أكره الألوان الفاقعة!! عندما تتحرر لغة الطفولة من قيودها
«رسالتنا لن تصل بالبريد، إنما الهواء هو ساعي البريد. رأى أشياء وأشياء،؛ منها فرحة ومنها محزنة. رأى الأمل لكنه تخيله موضوعاً في كؤوس مرمية على الطرقات وهو يطير فوق يافا وحيفا وأريحا»
«رسالتنا لن تصل بالبريد، إنما الهواء هو ساعي البريد. رأى أشياء وأشياء،؛ منها فرحة ومنها محزنة. رأى الأمل لكنه تخيله موضوعاً في كؤوس مرمية على الطرقات وهو يطير فوق يافا وحيفا وأريحا»
تتطلب مكافحة ظاهرة سلبية معينة، جهوداً مكثفة تعمل على الإحاطة الكاملة بطبيعة هذه الظاهرة والأسباب التاريخية المؤدية إلى حدوثها، ومن ثم العمل على خلق بدائل إيجابية تمنع ظهورها وتكرارها على المدى البعيد. ولعل العنف المجتمعي عموماً، والعنف ضد الأطفال على وجه الخصوص، هو من أخطر الظواهر التي ماتزال ناتئة في المجتمع السوري، وتحتاج إلى استراتيجية متكاملة لمحاصرتها، والتخلص منها..
تطالعنا بين الفينة والأخرى بعض الجهات بعبارات رنانة، ودلالات فنانة، وأسلوب دعائي فارغ، لا يسمن ولا يغني من جوع، القصد منه رفع العتب لا غير، وكأن المسؤول الكريم يقول: أنا موجود!، أنا أعمل! والحقيقة أنه يعمل، لكن لمصالحه فحسب، ولخزائنه فحسب.
لطالما توزّع الأطفال أدوار اللعب - في حمى تقمص حياة الكبار وسلوكهم – وكانت لعبة «بيت بيوت» من أكثر ألعابهم تكراراً وتفضيلاً: كلُ طفلٍ ياخذ لنفسه مساحةً محددة، يصنع لها أثاثاً مما تيسر من ألعابه ووسائده وأغطية سريره، ويتكفل الخيال بملء ما تبقى من المساحة الفارغة. يعلن الطفل: «هنا المطبخ» ، ثم ينشغل بتحضير الشاي في أقداح وهمية، يقلد صوت الماء المتدفق من الصنبور، ويجبرك على تناول كأس على عجل، هنا الصالون، هنا غرفة النوم وهكذا ..
حاول الشباب السوري- على اختلاف اتجاهه السياسي- منذ سنتين وإلى الآن توظيف كل ما وقع تحت يده من تراث ثقافي مسموع ومرئي ومكتوب لإيصال رسائل سياسية وتوجيه الرأي العام بهدف تبني أفكار وقيم جديدة، ولذلك مبرر واضحٌ: إذ أنه يكون من السهل أحيانا الاستفادة من مثيرات تمتلك دلالات ثقافية واضحة وراسخة في اللاشعور الجمعي بدلا من خلق مثيرات جديدة تماما. ولهذا ضجّت صفحات التواصل الاجتماعي باستعارات وأقوال من مسرحيات وأعمال زياد الرحباني أومحمود درويش. أواستخدمت ألحانا مألوفة في التراث الشعبي بعد أن استبدلت كلماتها بأخرى جديدة تتحدث عن وقائع مستمدة مما يحصل اليوم. في السياق ذاته جاء توظيف قصص الأطفال التي ابتعدت هذه المرة عن مجرد الاكتفاء بإيصال رسائل تعليمية وأخلاقية من نوع «أهمية إطاعة كلام الوالدين» أو«مخاطر الكذب «لتحمل دلالات وقيما سياسية أعمق تحكى على لسان حيوانات الغابة وأبطال الحكايات..
تعود مشكلة ارتفاع أجور السكن إلى الواجهة من جديد. فعلى الرغم مما يتعرض له المواطن السوري من مصائب وأزمات على أيدي المستغلين وتجار الأزمات، وبعد أزمة المازوت والبنزين والخبز والارتفاع الجنوني لأسعار المواد الاستهلاكية، جاءت أزمة ارتفاع إيجار العقارات السكنية في المناطق الآمنة لتزيد من هموم السوريين ومعاناتهم ولتصب الزيت على النار في هذه الظروف الكارثية التي تمر بها البلاد.
في عام 1990 أعلنتْ أمّي حالة طوارئٍ منزليّة قصوى، واستنفارٍ عائليٍّ عامٍّ، من أجل حماية بيتنا السّعيد جدّاً من أيِّ خطرٍ يُحتمل وصوله إلينا ممّا سُمّي آنذاك بـ«حرب الخليج»!!
طفولة تحتج بشكل معلن وغير مسبوق على تغييب برامج الكرتون، وتحويل العالم الطفولي إلى نشرات للأخبار.. فهل كان لزاماً عليهم أن يحملوا تناقضات وحيرة كبارهم؟
قرار الأطفال جاء سريعاً عبر هتافات متناقضة..
إنها ليست عبارة تسول لطفل مشرد.. إنها صرخة جوعٍ.. صرخة البحث عن الحياة والبقاء، يطلقها أطفال دير الزور المحاصرين والجياع، صرخة يطلقونها وراء البعض ممن يحصل على ربطة خبزٍ بعد ساعاتٍ طويلة من الانتظار والوقوف أمام الفرن، والتي لا تقل عن 12 ساعة..!!
تتطلب كتابة القصص الإخبارية أخذ آراء ووجهات نظر متوازنة، لبناء قصة صحفية تقارب الحقيقة. ومن هذا المنطلق، لا بد من تنبيه القارئ بأن ما سيقرأه هنا، لا يخضع للمعايير الصحفية المتعبة. فالحكاية التي يوشك على سماعها، تكتفي فقط بوجهة نظرٍ واحدة. هي حكاية أحد المستشفيات الحكومية كما يرويها طفلٌ في الحادية عشر من عمره.