وزارة الاقتصاد.. «الغريق المتعلق بقشة»

ثمة إعلان أطلقه مؤخراً عماد الأصيل معاون وزير الاقتصاد أكد فيه انخفاض أسعار المواد الغذائية بعد العيد، مستنداً في إدعائه هذا إلى انخفاض أسعار الفروج الحي إلى 115 ليرة، وتراجع سعر طبق البيض الواحد بمقدار 5-10 ليرات سورية، وانخفاض سعر السكر بمعدل ليرتين تقريباً للكغ الواحد، ليباع بالمفرق بـ52 ليرة سورية، معترفاً في المقابل، بارتفاع أسعار بعض المواد الأخرى..

 هذا هو مؤشر وزارة بطولها وعرضها معنية بتحديد الأسعار وضبطها لمعرفة الارتفاع أو الانخفاض الحاصل في الأسعار بالسوق المحلية، فالتراجع بمقدار بضع ليرات لبعض المواد ليست بمؤشر حقيقي بالأساس أمام الارتفاع الكبير الذي شهدته أغلب أسعار المواد قبيل العيد، فأسعار الفروج ارتفعت بنسبة 50% تقريباً، وكذلك البيض، فما الذي يعنيه هذا التراجع الحالي أمام الزيادة التي ارتفعت في السابق؟! يعني تراجع من الجمل أذنه..

بدلاً من وقوف وزارة الاقتصاد بموقف الناقد لأدائها العاجز عن ضبط الأسعار في الأسواق، نجد أنها مثل «الغريق المعلق بقشة في البحر»، وتحاول تضخيم بعض المعطيات القليلة المحققة وتعميمها على كامل مشهد الأسعار، وذلك بحثاً عن إنجاز شكلي على حساب جيوب ومعيشة عموم السوريين..

القضية من حيث المبدأ -صدقنا الأرقام الحكومية المعلنة للأسعار أم لم نصدقها- لا تعتبر إنجازاً فعلياً، فالأسعار في البداية إذا سلمنا بها كحقيقة مطلقة لم تنخفض بجهود من الوزارة أو من مديرية حماية المستهلك، وهي في الحقيقة لم تنخفض،  بل إن التسعير يتم بطريقة مزاجية، حسب رغبات التجار، فما الذي يعنيه انخفاض سعر مادة السكر بمقدار خمس ليرات بعد ارتفاعه بيوم واحد قبيل العيد 20 ليرة دفعة واحدة؟! هل يعتبر هذا انخفاضاً فعلياً للسعر بنظر وزارة الاقتصاد؟! ألا يخجل معاون الوزير من التفاخر بهكذا «انخفاض» في الأسعار؟!.