6,6 مليون لاجئ في أيلول 2021 85% منهم في دول الجوار
المصدر: الأمم المتحدة
المصدر: الأمم المتحدة
منذ بداية 2017 وحتى لقاء بوتين- بايدن يوم 16/6/2021، كانت صورة الصراع الدولي والإقليمي في سورية وعليها، تظهر في ثنائية: «أستانا» (روسيا، تركيا، إيران)، مقابل «المجموعة المصغرة» الغربية (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، مصر، الأردن، السعودية).
كان وما زال الدستور في مضمونه، وفي طريقة تنفيذه على أرض الواقع، أحد التعبيرات الأساسية عن مشهد القوى المسيطرة في الدولة وفي الفضاء السياسي السائد.
تُظهر أحداث الشهرين الماضيين «انعطافة» في طريقة تعامل الغرب مع الملف السوري، والغرب بالمعنى السياسي وإنْ كان بالقيادة الأمريكية، فإنه يشمل إلى جانب بريطانيا وفرنسا وآخرين، دولاً عربية مثل الأردن والإمارات وغيرهما.
كثيرة هي الأحداث والتحركات المتعلقة بسورية التي جرت خلال الشهرين الماضيين، والتي تستحق التفكر لوضعها ضمن سياقٍ أوسع وأكثر حقيقية مما يعلنه «الرسميّون».
أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسون، اليوم الثلاثاء، عن موعد انعقاد الاجتماع المقبل للجنة الدستورية السورية، في العاصمة السويسرية جنيف.
تشير المعلومات إلى أنّه قد تم التوافق على عقد الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية المصغرة، والتي ستتم خلال النصف الثاني من الشهر القادم، يأتي انعقاد هذه الجولة بعد ما يقارب تسعة أشهر من انقطاع اجتماعات اللجنة، وقد جرى ماءٌ كثير خلال هذه الأشهر؛ سواء على المستويات المحلية أو الإقليمية أو الدولية.
اللحظة السياسية السورية الراهنة حبلى بالمفاجآت، كما تؤكد معظم المؤشرات، من تصريحات مختلفة ولقاءات وحراك سياسي ودبلوماسي، منذ لقاء بوتين– بايدن. وما يعزز هذه القناعة هو أن كل عناصر الواقع القائم، الدولية منها، والإقليمية والمحلية، باتت منهكة، ومثقلة بأحمال لم تعد تقوى على حملها... بعبارة أدق فإنّ سورية أمام واقع جديد بغض النظر عن الشكل الذي سيكون عليه.
تحافظ السياسة الأمريكية على مجموعة من الاتجاهات العامة العابرة للإدارات المختلفة. وهي سياسة لها جانبها الإستراتيجي المتعلق مباشرة بطبيعة الفهم والتحديد الأمريكي للـ «الأمن القومي الأمريكي»... ومن بين هذه السياسات الثابتة، الموقف المعادي لصيغة أستانا، ليس ببعدها السوري فحسب، بل وأهم من ذلك بما لا يقاس: ببعدها الإقليمي وإطلالتها الدولية...
يعيش العالم بأسره، كما بات واضحاً وملموساً، عملية انتقال كبرى من منظومة القطب الواحد الأمريكية، نحو عالم جديد لا يمكن اختصاره بمقولة تعدد الأقطاب، وإنْ كانت هذه الأخيرة نفسها مرحلة ضمن الانتقال الشامل نفسه.