انتهى الاتفاق النووي وإيران لم تعد ملتزمة بأيّّ قيود
أعلنت طهران في الـ 18 من الشهر الجاري مع انتهاء صلاحية اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة 2015 (الاتفاق النووي الإيراني) أنها لم تعد «ملزمة» بقيود الاتفاق فيما يتعلق بحدود درجة تخصيب اليورانيوم، أو تشغيل أجهزة الطرد المركزي، أو التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... رغم ذلك، أكدت أنها «ملتزمة بالدبلوماسية».
في حين أدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية التصريحات الإيرانية هذه، وحثوا إيران على استئناف المحادثات، أيدت طهران كلاً من روسيا والصين ودعتا إلى رفع العقوبات عن إيران.
تسعى الولايات المتحدة إلى استئناف محادثات مباشرة مع إيران للتوصل إلى «اتفاق عادل ومتوازن» جديد، حول البرنامج النووي، حسب تعبير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الـ 13 من تشرين الأول الجاري، ورداً على ذلك تعلن طهران رفضها بعد تجربة المحادثات الأخيرة التي أفضت إلى حرب الـ 12 يوماً مع «إسرائيل» بقيادة ورعاية أمريكية، وقال المرشد الأعلى علي خامنئي: إن الولايات المتحدة تمارس سياسة «نفاق» مؤكداً: أن إيران ستمضي ببرنامجها النووي بشكل مستقل.
بالتوازي مع ذلك، تؤكد طهران أنها منفتحة لمثل هكذا محادثات، لكن بعد رفع لبعض العقوبات عنها بما يعيد بناء ثقة ما تجاه واشنطن، وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: «ما دامت الولايات المتحدة تتمتع بطبيعة مهيمنة، وإيران ترفض الخضوع للهيمنة، فلن تُحل المشكلة بيننا، لا نرى حالياً أي أرضية إيجابية للتفاعل مع الولايات المتحدة، لكننا قادرون على التعامل معها، وإذا تخلّت عن سلوكها الاستبدادي تجاه إيران، وكانت مستعدة لمفاوضات جادة على قدم المساواة، بنهج صادق واحترام متبادل، من أجل حل مقبول للطرفين، فلن نتخلى أبداً عن الدبلوماسية، وسنتمكن من التواصل، نحن مستعدون لأي حل حكيم».
رغم ذلك، لا يبدو أنه سيجري أي تطور بهذا الأمر على المدى المنظور، فحتى وإن أبدت واشنطن إشارات جادة لعقد محادثات آمنة دون تهديدات، أو خروقات عسكرية منها، أو من «إسرائيل» فلا تزال واشنطن متمسكة بإدخال برنامج الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى في هذا الاتفاق، وهو ما ترفضه إيران تماماً، فضلاً عن السعي بحرمان إيران من توطين التخصيب لديها.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1249
ملاذ سعد