير. فأية عملية تطوير تقانيّة ستخضع لذات الشروط الموضوعية لتحقيقيها حتى تُتم هدفها بنجاح ، من توفير التمويل اللازم والكادر الفني المؤهل والمنشآت الملائمة وخلافه. لكنّ الهدف يختلف بين ذاك الذي ينشده نظام اجتماعي- اقتصادي ثوري، كما هي حالة مثالنا في هذا المقال: الإنترفيرون المصنّع في كوبا، وهو التخفيف من معاناة البشر وتحقيق رفاههم، وهو ما نشهده بشكل عملي اليوم في مقاومة فيروس كورونا المنتشر رغم الحصار الأمريكي المستمر على كوبا. والهدف الذي ينشده نظام رأسمالي ربحي كالموجود في الولايات المتحدة والساعي في مثالنا لتطوير بعوض يحمل فيروسات خطرة قد يستخدم كسلاح بيولوجي أو بأحسن أحواله قد يصبح خارج السيطرة ويهلك منّا نحن الأبرياء دزينات لا تدخل في حساب الشركات. الفارق بين النظامين واضح لمن يتبصّر.
هيلين يافه وكاي كوبفرشميدت
تعريب وإعداد: عروة درويش
أَخذ نقاش فيروس كورونا عدة أوجه، منها العلمي المتداخل مع السياسي، لناحية احتمالية كونه حرباً بيولوجية ضد الصين تحديداً، أو لناحية استغلال الفيروس لتشويه صورة الدولة الصينية، وخوض حرب إعلامية ودعائية وعنصرية كاستكمال للحرب الاقتصادية والسياسية ضد الصين، ولكن في مرحلة توسع الفايروس عالمياً، وبغض النظر عن مدى قدرة تأثيره الصحية وخطورته على شعوب العالم لناحية الإصابة واحتمالية الوفاة، في هذه المرحلة تظهر هشاشة النظام العالمي، وتحديداً في نقاط ضعفه، خصوصاً في دول الأطراف الأضعف سياسياً واقتصادياً، وتشهد أساساً أزمات بنيوية عميقة. وهذا يصح في أية حالة وبائية أخرى، حرباً بيولوجية كانت أم «طبيعية».
عشرات الآلاف من المواطنين عادوا واستقروا في مدينة البوكمال وقراها خلال الأشهر الماضية، وقد عادت بعض الخدمات الأساسية للمدينة خلال هذه الفترة تباعاً، بالرغم من البطء فيها وعدم استكمالها بما يتناسب مع التعداد السكاني والمتطلبات الحياتية اليومية في المدينة والريف.
يرى البروفسور لاري رومانوف أنه: «رغم عدم ثبوت دليل لهجوم بيولوجي حربي، لكن جائحةً فيروسية في مدينة ووهان، وبتوقيتٍ يسبق مباشرةً فترة موجات التنقل الكبيرة مع رأس السنة الصينية الجديدة، تملك احتمالاً عالياً للتسبب بتداعيات اجتماعية واقتصادية كبيرة. فعدد سكان ووهان 12 مليون، وهي عقدة مواصلات كبرى في مركز الصين، ولا سيّما لشبكة القطارات السريعة، مع أكثر من 60 خطاً جويّاً تتضمن رحلات مباشرة إلى معظم مدن العالم الرئيسة، فضلاً عن أكثر من 100 رحلة جوية داخلية إلى المدن الصينية الكبرى. وعندما نضيف هذا إلى الهبة المحمومة للسفر التي ترافق عادةً مهرجان الربيع، إذ يتنقل خلاله مئات الملايين من أفراد الشعب عبر البلاد ليجتمعوا بعائلاتهم، فإنّ العواقب المترتّبة على البلد بأكمله تكون كبيرة وشاملة».
لاري رومانوف
ترجمة وإعداد: د. أسامة دليقان
تحولت عيادات الكثير من الأطباء إلى شيء أشبه بمراكز جباية الضرائب من المواطن، وعلى عينك يا تاجر!
بقينا نسمع طوال السنين الماضية، بعد 2011 وقبلها بكثير، عن التشكّي من هجرة العقول التي تستنزف المجتمع بنسيجه واقتصاده، وعن نوايا الحكومات، متشابهة السلوك والبرامج، في الحد منه عبر محاربة أسبابه، وقد وضعت الكثير من الدراسات الإحصائية العلمية بهذا الصدد، وما زالت، مع تسليط الأضواء عليها إعلامياً، لكننا لم نرَ سوى المزيد من السياسات الإفقارية التي تدفع بجميع مكونات رأس المال البشري الوطني إلى الحلم بالسفر منذ بداية حبوهم.
أدى ما شهدته منطقة الزبداني من معارك وأعمال عسكرية على مدار 7 سنوات لخروج 5 مشافٍ خاصة باختصاصات مختلفة عن الخدمة، إما بسبب الدمار أو أعمال التخريب، إضافة إلى المستوصف الحكومي الذي دُمِّر بالكامل، وكان الناجي الوحيد مشفى الزبداني، والمعروف بمشفى الجرجانية التابع لوزارة الصحة، الذي لم يتوقف عن تقديم الخدمات كونه خارج مناطق احتدام القتال نسبياً آنذاك.