كيف يفكّر «المجتمع الإسرائيلي»؟ وكيف نفسّر الهستيريا الجماعية؟
ينبغي أن تنطلق أي محاولة جادة لفهم اتجاهات التفكير السياسي السائدة في «المجتمع الإسرائيلي»، وقبل أي شيء آخر، من التخلص من أعباء التقسيمات النمطية بين «يمين» و«يسار»، وبين «متطرفين» و«معتدلين» وإلى ما هنالك؛ فهذا النوع من التقسيمات، وإضافة إلى كونه لم يعد- منذ عقود- أداةً مفيدةً في تحليل السياسات، ليس في «إسرائيل» فحسب، بل وفي العالم بأسره، فإنّه في الحالة «الإسرائيلية» بالذات، يبدو أداةً مباشرةً في التضليل والتعمية على الحقيقة؛ فالسلوك العملي لمختلف الاتجاهات السياسية السائدة في الكيان، بما في ذلك المتعارضة فيما بينها، يكشف عن سيادة وعمومية التطرف والتعصب والنزعة الإبادية العنصرية التي ترقى إلى حالة هستيريا جماعية وعُصابٍ مزمنٍ لمجتمع بأسره.