تراجع كبير في إنتاج الطاقة خلال نصف عام!

تراجع كبير في إنتاج الطاقة خلال نصف عام!

صدر تقرير عن المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء في الشهر الحالي، بالإَضافة إلى تصريحات من وزارة النفط عن إنتاج الطاقة في النصف الأول من العام.

تتيح بعض المقارنات مع وسطي الإنتاج للنصف الأول من العام الماضي، ملاحظة الاتجاه المتراجع لكل من إنتاج الكهرباء، والنفط والغاز، أي مجمل تراجع الإنتاج في قطاع الطاقة، خلال الأشهر الستة من العام الحالي.

خسارة 40% من إنتاج الكهرباء

بلغ إنتاج الطاقة الكهربائية في النصف الأول من العام الحالي مقدار 5,59 مليار كيلو واط ساعي، وفق تقرير صادر عن المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء في الشهر الحالي.

تعادل هذه الكمية المنتجة نسبة 29% من مجمل إنتاج العام الماضي 2015 البالغ 19 مليار كيلو واط ساعي. إن مقارنة إنتاج نصف العام الحالي، بوسطي نصف العام السابق، والبالغ 9,5 مليار كيلو واط ساعي، يشير إلى انخفاض بمقدار يزيد على 40% في الإنتاج الوسطي، ما يعني أنه ينبغي أن يزداد إنتاج النصف الثاني من العام الحالي عن النصف الأول بمعدل 132%، أي أن يتم إنتاج ما يزيد عن 13 مليار كيلو واط، لكي نبقى فقط في حدود إنتاج العام الماضي..

إن التحسن النسبي لحصة الاستهلاك المنزلي من الكهرباء في بعض المناطق في العام الحالي، مع معطيات تراجع الإنتاج السابقة، يطرح تساؤلاً حول حجم تراجع الاستهلاك السوري الكهربائي في العام الحالي، وآثاره، وتحديداً آثاره على الناتج المحلي السوري، فتراجع الاستهلاك بهذا الحجم، يعكس تراجع عملياً في النشاط الاقتصادي..

خسارة خمس الغاز وربع النفط

أما فيما يخص إنتاج الطاقة، النفط والغاز محلياً، فقد بلغ وسطي إنتاج النفط اليومي في النصف الأول من العام الحالي 7500 برميل يومياً، مقابل وسطي يومي في العام الماضي بلغ 9492 برميل يومياً، بنسبة تراجع 21%.

كذلك الأمر بالنسبة لإنتاج الغاز، حيث بلغ الإنتاج الإجمالي في عام 2015 مقدار 5,2 مليار م3، أي بوسطي إنتاج لنصف العام 2,6 مليار متر مكعب، بينما بلغ إنتاج الغاز لنصف العام الحالي 1,97 مليار م3، بتراجع عن وسطي نصف العام الماضي بمقدار 24%..

أما كميات النفط الخام المكرر في مصفاتي حمص وبانياس فقط بلغت 1,88 مليون طن، بينما بلغت كميات النفط الخام المكررة في المصافي في عام 2015 مقدار 4,2 مليون طن، ما يعني أن النفط الخام المكرر في نصف عام 2016، أقل من وسطي النفط الخام المكرر في العام الماضي بنسبة 10,4%، ما يشير إلى تراجع في واردات النفط الخام عبر الخط الائتماني الإيراني، أو تراجع في قدرات المصافي، وعدم صيانتها.

وينبغي الإشارة إلى أن إنتاج النفط والغاز لم يتغير في عام 2015، عن عام 2014، إلا بنسب لا تذكر، حيث زاد النفط المنتج الواصل للمصافي بنسبة 1,8%، وانخفض الغاز المنتج بنسبة أقل من 7% عن إنتاج 2014.

بينما ارتفع إنتاج النفط الخام المكرر في المصافي في عام 2015 عن عام 2014 بمقدار 16%، مع استقرار توريد النفط الخام الإيراني..

فهل تفسر وزارة النفط أسباب تراجع الإنتاج الوسطي بنسب تفوق ربع إنتاج الغاز، وخمس إنتاج النفط بين العام الماضي والحالي، وأسباب تراجع استيراد المشتقات، وتراجع التكرير في المصافي؟! هل نجد الإجابة على خارطة الحرب الميدانية، أم في خطط التقشف الإنتاجي الحكومية؟!

132%

 

نحتاج إلى زيادة إنتاج الكهرباء في النصف الثاني من العام الحالي، عن النصف الأول بمقدار 132%، وبإنتاج يزيد على 13 مليار كيلوواط ساعي، لنبقى في مستويات إنتاج الكهرباء في 2015، فهل تراجع استهلاك السوريين الكهربائي بنسبة 40% بين العام الحالي والماضي؟!